Wednesday 10th March,200411486العددالاربعاء 19 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بذور ثقافة الطفل بذور ثقافة الطفل
حصة علي القبلان

الأطفال هم هبة الله للبشرية، وهم ورود حياتنا التي تشعرنا ببهجة هذه الحياة، وبما أن الورود لا تستمر بهيجة إلا برعاية خاصة، لذا يحتاج هؤلاء الأطفال الى رعاية خاصة واهتمام كبير يشمل جميع جوانب حياة الطفل وشخصيته وهذه المهمة ليست مهمة سهلة وليست بالمهمة الهينة.
ولكن الله سبحانه وتعالى وهبنا كأمهات وآباء هذا الشعور الغريب ألا وهو الشعور بالسعادة رغم ما يتكبده الآباء والأمهات من الشقاء والعناء في رعاية أولادهما والسهر على احتياجاتهم المختلفة والمتجددة.
واحتياجات الطفل سلسلة ليس لها نهاية من حيث تعدد احتياجات الطفل وتنوع مراحله العمرية حيث يمر الطفل بمراحل مختلفة وكل مرحلة تحتاج من الآباء والأمهات والمربين والمربيات الى تغيير ما يقدمونه لأولادهم وللأطفال بشكل عام من رعاية وعناية جسدية وفكرية وثقافية واجتماعية.. فالطفل منذ ولادته وحتى يتخرج من الجامعة وأحيانا لما بعد ذلك يحتاج لوقوف الوالدين بجانبه حسب احتياجاته المرحلية.
ومن ضمن هذه الاحتياجات المهمة والتي يزرع بذرتها الوالدان في الطفل الثقافة، فثقافة الطفل تبدأ من المهد فالأم التي تغني لطفلها وتناغيه وهو في مهده إنما توقظ فيه الحس الجمالي والهدوء النفسي، والأم التي تتحدث الى صغيرها وهي تنظر الى عينيه وهو لم ينطق بعد إنما تقدم له ثقافة تناسب مرحلته العمرية.. فهو ينصت ويحاول أن يتعلم النطق من خلال تأمل شفاه أمه وهو يتأملها.
ثم تطور الأم معرفة الطفل وهي تقرأ له القصص والحكايات المناسبة وهي بذلك تنمي لديه سعة الخيال وتحفز ادراكه المعرفي وتثير تساؤلاته وحبه للمعرفة، وهكذا تبدأ معه خطوة خطوة فهو يتطور فكرياً ومعرفياً حتى يجده الوالدان يلقي عليهما الأسئلة الكثيرة والتي قد تكون غريبة أحيانا.. وأحيانا أخرى تكون محرجة للوالدين.. ولكن الآباء والأمهات المدركين لمسؤولياتهما ولأهمية هذه الأسئلة لا يتهربان من الاجابة بل على العكس يساعدانه على ادراك العالم من حوله ويقدمان له المعرفة التي تبدد حيرته وتساؤلاته وتوسع من ادراكه.
وبعد ذلك يأتي دور المؤسسات الحكومية لينهل منها الأطفال معلومات تناسب أعمارهم واحتياجاتهم الفكرية والمعرفية.. كالمدارس والمؤسسات الخاصة والمتاحف الوطنية، وفي الوقت الحالي أحدث دخول الثقافة التكنولوجية الى حياة الناس والأطفال بشكل خاص تغييرا كبيرا من حيث سرعة نشر الثقافة وتقديم المعلومة أولاً بأول ومن حيث تنشيط ادراك الطفل وسرعة استجاباته للمعلومات الحديثة، حيث نجدهم مفتونين بما تقدمه الشاشتان الساحرتان (شاشة التلفزيون، وشاشة الانترنت) من معلومات وثقافات مختلفة ومتنوعة وشيقة أيضاً.
وفي المملكة العربية السعودية نفخر بما يقدم المتحف الوطني في مدينة الرياض من ثقافات متنوعة تربط بين الحاضر والماضي وما يقدمه المتحف الوطني بشكل خاص للأطفال السعوديين وغيرهم من ثقافة تجعلهم مرتبطين بماضيهم المجيد يفخرون بما قدمه أجدادهم من كفاح وأعمال ومواقف رائعة كانت الأساس المتين لحضارة يتباهون بها بين الحضارات المعاصرة، وها هو المتحف الوطني اليوم يقدم لنا نافذة جديدة ومضيئة في مجال ثقافة الطفل ويبرز لنا دور التربية المتحفية في مجال ثقافة الطفل والتي تسعى لفتح مجالات جديدة ورائدة في عالم ثقافة الطفل بأسلوب جديد يتماشى مع معطيات العصر الحديث.
وبهذه المناسبة أتمنى من القائمين على المتحف الوطني وأخص الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني بهذا الاقتراح وهو القيام بتوجيه أسئلة محددة لأطفال الوطن من خلال لجان متخصصة بهذا المجال ويقومون بتحليل واستقراء أجوبتهم لاستيضاح أهم ما يثير انتباههم وما هو محور اهتماماتهم لدراسة تلك الاهتمامات والاتجاهات والتي حتما سوف تشمل اهتمامات متعددة لدى الأطفال حسب مراحلهم العمرية وحسب طبقاتهم الثقافية وبذلك نستطيع أن نقدم للطفل السعودي ما يتعطش اليه من معلومات ثقافية مختلفة بشكل تراثي ثقافي متفرد.. ليقوم مشروع المتحف الوطني لثقافة الطفل على أسس متينة وثابتة عبر قنوات حديثة ومتقدمة وليتحقق ما يصبو اليه الجميع من فتح مجالات ثقافية واسعة وشاملة لعقلية الطفل السعودي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved