Monday 8th March,200411484العددالأثنين 17 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
محاكمة الإعلام والثقافة في مجلس الشورى
عبد الرحمن بن سعد السماري

حرص الكثير من الإعلاميين والكتاب والصحفيين والمثقفين على حضور تلك الجلسة.. التي عُقدت في مجلس الشورى.. بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام.. الأستاذ الدكتور فؤاد عبد السلام الفارسي.. لمناقشة ومراجعة شؤون وشجون الإعلام والثقافة بكل أطرافهما وجوانبهما.. ومناقشة.. التقرير السنوي للوزارة..
** هذا الاجتماع الذي حضره عدد من المسؤولين في الوزارة.. وعدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بهذا الشأن.. عكس جانباً آخر من جوانب نجاحات وزارة الإعلام والثقافة في السنوات الأخيرة.. وما حققته من قفزات كبيرة نحو الأمام.. ونحو إعلام متطور حديث.. يتناغم مع لغة العصر.. ويخاطب كل العقول.. ويستقطب كل الشرائح.. ويتفاعل مع المجتمع.. ويدافع عن بلادنا وثوابتها ومكتسباتها.. ويقدم صورة صادقة لهذه البلاد وأهلها.
** وكلنا يدرك حجم التطور الهائل.. الذي حققه الإعلام في السنوات الأخيرة.. على كافة الأصعدة والميادين.. ولم تكن وزارة الثقافة والإعلام بعيدة عن هذا التطور المذهل.. بل تفاعلت معه.. وكانت حاضرة.. بل سبقته في أكثر الأحيان.
** لقد كان التحدي أمام الوزارة.. كبيراً للغاية.. ولم تكن مسايرة هذه النقلات مسألة بسيطة.. لأن الوزارة أمام أكثر من تحدٍّ.. وأبرزها.. خصوصية هذه البلاد.. تلك الخصوصية التي نتفق عليها.. رغم محاولة البعض إنكارها والقفز عليها.. أو اعتبارها شيئاً وهمياً.
** وزارة الثقافة والإعلام.. نجحت نجاحا كبيراً.. في الحفاظ على هذه الخصوصية.. وعلى تميز مجتمعنا.. فاستحقت الاحترام والتقدير من الجميع.
** فهي لم تتوقف أمام لغة التطور والتحديث.. وأمام احتياجات العصر.. بدعوى الخصوصية.. ولم تقف مكتوفة الأيدي.. وتُعلِّق الأسباب هنا وهناك.. ولم ترتمِ في أحضان المجهول.. مجدفة بسمعة ومكانة وثوابت البلاد.. من أجل أن يقال.. الوزارة تطورت.. بل سارت بخطى ثابتة مدروسة.. واستطاعت أن تجمع بين التطور والتحديث والإنجاز.. وبين التمسك بثوابتنا.. وأهمها.. الدين.. الذي هو عصمة أمرنا.
** لقد قدَّمت الوزارة على سبيل المثال.. أبرز محطات تلفازية.. عمقاً.. وموضوعية.. ومصداقية.. وحضوراً وتنوعاً.. فكانت خير ما يعكس واقع مجتمعنا.. وواقع الإنسان السعودي.. فاستطاعت هذه المحطات.. استقطاب المشاهد العربي.. والمشاهد المسلم.. الذي كانت الخيارات أمامه متاحة بالمئات.. لكنه فتَّش وقلََّب الجهاز.. واختار القنوات السعودية عن قناعة تامة.. وتفاعل المشاهد العربي مع قنواتنا.. وكذا تفاعل المشاهد المسلم.
** دعونا نتحدث فقط.. ولو بأسطر قليلة عن آخر نجاح حققته هذه الوزارة.. وهي القناة (الإخبارية) وهو مشروع كبير.. ليس بالأمر الهيِّن.. ومع ذلك.. نجح نجاحاً باهراً.. بشهادة الخبراء والمختصين والأكاديميين وسائر المنصفين.
** لقد قدَّمت الخبر الصادق.. وقدَّمت.. الموقف الأمين النزيه.. وقدَّمت الرؤية.. وقدَّمت التحليل الواقعي العميق.. وتفاعلت مع الأحداث.. واستقطبت الخبراء من أبناء هذه البلاد.. وقدمتهم للساحة في سائر الميادين والتخصصات.. وأثبتت للعالم كله.. كم هذا البلد.. زاخر بالطاقات والكوادر المؤهلة.. في سائر المجالات بدون استثناء.. أما تقديمها للشباب السعودي.. فهو نجاح آخر.
** لقد نجحت هذه القناة الوليدة.. في إتاحة الفرصة أمام شبابنا.. للعمل في القناة كمذيعين وفنيين ومسؤولين.. والذي يتابع هذه القناة يشاهد الشباب السعودي وهو يقتحم هذا العمل بكل كفاءة وقدرة ومهارة.. ويثبت كفاءته وتفوقه.. وكل هذا.. بفضل الله.. ثم بفضل إتاحة الفرصة لهم.. من خلال هذه القناة.
** نحن لا نقول.. إن شبابنا تفوقوا على خبراء الإعلام والمخضرمين.. من المذيعين.. ولا نقول.. إننا نتحدى من سبقونا في هذا المضمار.. لكننا نقول.. إن هذه القناة (الإخبارية) فوق نجاحاتها الكبيرة في ميادين الإعلام.. فهي أيضاً.. نجحت في ميدان آخر.. وهو ميدان فتح فرص العطاء والإبداع للشباب السعودي في ميدان متخصص.. كان إلى وقت قريب.. حكراً على غير السعوديين
** وعندما تشاهد أي قناة أخرى.. لأي محطة كانت.. تجد خليطاً من الجنسيات.. في التقديم والإعداد والعمل الفني.. لكن قناة الإخبارية.. خاضت تحدي السعودة.. ففتحت المجال أمام الشباب السعودي.. ووفرت المناخات اللازمة للعطاء والإبداع.. حتى أثبت أبناء الوطن.. كفاءتهم وقدرتهم.. وأنهم.. إن لم يتفوقوا على غيرهم.. فليسوا أقل منهم.
** لقد قدم شبابنا في هذه القناة.. أنواع وأصناف البرامج.. وأغلبها على الهواء مباشرة.. واستطاعوا بكل ثقة واقتدار وتأهيل.. أن يُحلِّقوا بقناتهم عالياً..
ولا شك أن وزارة الثقافة والإعلام.. هي التي تقف وراء زرع تلك الثقة.. وهي التي استقطبتهم وزرعت الثقة فيهم.. ومهَّدت سبل النجاح أمامهم.. حتى وصلوا إلى ما نشاهده يومياً في هذه القناة
** ثم إن هذه القناة كما قلنا.. استقطبت الخبراء من أبناء هذه البلاد في سائر الميادين والتخصصات.. لمعالجة وتحليل الأحداث والقضايا المعاشة.. برؤية ثاقبة صادقة عميقة نزيهة.. بعيدة عن الأهواء والمصالح الشخصية.. والتوجهات والولاءات المشبوهة.. والأهداف والمقاصد والغايات والنزعات.. التي أفسدت الكثير من المحطات.. حتى صارت مع الأسف.. وكأنها لسان ناطق لأحزاب وجماعات.. أو توجهات لا تخلو من الخبث وسوء المقصد.
** لقد تناولنا هنا.. جانباً سريعاً من نجاحات وزارة الثقافة والإعلام.. التي يقف وراءها بكل ثقة واقتدار.. الخبير الإعلامي الكبير.. معالي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي.. الذي عايش الإعلام كاتباً ومثقفاً ومحللاً وخبيراً.. على المستوى الدولي.. ومن هنا.. فإننا لا نستغرب هذه النجاحات الكبيرة.
** وفي الأخير.. نحن سعداء بمحاكمة ومناقشة إعلامنا في مجلس الشورى.. لأننا ندرك ونثق.. أن هذه المناقشة وهذا الحوار.. وهذه المحاكمة.. ستخلق نجاحاً آخر.. بل نجاحات.. ونجزم.. أن مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام.. كلهم صدور مفتوحة لأي رأي.. ولكل نقد.. فهكذا تعوَّدنا منهم.. وهكذا.. هي روحهم.. وهذا.. أحد أسرار نجاحهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved