في مثل هذا اليوم من عام 1935، نشرت دار (سكريبنر) للنشر ثاني رواية لتوماس وولف بعنوان (الوقت والنهر). وبدأ وولف الرواية كتكملة لروايته التي حازت على قبول كبير من جانب القرّاء وهي (انظر ناحية المنزل يا أنجل) والتي صدرت في عام 1931 بعد أن قضى وولف والمحرر ماكسويل سنوات في كتابة هذا العمل الأدبي. كان وولف يبلغ من العمر 65 عاماً ولم يكن يشعر بالراحة بالجلوس على المقاعد العادية. وكتب معظم أعماله واقفاً واستخدم الجزء العلوي من الثلاجة كسطح للكتابة. ونُشرت رواية (انظر ناحية المنزل يا أنجل)، التي تُعد الأكثر شهرة لأنها كانت تحتوي على السطر الشهير (ليس بوسعك العودة إلى المنزل ثانية)، في عام 1929 وأصبح وولف منذ ذلك الحين واحداً من (أعظم الروائيين الأمريكيين).
وصاغ وولف كتاباً يعتبر شبه سيرة ذاتية يسرد فيه تفاصيل شباب يوجن جانت في مدينة شمال كالورينا وطبقه على مدينة أشيفلي مسقط رأسه. وحاز الكتاب على شهرة واسعة لكنه لقي ردود فعل غاضبة من جانب أسرته وأصدقائه في أشيفلي لأنه حكي عن أسرار المدينة. وُلد وولف في أشيفلي شمال كارولينا في عام 1900 وهو أحد الأبناء الثمانية لعامل في قطع الأحجار، اشترت والدته داراً للسكنى عندما كان وولف في سن الخامسة. وشعر الولد بأنه مُشرّد بسبب وجود بائعين يتجولون كثيراً وأرامل فقراء ونُزلاء آخرين، ثم حوّل هؤلاء الناس إلى شخصيات في خياله. التحق وولف بجامعة نورث كارولينا في عام 1916 وذهب في النهاية إلى جامعة هارفرد ليدرس الدراما على أمل أن يُصبح كاتباً مسرحياً.. وفي عام 1923، انتقل وولف إلى نيويورك وتعلّم بجامعة نيويورك أثناء كتابته للمسرحيات. وفي عام 1929، كرّس وولف معظم جهوده في تأليف روايته الأولى الضخمة والتي جعلته واحداً من أشهر الكُتّاب في عصره، وتم تمثيل الرواية على المسرح فيما بعد وحازت على جائزة بوليتسر في عام 1958.
|