* مثلما أن الكون مليء بظواهر التفاعل الكهرومغناطيسي بين مواده فالأرض مشحونة أيضاً بظواهر تفاعل البشر وتماحكهم مع بعضهم الآخر.
* وظواهر التفاعلات الكهرومغناطيسية في الأجواء لا تتم بدون آليات تفريغ لشحناتها الناجمة من تفاعلها ولو لم يحدث ذلك لحدث ما لا يحمد عقباه. فالصواعق على سبيل المثال ظاهرة تنجم عن تفاعل السحب في الأجواء، كما أن مانعات الصواعق الأرضية ليست إلا وسيلة إنسانية تفاعلية هدفها اتقاء شرور هذا النوع من التفاعلات الجوية.
* وفي عقل الإنسان وجسده من التفاعلات الكهربائية ما قد يجعل الشرر يتطاير من عينيه كما هي مضامين العبارة المألوفة في هذا المنحى، كما أن في عينه من الحرارة ما قد يجعل منها عيناً (حارة)!.. قاتلة، وفي أي من الحالين فوسيلة تفريغ شحنة الغضب أو تفادي آفات العين الحارة تتمثل في لجوء المسلم إلى حمى خالقه والاستعاذة به من شرور شياطن الجن والإنس.
* وبالطبع تتعدد أنواع الشحنات وتتباين وسائل تفريغها حسب تعدد مناحي وشؤون الحياة، فللسدود المائية وسائل تنفيس من شأنها تفريغ تزايد الضغوط المائية، بل إن ما يسميه الناس مجازا (القدر الكاتم) ليس في حقيقته قدراً كاتماً، والدليل على ذلك ما يزهو به جبين..! هذا القدر من فتحة تهوية.. تنفيسية.. تفريغية.
* وكل مشحون بحاجة ماسة إلى تفريغ شحنات وإلا أضحى مصيره الانفجار.. ويتساوى في ذلك كما أبنت سابقاً كافة ما في هذا الكون من ظواهر سواء أكانت ظواهر فيزيائية - كهرومغناطيسية في الأجواء أو تفاعلات إنسانية على الأرض. وفي هذا المنحى تعجبني مضامين العديد من العبارات الإنجليزية التي تدور أو تتمحور حول التنفيس.. التفريغ.. مثل أقوالهم.
To cleanse my system... To talk it over- To get out of my system. وغير ذلك مما محوره تفريغ الشحنات سواء بالبكاء أو بالمناقشة أو بعقد لواء الإرادة والتصميم على تفريغ شحنات ما هو مشحون.
* عليه يصح القول إن التفاعلات الإنسانية على الأرض قد ينشأ عنها ألغام نفسية يتوجب نزعها تماماً كما هي الحال مع الألغام الأرضية، فألغام النفس كما هي ألغام الأرض قابلة للنزع وكما أن لنزغ ألغام الأرض فنوناً وآليات وخرائط فلنزع ألغام النفس مثل ذلك أيضاً.. فهيا إذن خذ بخريطة ألغامك النفسية وحدد مواقعها وبادر من ثم بنزع أو تعطيل فتيلها.
|