Monday 8th March,200411484العددالأثنين 17 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسائل السلامة بمصانعكم وبيوتكم خالية منها!! وسائل السلامة بمصانعكم وبيوتكم خالية منها!!
عبد الكريم بن صالح الطويان/الجامعة بالقصيم

الواقف على بعض الظواهر الاجتماعية، يلاحظ بعض الثمار السلبية لخدمات (الانترنت والهاتف الجوال) فهذه التقنيات الحديثة إذا أسيء استخدامها بأيدي الاغرار من الشباب والفتيات وقع المحظور وحدث المحذور!! ونسمع بقصص مأساوية لمخاطر (الانترنت) ولا أرى من تنبه للتحذير منها سوى بعض المسلسلات التلفزيونية الحديثة، ويظهر أن كتاب هذه المسلسلات أكثر إحساساً بالخطر الدامي لهذا الجهاز في وسط الفتيات، ومازلنا نرى المنبر والجريدة والمدرسة والتوعية عموماً غائبة عن محاذير (الانترنت).
تُقفل الفتاة على نفسها ثم تتصل بالعالم وتقع ضحية سهلة لشاب (ذئب) مخادع ختال لئيم يغريها باسم الحب، ويغويها بالأحلام ثم لا يأتي من الباب الشرعي ولكن يقفز من النافذة يا للمأساة!! والفتاة الغريرة الساذجة التي صرف والدها عنها الخطاب، وتاقت طبيعتها إلى رؤية وسماع شاب تجد في هذا الجهاز السحري طائرة تحلق بها في سماء الأحلام ثم تصحو على سقوط مريع لا نهوض بعده.
أيها الآباء ويا أيها الأمهات كونوا على يقظة من خطر الانترنت والجوال فقلوب الشباب من الجنسين هواء تطير مع العجاج! رفقاً ورحمة بهم خذوا بأيديهم نبهوهم إلى أن خطوات الشيطان ومزالق الفتنة ومهاوي الردى وطاعة إبليس وشؤوم المعصية وعصيان الرحمن وموت السعادة يبدأ من أحلام زائفة وهوى فاسد وعشق قاتل ثم تطير الأحلام بقلب المسكين والمسكينة فيقعان في الإثم والمعصية، ثم يتخلى الشيطان عنهما وينكص على عقبيه ويقول لهما إني أخاف الله، ويدعهما بحسرة العمر التي لا تزول إلا بزوال الروح.
بيوت حصينة محافظة ملتزمة تسلل إليها الذئب عبر الجوال والانترنت فأسقط في الوسواس وحمأة الإثم فتاة غريرة ساذجة لا تدري ما العواقب ولا تدرك المصائر بعيون البصائر.
كان أحد العلماء يزوج بناته وهن في الخامسة عشرة، فلامه أقاربه فقال لهم: لا تنام عيناي وابنتي المراهقة لم تتزوج!!
رحمهم الله كانوا ربانيين يرون عواقب الأمور!
ونرى اليوم بعض الآباء وبعض الأمهات يغفلون عن بناتهم وهن عاكفات على (الانترنت) في غابات مليئة بالسباع والضباع والذئاب فلا يخاف عليها ولا يحرسها، فإذا نهش الضبع ابنته أدرك أنه رعى في أرض مسبعة.
أكتب خواطري هذه بتأثير قصص سمعتها، قصص حقيقية واقعية، ألا أيها الآباء ما ظنكم بالحلفاء أدنيتم لها النار! تتخذون وسائل السلامة عن الحريق بمصانعكم ومستودعاتكم ومزارعكم ولا تضعون وسائل السلامة في منازلكم!! حذروا الشباب والشابات من مزالق الفتنة، وصدوهم عن طريق الشيطان وخطواته رفقاً بزهور يانعة مخافة أن تداس وبقلوب غضة مخافة أن توطأ، وبعيون ساهرة مخافة أن تذوب!!
احرصوا على رفقة بناتكم وأبنائكم افعلوا الصعب لتزويجهم، دلوهم على أبواب الشرع ومداخل الحلال!
حذِّروهم من أبواب الفتنة ومداخل الحرام!
على وسائل الإعلام أن تنهض للتوعية الجادة عن مخاطر الانترنت على الفتيان والفتيات، نريد توعية شفافة تحكي الواقع وتتلمس الحلول وتنبه البيوت... إنها مساهمة لوجه ربي أكتبها لرضاه وحده سبحانه ثم حباً ورأفة وحناناً على فتيات ساذجات وفتيان ساذجين ظنوا أن الحب والزواج والتعرف على النصف الآخر يكون عن طريق هذا الجهاز، فإذا هو باب شر لا باب خير، إنها مساهمة لا تشفي الغليل، فلعل في أقلام الصالحين الأخيار من يساهم بالمزيد.. ويذكر بعض العبر لمزيد من الاعتبار..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved