الغذاء الصحي السليم هو المصدر الرئيسي لإمداد الجسم بما يحتاجه من عناصر وفيتامينات وطاقة تمكنه من مزاولة نشاطه اليومي، إلا أنه في بعض الأحيان قد يصبح الغذاء سبباً للداء، هذا ما يحدث بالفعل عند تناول أطعمة ملوثة، وهو ما يعرف بالتسمم الغذائي.. لكن ما هو التسمم الغذائي، وكيف يحدث؟ وما هي سبل الوقاية منه أو علاجه؟
د. محمد موافي استشاري الميكروبيولوجي والمناعة الإكلينيكية مدير المختبرات بمستشفى الحمادي بالرياض، يجيب عن هذه التساؤلات فيقول:
يحدث التسمم الغذائي نتيجة لتناول أغذية فاسدة، وتعتبر الأغذية فاسدة عند حدوث أي تغيير غير مرغوب فيه في أي صفة من صفات الغذاء، كحدوث فقد في أحد المكونات الغذائية، أو تغيير في اللون أو الطعم أو الرائحة أو تدهور في القوام.. والتسمم الغذائي هو :
حالة مرضية فجائية تحدث لشخص أو أكثر عقب تناولهم غذاءً مشتركاً ملوثاً وغير صالح للاستهلاك البشري، وهناك عدة أنواع من التسمم الغذائي.. كالآتي: تسمم ميكروبي: وتسببه بعض البكتيريا أو سمومها أو بعض الفيروسات أو بعض الطفيليات . وتسمم كيماوي : وتسببه بعض الكيماويات مثل الزئبق أو الرصاص والكاديوم والزرنيخ، أو بقايا المبيدات الحشرية إذا وجدت في الطعام. وهناك مصادر طبيعية للتسمم: وتحدث عند تناول بعض الأسماك السامة مثل الباراكودا أو بعض نباتات عش الغراب السامة.
وحول أسباب التسمم الغذائي، يضيف د.موافي: يحدث ذلك غالباً عند إعداد الطعام في أماكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية الكافية، أو تلوث مكان إعداد الطعام، أو استخدام مواد أولية غير صالحة للاستخدام البشري وتحتوي على ميكروبات التسمم الغذائي أو الكيماويات الضارة للإنسان.. كما يحدث التسمم الغذائي نتيجة لتداول المواد الغذائية بطريقة غير صحية، سواء المواد الخام أو المصنعة، كذلك إعداد الطعام بواسطة أفراد لا تتوافر فيهم الشروط الصحية أو النظافة العامة أو الشخصية، يضاف لذلك تلوث الطعام بالميكروبات أو الكيماويات السامة لسوء التخزين أو عدم توافر الشروط الصحية المناسبة، كذلك عدم توخي الحذر أثناء استخدام المبيدات الحشرية أو الكيماويات أثناء إعداد الطعام أو بعد إعداده.
وعن أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي، يقول د. موافي: تختلف أعراض التسمم الغذائي حسب نوع المسبب له، ولكن تشترك معظم المسببات في بعض الأعراض، ومنها: اضطرابات معوية، وصداع، وقيء، وإسهال، والغثيان، وكذلك المغص المعوي الحاد، مع ارتفاع في درجة الحرارة خلال 48 ساعة من تناول الطعام، وربما شلل في الجهاز العصبي في بعض الأنواع.
ويكون العلاج عادة بإجراء غسيل معوي للمريض، والمعالجة المرضية للقيء والإسهال وغيرها. كذلك معالجة الجفاف بإعطاء محاليل الإرواء (المحاليل الملحية)، وإعطاء المضاد الحيوي المناسب، وإعطاء مضاد السموم المناسب إذا لزم الأمر.
ويوجّه د. مورفي نصائح عامة للوقاية من التسمم الغذائي يوجزها في :
- نقل وتخزين الطعام أو مواده الأولية بطريقة صحية تتوافر فيها شروط الحفاظ على مكوناته الأساسية، وعدم الإضرار بها أو تحللها.
- إجراء التحاليل اللازمة للعاملين في المطاعم والمطابخ العامة.
- إعداد الطعام في أماكن تتوافر فيها الشروط الصحية اللازمة.
- حفظ الطعام في وسط حراري مناسب (أقل من 4 درجة م أو أعلى من 60درجة م)
- العناية بالنظافة العامة والشخصية للعاملين القائمين على إعداد الطعام أو تقديمه
- مكافحة القوارض والحشرات بطريقة سليمة في أماكن تحضير وتقديم الطعام.
|