Monday 8th March,200411484العددالأثنين 17 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعقيب على موضوع: تعقيب على موضوع:
هل يوجد حوار في منازلنا؟!

قرأتُ في جريدتكم الغرَّاء في صفحة الرأي العدد 11476 بتاريخ 9-1-1425هـ الموافق 29-2-4002م مقالاً بعنوان: (هل يُوجد حوار في منازلنا ومع أبنائنا؟) للأخ ظاهر علي الظاهر.
فوجدنا أنه قد أُلهم حسن الرأي والصياغة، وأفادنا بما كتب وله الشكر والعرفان، ولنا على ما كتب تعقيب يشمل بعض الاستدراكات الخاصة على بعض سياقاته العامة، وفيما يلي بعض مما أردنا التفصيل فيه:
أولاً: قسَّم الكاتب شرائح المجتمع من حيث الحوار إلى ثلاثة أقسام: أسرة ذات حوار شمولي، وأسرة ذات حوار خاص للكبار وتدار فيه شؤون الصغار، وأسرة تُحكم من طرف واحد أسماه ب(الدكتاتور). بيد أنه أهمل قسماً رابعاً نرى أنه لأحق في استهداف الدراسة والبحث، ذلك هو القسم الذي فقد الحوار بالكلية، وألقاه في زوايا المجتمع بلا أب راع ولا أسرة حاوية، فهذه الفئة هي الأرض الخصبة لغرس الأفكار الحوارية السليمة؛ لعدم وجود ما يزاحمها من الأضداد.
ثانياً: من خلال هذا المثال نجد أنفسنا أمام سؤال ملحٍّ، وهو: هل عزَّزنا نحن ثقافتنا للحوار مع أبنائنا بحيث نعرف ما السؤال الذي نطرحه عليهم، وكيف نتحاشى بعض أسئلتهم العفوية وغير المنطقية، وتوظيفها بأسلوب رقيق إلى توجيهات حياتية؟ وهل عرفنا متى نبدأ بالنقاش والحوار معهم؟ وهل هناك ما يمنع التغاضي عن بعض أفعالهم التي لا تنعكس سلباً إليهم؟ فعلاً هل نحن مثقفون بما فيه الكفاية لندير حواراً مع أبنائنا؟
ثالثاً: ما نوع ثقافة هذا الجيل؟ وما الأسئلة التي يمكن أن تنعكس نتيجة الثقافة الهشة التي وللأسف يعيشها أطفالنا أو بالأحرى نُعيِّشهم إياها؟ عَلِمْنا أو لم نعلم دعونا نرى بعضاً منها:
بعض ألعاب (البلايستيشن) المليئة بالمغالطات العقدية والأخلاقية.
أفلام الكرتون التي أصبح العاقل منها حيراناً بحيث لم نَعُدْ نعرف سليمها من سقيمها.
الفضائيات التي خدَّرنا عقولنا بحجة أننا سنسيطر عليها.
بعض أفلام الفيديو التي لا أعتقد أنها تستحق أكثر من(!)
بالله عليكم أي أسئلة سترشح عن هذه الثقافة حتى نعلِّم أبناءنا أصول الحوار؟!
هل علَّمناهم أولاً: كيف يعيشون، وماذا يسمعون، ومَن يُزاملون، وإلى أي طائفة أو مذهب خلقي ينتمون؟ ثم بعدها لنحاورهم.
رابعاً: ما المانع أن يتخذ رب الأسرة قرارات تمس حياة الطفل دون الرجوع إليه أو الحوار معه، ولا سيما أن الدين أعفى الأطفال من بعض التكاليف، وذلك نظراً لقصورهم العقلي؛ كالشهادة وإقامة الحدود الشرعية والجسدية؛ كالصلاة والصوم والحج.
لا مانع من اتخاذ القرارات دون حوار معهم، وذلك لصالحهم علموا أم لم يعلموا.
أخيراً.. لا يزال الشكر موصولاً لكاتبنا الأخ ظاهر علي الظاهر، ونسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على تطرُّقه لمثل هذا الموضوع الذي هو الأساس لبناء المجتمع والجيل.

عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحبيشي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved