شعر المرأة هو تاج جمالها، وعنوان صحتها، ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى الرجال، فالجميع يتطلع إلى شعر جميل، ويعاني القلق إذا ما بدأ يلاحظ تساقط الشعر، بدرجات متفاوتة، ويتطلع إلى أي حلول علاجية او وصفات تحفظ له هذا التاج، إلا أن الكثير من الرجال والنساء يلجؤون إلى وسائل قد تضر الشعر أكثر مما تنفعه، وتؤدي على المدى البعيد إلى المزيد من تساقطه، هذا ما يحدثنا عنه د. ياسين إبراهيم استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفى الحمادي بالرياض من خلال هذا الحوار الذي يعرض فيه لأهم أسباب تساقط الشعر، وكيفية العلاج.
*****
في البداية يقول د. ياسين: تختلف طبيعة شعر الرأس في الإنسان باختلاف الجنس والمكان، فتراه طويلاً جداً عند النساء ويقل ذلك عند الرجال، وتزداد نعومة الشعر وكثافته في الأجواء الباردة ويقل ذلك في الأجواء الحارة وسبحانه الله (خلق فسوى) ففي الأجواء الباردة يحتاج الإنسان إلى شعر كثيف راقد على الرأس كي يشعر الإنسان بالدفء وأما في الأجواء الحارة كما هو الحال عند خط الاستواء مثلاً فإن الشعر القليل المجعد هو أنفع للإنسان حتى يتبخر العرق من فروة الرأس ولا يشعر الإنسان بالحرارة الشديدة التي قد تؤدي إلى ما يعرف بضربات الشمس، ومع هذا فالوظيفة الجمالية للشعر هي الشغل الشاغل للإنسان وهذا ما يفسر المحاولات المستمرة لتغيير طبيعة الشعر من خشن إلى ناعم أو العكس أو تغيير لونه وما يلزم ذلك من استعمال مواد كيميائية تؤثر سلباً في الشعر فيتساقط، وقبل ان نخوض في الأسباب المؤدية إلى تساقط الشعر نود أن نعرض لبعض المعلومات الفسيولوجية عن نمو الشعر، ومن ذلك أن متوسط عدد الشعيرات في فروة الرأس نحو 100.000 شعرة قد تزداد أو تنقص حسب العوامل الوراثية والبيئية، والمعدل الطبيعي لسقوط الشعر هو من 100 - 150 شعرة يومياً، وذلك لأن دورة الشعر تمر بمراحل معينة تنتهي بسقوط الشعرة ونمو أخرى مكانها.
* وما مراحل دورة الشعر من النمو إلى السقوط؟
- أولى هذه المراحل هي مرحلة النمو: تستمر من 2 - 6 سنوات وتكون نسبة الشعيرات في هذه المرحلة حوالي 85% من مجموع شعر الرأس، وتليها المرحلة الانتقالية: وفيها ينتقل الشعر من مرحلة النمو إلى مرحلة الاستقرار والثبات وتستمر لمدة شهر إلى شهر ونصف الشهر والشعيرات التي توجد في هذه المرحلة تشكل نسبة ضئيلة جداً من مجموع شعر الرأس نظراً لقصر مدتها، أما المرحلة النهائية: وهي مرحلة استقرار تكون الشعرة خلالها متوقفة تماماً عن النمو وتستمر حوالي 3 أشهر فيضمر جذر الشعرة استعداداً للسقوط لتنمو شعرة جديدة من البرعم الموجود أسفل الشعرة المتساقطة، ونسبة الشعيرات في هذه المرحلة حوالي 15% من مجموع شعر الرأس.
* وما أسباب تساقط الشعر؟
- تساقط الشعر قد يكون محدوداً أي يشمل بقعة معينة من الرأس وقد يكون عاماً بمعنى انه يشمل فروة الرأس جميعها فيؤدي إلى نقص في كثافة الشعر، وفي حالة التساقط المحدود للشعر يكون من أهم أسبابه ما يلي:
1- الثعلبة: وتظهر في صورة مساحة محدودة خالية من الشعر تماماً ويكون جلد الرأس فيها طبيعياً جداً عدا خلوه من الشعر، ومن أسباب الاصابة بالثعلبة عوامل نفسية أو التهابات ميكروبية في العين أو الجيوب الأنفية أو الأذن أو أي مكان آخر بالجسم، ولذا يجب معرفة هذه الأسباب وعلاجها حتى لا تعاود الثعلبة الظهور بعد علاجها.
