بداية ثورة فبراير

في مثل هذا اليوم من عام 1917، بدأت ثورة فبراير عندما اندلعت أعمال العنف والاضرابات بسبب نقص الطعام في العاصمة الروسية بيتروجراد، وبعد أسبوع واحد، كانت قد انتهت قرون من الحكم القيصري بتخلي نيكولاس الثاني عن العرش واتخذت روسيا خطوة هامة نحو الثورة الشيوعية.
وفي عام1917، فقد معظم الروس ثقتهم في قدرة قيادة الحكم القيصري. فقد تفشى الفساد وظل الاقتصاد الروسي متعثراً وحل نيكولاس مجلس الدومة، البرلمان الروسي الذي تأسس بعد ثورة 1905، عندما عارض وصيته، وكان السبب الرئيسي لحدوث ثورة فبراير هو تورط روسيا في الحرب العالمية الأولى.
وكانت روسيا الإمبريالية لا تضاهي ألمانيا الصناعية وكانت الخسائر الروسية أكبر بكثير من تلك التي تكبدتها أية دولة في أية حرب سابقة، وفي هذه الأثناء، كان الاقتصاد الروسي في حالة يرثى لها بسبب الحرب وانضم المعتدلون إلى العناصر الراديكالية الروسية في المطالبة بالإطاحة بالقيصر، وأحتشد المتظاهرون بالشوارع في العاصمة الروسية بيتروجراد (سان بيترسبيرج حالياً) مطالبين بالحصول على الخبز، وأشتبك المحتجون، ومعهم 90000 ألف من الرجال والنساء الذين كانوا معتصمين مع رجال الشرطة ورفضوا مغادرة الشوارع.
ثم انتشر الإضراب بين كافة العمال في بيتروجراد، وقامت حشود العمال الغاضبين بتدمير أقسام الشرطة.
وتم استدعاء قوات الحامية العسكرية بالعاصمة لقمع الانتفاضة، وفي بعض المواجهات، فتحت الأفواج العسكرية النار وقتلت المتظاهرين لكن ظل المحتجون بالشوارع وبدأت القوات تضطرب، وفي بداية الثورة قام نيكولاس ثانية بحل مجلس الدومة، وانتصرت الثورة على الحاميات العسكرية بعد أن فرت من أمام المتظاهرين.
وشكل الجنود، حوالي 150000 جندي، لجان قامت بانتخاب مندوبين لدى بيتروجراد. وأُجبرت الحكومة الإمبريالية على الاستقالة وشكل الدومة حكومة انتقالية تنافست بطريقة سلمية مع سوفيت بيتروجراد في السيطرة على الثورة.
وأصدر سوفيت بيتروجراد (الأمر رقم 1) الذي أصدر تعليمات للجنود والبحارة الروس بطاعة تلك الأوامر فقط وعدم معارضة التوجيهات السوفيتية. وفي اليوم التالي، تنازل القيصر نيكولاس الثاني عن العرش لأخيه مايكل الذي رفض التاج ليضع نهاية للحكومة الفردية القيصرية.
وأملت الحكومة الانتقالية الجديدة في إنقاذ جهود الحرب الروسية أثناء إنهاء أزمة نقص الطعام والعديد من الأزمات الداخلية الأخرى، وفي تلك الأثناء، ترك فلاديمير لينن، زعيم حزب الثورة البلشفية، منفاه في سويسرا وعبر حدود العدو الألماني ليعود إلى بلاده ويسيطر على الثورة الروسية.