ما من أحد إلاَّ ويدَّعي المثالية..
في سلوكه..
ونمط حياته..
بما يقوم به من أعمال أو تصرفات..
أو يتطوّع به من مشورة أو وجهة نظر..
ودون أن يعترف أو يقرَّ بما هو غير ذلك..
ومع كل المبادرات التي تنسب إليه..
***
كلُّ منّا يمارس أحياناً خداعاً مع النفس..
وتضليلاً للواقع..
حين يأخذه الشعور بالزهو..
والإفراط في الثقة..
إلى القناعة بأنه بلا أخطاء ..
وهو ما أضرّ ببرمجة حل قضايانا نحو ما هو أفضل ..
بل وإلى ما كان سبباً في تعرضها إلى انتكاسات مستمرة ومتتالية وقاتلة..
***
جميعنا..
نمارس أدواراً غبيَّة في بعض الأحيان..
ونتصرًّف بلا حكمة أو تعقُّل أحياناً أخرى..
ولا ندرك أننا نعمل بما هو خطأ..
ونتصرَّف بما كان ينبغي أن نكفَّ عنه..
ضمن مسؤوليات ودور كل فرد منا مع متطلبات المرحلة..
وما ينبغي أن نكون عليه من حرص على المصلحة العامة..
***
هذا هو حال الإنسان..
القويّ..
والضعيف..
المتعلم..
وغير المتعلم..
من كان في مركز وظيفي كبير..
أو كان دون ذلك..
***
وهو ما ضيَّق الفجوة بينهما نحو الاتجاه المعاكس ..
وقرَّب دون فائدة المسافة التي كانت تُقصي أحدهما عن الآخر..
من حيث الفهم..
ونوع التصرُّف..
أي أن العلم ربما لم يعد له وحده ذلك التأثير في السلوك أحياناً..
لأن العلم من غير تعلُّم وتطبيق - وبإطلاق - لا يعطي إلا القليل..
***
ولهذا أقول صادقاً..
وبكل الحبّ ..
ينبغي على كل منَّا ..
أن يتنازل عن كبريائه ما لم تكن مسنودة بالعلم والتعلُّم معاً..
وضمن إطار الحرص على إنكار الذات، وترسيخ قيم الخير والنبل والبذل والعطاء وبالتطبيق الفاعل لها..
وأن يعترف كل واحد منا بواقعه الحقيقي..
كما هو ومن غير خداع..
كما هو ومن غير ماكياج..
|