منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الموحد الباني الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه تعيش حالة أمنية قد تكون فريدة في العالم أجمع وهذا بفضل الله ثم تحكيم الشريعة الإسلامية فلهذا أصبحت علاقة المواطن بالحاكم وعلاقة المواطنين مع بعضهم البعض تحكمها الشريعة الإسلامية فتتولى المحاكم والسلطات القضائية الأخرى البت في القضايا التي قد تنشأ بينهم وولي أمر المسلمين دوره تنفيذ هذه الأحكام ففي ظل هذا المنهج الذي ساد طيلة الحكم السعودي حتى عهد خادم الحرمين الشريفين أصبحت خصوصية المملكة معتبرة ومحل احترام جميع دول العالم فجميع هموم الأمة والتفاعل مع المستجدات يتم من خلال المنظورة الشرعي ولا يلتفت إلى الأساليب التي تتبعها بعض الشعوب في التعبير عن موقف ما لأن المقارنة بين المملكة وتلك الدول تكاد تكون مستحيلة باعتبار أن نظام الحكم في المملكة قائم على الشورى فأبواب ولاة الأمر مفتوحة للجميع بدون استثناء ولكل مواطن الحق في الرفع لهم عن أي مظلمة أو تجاوزات حتى ظروف المواطن الاجتماعية والمادية محل اهتمام ولاة الأمر واعتقد أنه طالما ان هذا النمط قائم في ممارسة المملكة السياسية فلماذا استخدام الأساليب الأخرى الغريبة على مجتمعنا التي لا تحترم خصوصيته وننسى القائدة الشرعية درء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذن لماذا نقلد الآخرين في التعبير عن مواقفنا ونحن نعلم السلبيات التي تحدث جراء هذه الممارسات وهل الفئة التي تقوم بهذا السلوك على درجة عالية من الوعي لا اعتقد ذلك لأنها لو كانت مدركة لذلك لأصغت لرأي العلماء وهم المخولون في معالجة هذه الامور باعتبارهم المسؤولين أمام الله بالدرجة الأولى قبل عامة الناس فمن هنا زال عنا الحرج طالما أنه من مسؤوليتهم. علماً بأن الأحداث اثبتت أن الاعتصامات والمظاهرات تستغل للتخريب وزعزعة الأمن وتهديد أمن الوطن فقل أن تجد مظاهرة تخلو من ذلك لأن النفوس المريضة والمغرضة هي المستفيدة فمن هذا المنبر أحب أن أطمأن الذي يجهل الشعب السعودي أن تعبيره عن أي موقف يمر به يتم من خلال كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي تحارب البدعة مهما كان مصدرها بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد الآن تجربة تكاد تكون فريدة في العالم ، فمجلس الشورى الذي يضم نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين والمهندسين والأطباء الذين تم تعيينهم عن طريق ولاة الأمر في هذه البلاد أجزم أنه لوتم اختيارهم عن طريق الشعب يصعب عليه أن يصل إلى هذه الدرجة العالية التي تم فيها الاختيار كذلك توجه المملكة السياسي الذي أعلن عنه عبر وسائل الإعلام بتعيين بعض أعضاء المجلس البلدي عن طريق الانتخاب كل هذه الأمور تصب في المشاركة السياسية التي هدفها العدل والمساواة بين المواطنين.
أخي القارئ الكريم لقد أدركت معي أن تطور نظام الحكم في المملكة. يتم من خلال منهجية علمية متأنية وغير متسرعة آخذة بعين الاعتبار المستجدات والتغيرات العالمية بحثاً عن الحكمة التي أمر بها نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم لتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين.
|