هل أنت وهَّابي؟!!
محمد أبو حمرا

يبدو لي -والله أعلم- أننا نقر ونعترف دون أن نناقش أو نقنع الآخرين، أي أننا نقف في وجه التهمة وكأننا نقر بها، سواء ضمناً أو تلميحاً أو تصريحاً، أو بأية وسيلة أخرى قد توحي بالاعتراف.
هذه توطئة لما سوف أتحدث عنه وهو اتهام الغير لنا بأننا وهابيون، وأن ابن عبدالوهاب ممن كرَّس مسألة الإرهاب الفكري أو العملي.
والذين يقولون بهذا ويشيرون بأصابعهم إلينا نحن السعوديين إنما هم أحد أطراف عدة منها:
- طرف له مصلحة في ترويج هذه المقولة، وله أهداف قد وضعها في الاعتبار.
- طرف مخالف لما نحن عليه من التقيد بالكتاب والسنة، أي أنه يريد التحرر أكثر.
- طرف مغرض وفي قلبه مرض من نجاح دعوة الشيخ ابن عبدالوهاب، واستمرارية فكره النير والمعتدل، فهو يريد القضاء عليه لوجود بديل مخالف له.
- أطراف لها مصالح من دنيا يريدونها او دين يبيعونه بخساً، والعياذ بالله.
والذي أريد أن أقوله من خلال تماوج الدنيا وصياح وسائل الإعلام المغرضة حول الإرهاب، وأنه وهابي النشأة والفكر، هو أن ابن عبدالوهاب ليس إلا رجل من بني تميم العربية الأكثر ضراوة على المسيح الدجال، جاء إلى الدنيا وأراد إعادة الناس إلى صفاء الدين، وأراد أن يزيل ما لحق به من تشويه وتعظيم القبور والأولياء، فوجد معارضة من الأشاعرة وغيرهم من علماء الملل والنحل، لكنه نجح نجاحاً باهراً وتوسعت دائرة فكره فقط.
وأما مسألة الإرهاب التي تلصق به وبالمملكة العربية السعودية خاصة، فهي مسألة غير صحيحة أبدا، فمن قاموا بالتفجيرات في الحادي عشر من سبتمبر ليسوا أبدا من أتباع فكر ابن عبدالوهاب، ولم يتتلمذوا على كتبه أو على تلاميذه مطلقاً، ورموزهم المعروفون ليسوا ممن أخذ باجتهادات ابن عبدالوهاب، بل هم من مذاهب أخرى، غير تلاميذ ابن عبدالوهاب الذي أحيا المذهب الحنبلي بعدما كاد يندثر.
ولو كان هناك أدنى بصر أو بصيرة لدى من يناقشون لقالوا ما قلته آنفا، لكنهم في خضم الذهول يذهبون إلى شخص الشيخ تشريحاً وملاحقة لتاريخه الشخصي، وكأنهم يقرون ضمناً بما نسب إليه زوراً، وهم حسبما يعتقدون يدافعون عنه!!.
أنا أتحدى من يأتيني بأحد قادة الإرهاب ويقول لي: إنه تتلمذ على فلان أو فلان من تلاميذ ابن عبدالوهاب، بل بالعكس هم تتلمذوا على أيدي من عرف عنهم الإرهاب الفكري حتى في مناقشاتهم، ولا يعني أنهم يحملون الجنسية السعودية انهم يتغذون على فكر ابن عبدالوهاب، ولو كان هناك إنصاف وعقل عند القادحين لدرسوا حياة كل واحد منهم على حدة، وأين تعلم، ومَنْ هم مشايخه الذين أثَّروا عليه؟
فهل الظواهري او ابن لادن من تلاميذ ابن عبدالوهاب؟ أبدا، هؤلاء درس بعضهم على فكر متزمت وجامد وتكفيري غير فكر ابن عبدالوهاب المتسامح أصلاً.
إذن.. نحن لسنا إلا مسلمين سعوديين، نقر بما في كتاب الله وسنة رسوله، وقضاتنا يقضون بالكتاب والسنة، ولهم الاجتهاد إذا كان أحدهم مؤهلاً له، وليسوا ملزمين بفكر أحمد أو الشافعي أو أبي حنيفة أو مالك، بل هم يجتهدون، وإذا وجدوا مسألة عند أحد علماء السنة وترجح لديهم أنها هي الأرجح أخذوا بها.
نحن مسلمون سعوديون، توحدنا كلمة كبيرة على أرض كبيرة، ورمزنا السياسي والاجتماعي هم آل سعود الذين خدموا البلاد والعباد من أجل وحدة الأمة كلها، أما الحاقدون على النجاحات فلا نقيم لهم وزناً، فهل بعد ذلك من بلاغ؟