كل منا له رسالة.. يراها عظيمة.. وهي بلا شك عظيمة انطلاقا من احترام الشخص لهذه الرسالة وأدائها على أكمل وجه.. وأيضا كل منا بطبيعة البشر معرض لبعض الكوارث والحوادث في حياته على اختلاف أنواعها.. وليس بالضرورة أن تكون موظفا أو موظفة حتى تكون عرضة لحادث سير لا قدر الله، ممكن أن تخرج من البيت للسوبر ماركت في الشارع المحاذي لبيتك ويحدث لك شيء، قد لا تتوقعه.
يركز العديد من الصحفيين والصحفيات على حوادث المعلمات ويترك حولها هالة اعلامية كبيرة، ناهيك عما يحدث من ردة فعل عكسية وتصب في غير مصبها الطبيعي.. ثم يذيل الخبر بتساؤلات عجيبة تخلو تماما من الايمان بالقدر خيره وشره، يوجه للمسؤولين في التعليم: لماذا لا تحل عقدة هؤلاء المدرسات في التعيينات البعيدة عن محافظتها أو المنطقة التي تعيش فيها؟ ولو ضمن الصحفي المثابر عدم تعرض المدرسة لحادث سير حينما يتم تعيينها بالمدرسة المجاورة لمنزلها لضمن لها المسؤولون بلا شك هذا التعيين، وليس مهما أن تكتظ المدارس ويكون لكل طالبة معلمة بينما تفتقر المناطق النائية أو البعيدة للمدرسات اللواتي يستطعن أداء الرسالة ويتنحين عنها بسبب الرفاهية ولا شيء غير ذلك.. إن الحوادث التي تحصل للمدرسات قد تحدث لأي شخص آخر، فلماذا نثير علامات التعجب في هذه المنطقة المحظورة؟.
. ولماذا يتكاسل الانسان عن رسالته حينما لا تسير الأمور كما يخطط هو لها؟..
ثم ان هذا الحديث في هذا المجال بالذات ليس حصراً على المعلمات بل هو لجميع الموظفات السعوديات باختلاف تخصصاتهن. ا
ذا كان الجميع يرغب في التكدس داخل منطقته الصغيرة جداً ويفضل ألا يحتاج للسيارة في عمله، فمن الذي سوف يسد الخانات الفارغة؟ ومتى سوف تسدد ديون الوطن التي على عاتقك؟!!.
علينا فقط أن ننظر لهذا الأمر بشيء من الحكمة، فمسألة الحوادث والموت والحياة كلها بيد الله سبحانه وتعالى {قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}.. إذن الحذر لن يدفع القدر، ولن نرد شيئا كتبه الله علينا في لوحه المحفوظ يوم خلق السماوات والأرض، ولا داعي أن نجعل من الحوادث التي تطالعنا بالصحف شبحاً مخيفا أو شماعة نعلق عليها تكاسلنا عن أداء الواجب تجاه رسالتنا التي نحملها.. علينا أن نمضي قدماً ونتوكل على الحي القيوم فهو الذي يطعمنا ويسقينا..وفق الله الجميع الى كل خير.
|