أشير إلى الموضوع المنشور في صفحة محليات بعدد الجزيرة ذي الرقم 11474 الصادر يوم الجمعة 7 من محرم 1425هـ الذي كتبه عايض المانع تحت عنوان (البيع على الأرصفة يتفشى يوميا).
إن الكتابة لمثل هذه العنوان يثير الدهشة والاستغراب ويشد الانتباه، وكأن البيع والكسب المباح من الأمور المحرمة شرعا التي تمس العقيدة أو من الأمراض المعدية أو الظواهر الخطيرة التي تلحق الضرر بصحة المجتمع ويخشى عليهم من تفشيها.
إن منع الباعة من بيع ما هو مباح وفيه فائدة ولا يسبب ضررا لأحد يعتبر نوعا من الحسد وليس فيه عدالة، لأنه وقوف في صف أصحاب المحلات، ضد الذين يبحثون عن طلب الرزق والكسب الحلال سيما الذين ظروفهم المادية لا تساعدهم على استئجار محلات فأين يذهبون؟؟!! علاوة على كون الباعة المتجولين يقدمون خدمات جليلة للمجتمع ويسهلون عليهم قضاء حوائجهم بيسر وسهولة دون عناء ومشقة، وخاصة كبار السن الذين لديهم أطفال ولا يملكون وسائل مواصلات، كما أن ذلك يساهم في عملية التوظيف التي تسعى الدولة، رعاها الله، جاهدة أن يجد كل مواطن فرصة للعمل (وظيفة تناسبه).
ومن الملاحظ أنه نشر في نفس الصفحة موضوع آخر يتناقض تماما ما يهدف إليه المانع، ذلك الموضوع الذي كتبه كل من فارس القحطاني وياسر المعارك عنوانه (الهاجس الأمني والبحث عن الوظيفة أبرز الأماني) ويقصد من ذلك العاطلين الذين يبحثون عن عمل.
فحبذا لو أن الكاتب سلط الضوء على شيء أهم وتناول بعض المخالفات الصريحة للأنظمة أو الأشياء الممنوعة أو بعض القضايا الاجتماعية المعاصرة التي تحتاج إلى طرح ومناقشة؛ لأن في تركها أو تجاهلها ضرر بالدين أو بالمصلحة العامة ولها تأثيرات وانعكاسات سلبية على حياة وسلامة المجتمع من أصحاب الانحرافات والسلوكيات الخاطئة التي تهدم ولا تبني، أو أنه طالب بتنظيم جيد وتخصيص أماكن للباعة مثل: إيجاد أماكن لهم بعيدا عن أصحاب المحلات المستأجرة - عدم السماح لغير السعوديين مزاولة البيع - أن لا يكون في ذلك مضايقة للمارة أو عرقلة لحركة المرور - أن تكون البضاعة المعروضة للبيع نظيفة (غير مغشوشة أو فاسدة) - المحافظة على النظافة مع عدم تشويه الأماكن أو الطرق بالمخلفات - وضع ضوابط وتعليمات صارمة لمعاقبة كل من يخالف.
ومن هنا أعتقد أن في تحقيق ذلك خدمة عامة للجميع فهو من جانب يخفف من حركة السيارات والاختناقات المرورية التي تشهدها المدن الكبيرة من استخدام للسيارات لأبسط لأسباب، كما أنه يوفر فرصا للعمل لبعض الشباب ويحد من مغالاة أصحاب المحلات الجشعين، ويساعد الشباب الذين يدرسون في الجامعات في التغلب على ظروفهم المادية الصعبة لأنه يوجد أسر وطلاب لا يعلم بأحوالهم إلا الله، ولعل في الجولة التي سبق أن قام بها صاحب السمو الملكي ولي العهد يحفظه الله إلى بعض الأحياء في مدينة الرياض، ما يؤكد ذلك، وهذا دليل على حرص واهتمام قادتنا، وفقهم الله، بأبناء شعبهم والتخفيف من معاناتهم.. هذا والله من وراء القصد. والسلام عليكم،،
عبدالله بن حمد السبر
ص.ب: 32010/ الرياض : 11428 |