لم يتَّفق المتخصصون على تعريف محدَّد للإرهاب برغم النمو الشديد في حجم هذه الظاهرة والاهتمام المتزايد بها. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الإرهاب شكل أو أسلوب من أساليب الصراع السياسي، ومن ثَمَّ فإنه من المتاح لكل القوى السياسية بغض النظر عن أيدلوجيتها أن تلجأ إلى استخدامه؛ مما يزيد أيضاً من صعوبة الاتفاق على تعريف لظاهرة الإرهاب. إن ظاهرة الإرهاب مصطلح محمَّل بقدر كبير من الشحنات العاطفية التي تتضمن الإدانة المبدئية له؛ لذلك نجد أن استخدام مصطلح الإرهاب لوصف فعل أو نشاط معين يكون مقصوراً على الخصوم السياسيين القائمين به، ولكن بصفة عامة ينظر علماء الاجتماع إلى الإرهاب الدولي بوصفه التهديد باستخدام القوى، واستخدامها بواسطة جماعة أو أكثر ضد المجتمع المحلي أو الدولي لتحقيق أهداف معينة ضد إرادته وعلى غير رغبته.
كما ينظرون إليه على أنه فعل رمزي بمعنى أنه يسعى إلى إحداث آثار كبيرة برغم محدودية الفعل الإرهابي نفسه، كما أن آثار الفعل الإرهابي تقتصر غالباً على المجال السياسي وبشكل محدود، أي أنه غير قادر على إحداث تأثيرات شاملة على البيئة التي يحدث فيها ولكن في هذا المجال يجب ألاَّ نغفل الفرق بين أنشطة الإرهاب التي تشرف عليها أو تنفذها أجهزة المخابرات التابعة لدولة معينة، وتلك التي تقوم بها المنظمات بأشكالها المختلفة.
|