2- تينيا الرأس: وهي إصابة فروة الرأس ببعض الفطريات التي تسبب تساقط الشعر، ويعرف هذا المرض بالقراع الانجليزي وهو يحدث أحياناً نتيجة انتقال العدوى من بعض الحيوانات مثل القطط ويمكن انتقال العدوى للأشخاص الآخرين نتيجة استعمال الأدوات الشخصية.
3- أسباب أخرى متعددة ولكن نسبة حدوثها بسيطة مثل ما يحدث بعد التهابات فروة الشعر (الحصف) والجروح والحروق وغيرها.
* وماذا عن تساقط الشعر اللا محدود؟
- في هذه الحالة يشمل التساقط فروة الشعر بأكملها وحيث تقل كثافة الشعر بالتدريج مع ملاحظة تقصف الشعر نتيجة لضعف الغذاء لجذور الشعر وأهم الأسباب المؤدية لذلك ما يلي: الاصابة بالحميات وهو ما يحدث في الأمراض الباطنية المختلفة، والضعف العام كما يحدث في حالات نقص التغذية أو اتباع نظام غذائي خاطىء لانقاص الوزن وحالات فقر الدم (الإنيميا)، وبعد إجراء العمليات الجراحية وبعد الولادة الطبيعية وفي هذه الحالة يعود الشعر إلى طبيعته بعد عدة أشهر ولو من دون علاج، ومن أسباب هذا التساقط أيضاً استعمال بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل.
* وهل هناك سلوكيات خاطئة تقوم بها المرأة تجاه شعرها تؤدي إلى تساقطه؟
- بالطبع، ومن هذه الأخطاء شد الشعر بصورة مستمرة كما يحدث عند لف الشعر على بكرات أو عمل ما يعرف عند السيدات باسم الطاقية وهو لف الشعر في اتجاه معين ثم الضغط عليه بما يشبه العمامة بهدف فرد الشعر، كذلك استعمال الأدوات الساخنة (مايعرف بمكواة الشعر) أو بعض الأدوات الكيميائية بهدف فرد الشعر وإزالة التجاعيد، كذلك صبغات الشعر المصنوعة من مواد كيميائية أو المواد المستعملة لتنعيم الشعر.
* وماذا عن الأمراض التي قد تؤدي إلى سقوط الشعر؟
- من ذلك مرض الزهري: وهو مرض ينتقل عن طريق الممارسات الجنسية وفيه يتساقط الشعر في صورة بقع متعددة في فروة الرأس وكأن الشعر قد تآكل بفعل العتة، كذلك اختلال الغدد الصماء: مثل الغدة الدرقية والغدة فوق الكلوية، أو الأورام: وهنا يتساقط الشعر إما نتيجة مباشرة لوجود المرض وإما بسبب العلاج الكيميائي للأورام وهنا ينمو الشعر بصورة طبيعية بعد عدة اشهر من توقف العلاج.
* وماذا عن صلع الرجال؟
- تتداخل عدة عوامل لتحديد حدوث هذا النوع من تساقط الشعر عند الرجال، وهي العامل الهرموني (التستوستيرون) والعامل الوراثي وكذلك تقدم العمر، ويحدث هذا النوع من تساقط الشعر في الرجال كما يحدث في النساء ويحدث في صغار السن من الرجال قبل سن العشرين ولكن يبدأ متأخراً عند النساء (في العقد الرابع)، ويزداد بشدة في الرجال فيؤدي إلى تساقط الشعر تماماً في المنطقة الأمامية والجانبية من الرأس، وقد يمتد بعض الشيء إلى الخلف بينما يؤدي في النساء إلى نقص شديد في عدد بصيلات الشعر في المنطقة الأمامية والجانبية من الرأس دون أن يحدث الصلع التام فيظهر الشعر بكثافة قليلة فقط في هذه الأماكن من الرأس، وهذا النوع من تساقط الشعر شائع بدرجة كبيرة جداً بين الرجال وكذلك السيدات وعادة ما نجد أحد الأبوين أو الاخوة أو الاجداد يعانون المشكلة نفسها ويجب الفحص الدقيق للسيدات اللائي يعانين هذه المشكلة مع فحص نسبة هرمون الذكور إذا وجدت أعراض أخرى تدل على زيادة فيه.
* وما فرص ووسائل علاج تساقط الشعر عند الجنسين؟
- لعلاج تساقط الشعر يجب أولاً معرفة السبب وراء هذا التساقط عن طريق الفحص وتحليل تاريخ المرض ثم علاج الأسباب الكامنة وراء ظهور المرض مع استعمال المنشطات لنمو الشعر مثل بعض الأدوية والعلاج الضوئي ثم التدخل الجراحي (بزراعة الشعر) إن لزم الأمر.
| 
