* الطائف - فهد سالم الثبيتي:
تقع المخالفات من بعض العمالة الوافدة عندما يغيب الرقيب وتنام عين المحاسبين، فهناك الكثير من الممارسات التي يقومون بها غير مبالين بما قد تحدثه من أخطار على الناس، ومن هؤلاء العاملون في المطاعم والبوفيهات خاصة الصغيرة منها والذين يتسببون أحياناً في ظهور الأمراض المعدية والتسمم من خلال الوجبات التي يعدونها، فالأدوات المستخدمة في الطهي متسخة والعمالة أنفسهم لا يحملون شهادات صحية تثبت أهليتهم للقيام بهذا العمل. أما كفيلهم فلا هم له سوى أن يتحصل على دخل آخر الشهر دون أن يفكر في نظافة المحل أو العمالة أو حتى صحته وسلامة الآخرين.
وفي جولة سريعة دخلنا بعض المطاعم والبوفيهات بمحافظة الطائف والتي لم تتوفَّر بها أدنى شروط الصحة والنظافة، فالأواني المستخدمة في الطهي متسخة وقد أكل عليها الدهر وشرب، حيث تبدو صدئة وتغيَّر لونها، أما الأدوات وكافة التجهيزات فتحيط بها الأوساخ والعفن، أما الحشرات فتتطاير من كل حدبٍ وصوب.. ومع ذلك كله فإن الزبائن أو (الضحايا) في ازدياد.
عن هذا الموضوع التقينا ببعض الزبائن في هذه المطاعم حيث إن صحة البيئة بالبلدية هي المسؤول الأول والأخير عن انتشار مثل هذه المخالفات التي تهدِّد صحة الناس، فهناك العديد من المحلات من الكافتيريات والمطاعم الصغيرة تقوم العمالة بها بإبقاء بعض الوجبات والأطعمة بالثلاجة حتى اليوم الثاني من أجل بيعها وهذه مخالفة صريحة وتهديد واضح لصحة الإنسان.
حيث يقول المواطن (حميد معتوق المالكي):
رغم ان صحة الإنسان مهمة إلا أن ما أشاهده بداخل هذه المطاعم أمر مؤسف، فهناك عمالة تتكدس بها ولا تعبأ بنظافتها الصحية، ويكفي أنني رأيت أحدهم لحظة تناولي وجبة بأحد المطاعم الصغيرة عندما كان يقوم بإعداد الأطعمة، ورغم إصابة إصبع يده بجرح وسيلان الدم منه إلا أنه يواصل إعداد الطعام مما جعلني أخرج من المطعم وعلى الفور أبلغت عمليات البلدية بالطائف إلا أنهم كانوا يتعاملون بكل برود دون اهتمام وأخبروني بأنهم غير مسؤولين عن هذه المخالفات وطالبوني بالاتصال على الفروع وقت الدوام ومع ذلك أبلغت، وعدت في اليوم التالي ووجدت العامل مع الأسف يعمل ويواصل إعداد الأطعمة وإصبعه مجروح وكأن شيئاً لم يكن.. فهل يا ترى وصل حال النظافة والصحة إلى هذا الحد؟ وأين هي الإجراءات ضد من يمارسون مثل هذه المخالفات وذلك لضمان صحة المواطن وسلامته مؤكداً أنه يشاهد في العديد من المطاعم الحشرات والصراصير والذباب الطائر تحوم حول أواني ومعدات الطبخ والطهي بالاضافة إلى افتقار العامل البائع لأبسط شروط السلامة.
أين صحة البيئة؟
* ويتساءل المواطن إبراهيم دقوم عن دور صحة البيئة والجهات المختصة حيال هذا الأمر ويقول: هناك مجموعة من الكافتيريات داخل المدينة وعلى الطرق السريعة للأسف غير مؤهلة لهذا العمل ولا لتقديم الأطعمة.
وكمثال على حالها المتردي فإن هناك أحد المحلات على الطريق السريع طريق جدة يقوم فيه العمال بإعداد الطعام من سندوتشات وأكلات متنوِّعة، وفي الوقت نفسه يقومون بإعداد المعسلات والشيشة كون الموقع (مقهى) فبعد أن يضع يده بالجراك يضعها مرة أخرى بالأطعمة وكأنه يقدم ساندوتشات بالمعسل والجراك!!
جولات للبلدية
أما بلدية محافظة الطائف من جانبها فقد ضبطت خلال الفترة الأخيرة ملاحظات ومخالفات للاشتراطات الصحية في العديد من المطاعم والبوفيهات اشتملت على مخالفات في النظافة وعدم تجديد الشهادة الصحية وملاحظات على مواقع إعداد الطعام، وتم اتخاذ الإجراءات الجزائية الرادعة حيالها وفقاً للبيانات الصادرة مؤخراً من البلدية وهو ما يبشِّر بعمل جديد ومتواصل في قادم الأيام في هذا المجال.
هذا وتكثِّف البلدية برنامج جولاتها التفتيشية على المطاعم والمطابخ والبوفيهات بالطائف هذه الأيام لمنع أي مخالفات قد تحدث، وفي الوقت نفسه أهابت البلدية بكافة المواطنين للتعاون معها من حيث الإبلاغ عن أي مخالفات لدى عمليات البلدية.
إلا أن الأمل يبقى منشوداً من قبل المراقبين وذلك بتكثيف جولاتهم الرقابية على كافة المحلات وملاحظة كافة المخالفات دون التركيز على ديكور وشهادات المحل، فصحة الإنسان مهمة والمسؤولية كاملة تبقى على البلدية ومراقبيها وهذا ما ينتظره المواطن بكل تأكيد.
|