استقبل يوم السبت الماضي زهاء 33 ألف مركز انتخابي منتشر في الجزر الثلاثة آلاف التي تتكون منها بلاد اندونيسيا.. استقبلت حشودا بلغ تعدادها ثمانية وخمسين مليون ناخب ادلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع اثناء اجراء الانتخابات العامة لملء 360 مقعدا من المجلس النيابي الذي يضم 460 نائبا بينما يعين الرئيس سوهارتو بموجب القانون المائة نائب الآخرين، ومن الجدير بالذكر أن هذه الانتخابات هي أول انتخابات عامة تجري في البلاد منذ 16 عاما. وقد حدد يوم السابع من اغسطس (آب) القادم موعدا لاعلان النتائج.
ولم تعلن الحكومة الاندونيسية يوم الانتخاب عطلة رسمية فقد حضر الموظفون الى مكاتبهم رغم انهم لم يقوموا بأي عمل، بينما توقفت معظم مرافق البلاد بما فيها البنوك والمحلات التجارية عن العمل.. وقد شوهدت مساحات المدينة والطرق الرئيسية هادئة نسبيا وأدلى الرئيس سوهارتو وقرينته وأولاده الثلاثة بأصواتهم في المركز الانتخابي المجاور لمحل اقامتهم.
ومما يذكر أن أوراق الاقتراع طبع عليها عشرة رموز يمثل كل رمز حزبا او جماعة من المنافسين ويتعين على كل ناخب ان يقوم بتنقيب رمز من الرموز العشرة بأحد المسامير الموجودة لدى اللجنة الانتخابية مشيرا بذلك إلى الحزب الذي يختار مرشحيه لتلك الدائرة.وقد دخلت الحكومة كمنافس اكبر بين الأحزاب في هذه الانتخابات في اتحاد جولكر الذي يمثلها ويضم 290 جماعة عاملة من الفنيين والمدرسين والعمال والموظفين.
وتأمل الحكومة بفوز حزبها جولكر بثلث المقاعد التي سيشارك في انتخاباتها وذلك ليتسنى له الحصول على الأغلبية في البرلمان الجديد.
وتقول الأنباء الواردة من العاصمة الاندونيسية أن اربعة أحزاب اسلامية قد شاركت في الانتخابات التي ستكون لها اهمية كبرى في تحديد ميزان القوى في البلاد وخاصة بين الاحزاب والفئات السياسية المختلفة الاتجاهات.
وقد تلقى الرئيس سوهارتو 0 كما تضيف الانباء - تأكيدات من جميع الأحزاب السياسية مؤيدة ترشيحه لمدة خمس سنوات قادمة.
هذا وتبدي الأوساط المعنية في العالم الإسلامي إلى جانب اهتمامها بنتائج الانتخابات تخوفا كبيرا على مصير الحركات الإسلامية في اندونيسيا بسبب حملات العداء والمقاومة التي تشنها الاحزاب التقدمية والعناصر اليسارية العميلة التي تدعمها الأطماع الخارجية بصورة تشبه إلى حد كبير تلك الحالة التي اثرت في الأوضاع العامة للشقيقة الإسلامية الكبرى باكستان.