أجدني أكثر ميلاً من ذي قبل لتأييد المنادين بتقنين إصدار المطبوعات الرسمية من كثير من الدوائر والمؤسسات الحكومية خاصة أن بعض قطاعات الوزارات تصدر مجلات منفردة، بل ربما أن أكثر من إدارة في قطاع واحد تصدر مطبوعة خاصة بها، والمبررات لهذا التوجُّه للدعوة إلى الحد من الإصدارات متعددة الجوانب من أهمها الرفق بالورق الذي يهدر غالباً دون طائل ولا فائدة كبيرة تُرجى مما يحبَّر ويدوَّن عليه من مواد ربما تكون مكررة النشر ومقتبسة من مصادر أخرى أو كلمات ومقالات سبق أن قيلت في مناسبات ولا تحمل مضامين كبرى تستدعي التذكير بها، ثم إن كثيراً من تلك المطبوعات تلجأ في الغالب لمطابع مغمورة لا تملك إمكانات طباعية وفنية وإخراجية تؤهلها لإبراز المطبوعة بالشكل الملائم فتجتمع بذلك سلبيات كان يمكن تجاوزها لو توجهت تلك المطبوعات لمؤسسات طباعية بارزة تملك الكوادر الفنية والتقنية، ثم بعد ذلك كان من الأوفق لو دمجت مطبوعات منشأة أو وزارة في مطبوعة واحدة تحشد لها طاقات وقدرات كل من تمكن مشاركتهم من منسوبي تلك المنشأة سعياً لإظهار مطبوعتهم بالصورة المرضية شكلاً ومضموناً.. وزاد من قناعتي هذه اطلاعي على نموذج أعتبره جيداً لما أتحدث عنه ذلكم هو مجلة العلوم والتقنية، حيث إنها مجلة دورية تخصص عدداً واحداً أو أكثر إن تطلب الأمر لموضوع ومبحث واحد فقط، ولكنها تلم شتاته وتحيط بكل جوانبه ولا تهمل جزئيات قد يرى آخرون أنها هامشية، فتقدم معلومات موثَّقة ومعزَّزة بحقائق علمية وإحصائية تشبع رغبة القارئ وتجيب على كل تساؤلاته، ومن أراد التأكد فليقرأ العدد 68 من مجلة العلوم والتقنية المخصص للمعلومات عن الإبل.
|