دفق قلم
ما هذا التغريب؟
عبدالرحمن صالح العشماوي

أيها القارئ الكريم..
اقرأ معي، واستعن بالله، واصبر على ما ستقرأ:
.. شركة (روتوال) للتسلية تعلن تطوير بعض ألعابها، ومصمم اللعبة (توماس موستان) يؤكد أنه تطوير ثوري.. شركة اليكترونك أرتس تعلن تطوير مجموعة من ألعابها سلسلة (نيدفور سبيد) بعد إصدارها الجزء الأخير من لعبة (اندرغراوند).. سايفون فلتر أوميغا سترين.. لعبة الجاسوسية الجماعية على (البلايستيشن) ستصدر لعبة جديدة.. أنهى أحد اللاعبين اليابانيين لعبة (سوبر ماريو بروس) في 11 دقيقة.. أعلنت كابكوم رسمياً أن لعبة (كيلير سفن) القاتل7 الجاسوسية ستصدر على البلايستيشن الثاني والنينتندو غيمكيوب معاً عام 2004م.. ريزدنت ايفل 4 ستصدر في الأسواق اليابانية والأمريكية في وقت واحد خلال شتاء 2004م.. في لاس فيغاس تم عرض أوَّل (ديمو) قابل للعب من لعبة الرعب ريزدنت ايفل 4- بايوهازارد 4 على عددٍ قليل من الصحفيين بحضور كوبياشي المنتج الشهير في كابكوم، والتفاصيل سرية للغاية.. أعلنت كل من نامكو وكونامي دعمهما للمشروعات على جهاز نينتندو الجديد (نينتندو دي اس).. جهاز النينتندو دي اس لم يحظ بدعم شركات كثيرة كما حظي جهاز البلاي ستيشن بورتيبل.. نينتندو لديها ألعاب جديدة على جهاز (نينتندو ديوال سكرين) تشمل جيلاً جديداً من سوبر ماريو.. قامت سوني بتعديلات في جهاز بلاي ستيشن اكس psx الجديد تشمل دعم الصور بنسخ تي آي إف إف.. سوني سعيدة ببيع سبعين مليون وحدة من جهاز البلاي ستيشن في العالم.. البلاي ستيشن3 قد يرى النور قريبا هذا ما تحدثت عنه صحيفة الهيرالد تريبيون.. لعبة تروكرايم ستريت لوس انجلوس ستصدر قريباً على أجهزة الاستخدام الشخصي وهي متوفرة حالياً على البلاي ستيشن الثاني والإكس بوكس.. فند غلودن آي على النينتندو 64، ومنذ احتكار اليكترونك ارتس لسلسة ألعاب جيمس بوند لم تكن هنالك لعبة تخلف لعبة العين الذهبية في الروعة والاتقان.. لعبة جيمس بوند 007 إيفري ثينغ ور ناثينغ على الفيمكوب البلاي استيشن الثاني والاكس بوكس، اشترك في الأداء التمثيلي فيها بيرس بروسنان بدور جيمس بوند، وشانون أليزابيث بدور سيرينا جيرماين، ووليام دافيو بدور نيكولا ديفالو، وهيدي كلوم بدور كاتيا نيدينوفا بالإضافة إلى هيدي جودن دونش، وقد صمم هذه اللعبة بتكلفة 20 مليون دولار فريق ريدوود وهم الذين طوروا لعبة سبلنتر سيل، ويمكن في هذه اللعبة القتال بطرق الكونغ فو بأسلوب شين كونري.
ما رأيكم أيها الأحبة القراء في هذه الأخبار التي نراها ونرى أمثالها تملأ صفحات كثيرة من مجلاتنا وصحفنا المحلية، فضلا عن الصحف والمجلات في عالمنا العربي والإسلامي؟
كيف يمكن أن نحقِّق معاني التربية القوية المنسجمة مع قيمنا ومبادئنا، المحقِّقة لمصالحنا العامة والخاصة إذا كان هذا السيل الجارف من الأسماء والمصطلحات الغربية بما لها من مدلولات سياسية واجتماعية ودينية وأخلاقية تجتاح أذهان أولادنا كل دقيقة وثانية؟
وهنالك سؤال ضخم في هذا المقام:
أين أصحاب رؤوس الأموال الضخمة في عالمنا الإسلامي، وفي بلادنا هنا في المملكة العربية السعودية عن الاستثمار في هذا المجال التربوي الهائل الخطير ألا وهو مجال ألعاب الأطفال؟! إلى متى تظل رؤوس أموالنا الهائلة غائبةً عن خدمة ديننا ومبادئنا، وتربية فلذات أكبادنا؟! وإلى متى تظلُّ الأموال الطائلة معزولة عن مجالات التربية والتوجيه والترويح البريء للأطفال؟! وإلى متى تظلّ الملايين بل المليارات تائهة في عالم الفضائيات التي تروِّج للرذائل، وتشيع الأخلاق المنحرفة، وتنشر البرامج الهابطة في أسوأ استثمارٍ لرؤوس أموال مسلمة يجري في هذه المرحلة؟!
إنَّ ما قرأتموه في الأسطر الأولى من هذا المقال منشور في زاوية صغيرةٍ من احدى صفحات إحدى الصحف، وهو جزء قليل من كثير يصبُّ في عقول أجيالنا الناشئة صباحَ مساء.
ويبدو أنَّ الحرص على تعليم الإنجليزية لأطفالنا في السنوات الأولى من الدراسة ينطلق عند بعض من ينادي به من هذا المنطلق لنهيئ ناشئتنا للتعامل مع هذا التغريب بصورة تلقائية.
الألعاب هي أقرب طريق إلى قلب الطفل، وقلب المراهق في هذا العصر فأين دورنا - نحن المسلمين؟ كم نجني على أولادنا ونحن غافلون!
إشارة: