* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد:
دعا عدد من المثقفين والخبراء الزراعيين الى البدء في اكتتاب شعبي لانشاء شركة أهلية لزراعة القمح من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من انتاج القمح وتفاديا لتكرار ما تعرضت له مصر في الآونة الاخيرة من ازمات متتالية بسبب النقص الكبير في انتاجه.
حمل المثقفون والخبراء في ندوة دعت اليها اللجنة الاقتصادية بنقابة الصحفيين بعنوان (نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح) وادارها وزير الصحة الاسبق الدكتور محمود محفوظ حملوا وزارة الزراعة مسؤولية تدهور الانتاج المصري من القمح مما ادى الى اعتماد مصر على الواردات من الخارج وطالبوا بتغيير السياسات الزراعية الحالية واستثمار الاراضي الرملية الكبيرة المتاحه لمصر في زراعة القمح.
واعتبرت الكاتبة المعروفة سكينة فؤاد عضو مجلس الشورى ان الدعوة للاكتتاب الشعبي لزراعة القمح تحمل في جوهرها رسالة شعبية مصرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد قدرة المصريين على امتلاك ارادتهم وتنظيم صفوفهم والعمل الجاد من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح مطالبة بالحذر مما وصفته بالاختراق الذي اسقط مشروعات مصرية كبيرة.
فيما دعت الخبيرة الزراعية الدكتورة زينب الديب إلى اعادة فتح الآبار التي تم اكتشافها في صحراء مصر الغربية وتمليك الاراضي المحيطة بها 12 الف فدان للشباب الخريجيين والاستفادة بخبرة علماء مصر الزراعيين في انجاح هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح فيما دافع مسؤولون حكوميون عن سياسة وزارة الزراعة المصرية التى يترأسها الدكتور يوسف والي وزير الزراعة ونائب رئيس مجلس الوزراء منذ اكثر من عشرين عاما وقال الدكتور اسماعيل عبد الجليل رئيس مركز بحوث الصحراء بالوزارة ان وزارة الزراعة تتعاون بشكل كبير مع كليات الزراعة في انجاز مشروعات زراعية كبيرة.
وأشار إلى ان السياسة الحكومية في مصر تتبع نظام السوق الحر وبالتالي فهي تترك للفلاح حرية اختيار التركيب المحصول والزراعات التي يقوم بزراعتها وتقوم الحكومة من جانبها حسب عبد الجليل بتشجيعه عن طريق رفع سعر الشراء.
ورد عبد الجليل على الذين انتقدوا بشدة اتجاه وزارة الزراعه إلى زراعة الفراولة وغيرها من الفواكه على حساب محصول القمح بالتأكيد على ان هذه الفواكه ذات عائد تصديري كبير.
ودعت دراسة بمركز دعم القرار بمجلس الوزراء إلى ترشيد استهلاك المصريين من القمح مشيرة إلى ان متوسط استهلاك الفرد من القمح في العام يبلغ 83 كيلو وهو ما يعتبر اعلى معدل استهلاك في العالم.
يذكر ان القمع هو واحد من المحاصيل التى يقوم المصريون بزراعتها منذ آلاف السنين وتعتمد الزراعة المصرية بشكل عام وبدرجة اساسية على الري من مياه النيل وتقول الاحصائيات الرسمية ان مصر كانت تزرع في عام 1994 نحو مليون و 253 ألف فدان من القمح تصل انتاجتها إلى 5 ملايين و 960 ألف في حين وصلت المساحة المزروعة في عام 2003 إلى 2 مليون و 248 ألف و 739 فدان وصلت انتاجيتها إلى 42 مليون و 321 ألف و 771 اردب وتتوقع الاحصاءات الرسمية ان تصل المساحات المزرعة من القمح في عام 2012 إلى 2 مليون و 850 ألف فدان ترتفع إلى 3 ملايين و 1500 ألف فدان عام 2017.
وتواجه وزارة الزراعة انتقادات حادة بسبب اتجاهها إلى زراعه محاصيل كالفراولة والكانتلوب والبرسيم على حساب محصول القمح وهو ما ظهرت نتائجه السلبية في العام الماضي بعد رفض الولايات المتحدة توريدا القمح بكميات كافية إلى مصر وهو ما ادى إلى اتجاه الاخيرة إلى دول كسوريا والأرجنتين وغيرهما لسد العجز في هذا الشأن.
|