* فلسطين المحتلة - مكتب الجزيرة:
أكد إسماعيل هنية عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس تعقيبا على عملية اغتيال خليل الزبن (59 عاما)، مستشار الرئيس عرفات لحقوق الإنسان ورئيس تحرير مجلة النشرة؛ على وجوب بقاء السلاح الفلسطيني موجها إلى صدر الاحتلال الإسرائيلي.
وقال هنية في تصريحات خاصة: إن السلاح الفلسطيني لابد أن يبقى موجها إلى صدر الاحتلال؛ لا إلى الداخل الفلسطيني مهما كانت المبررات وذلك ما أكدنا عليه مرارا نحن في حركة حماس.
وأكد القيادي في حماس على أن موقف حركته النابع من ثقافتها الفكرية والوطنية وعقيدتها الإسلامية الغراء ومن حرصها على وحدة الشعب الفلسطيني وصون دمائه. . يدين مبدأ الاغتيال السياسي والاقتتال الداخلي ويشجب كل المحاولات الرامية إلى النيل من وحدة شعبنا الفلسطيني.. مشددا على أن أي استخدامات للسلاح في غير محلها تتناقض ومهمة هذا السلاح المرتكزة إلى مقاومة الاحتلال وحده.
وأكد الرجل الذي تعرض لمحاولة اغتيال نفذتها مروحيات الاحتلال بحقه في أيلول من العام الماضي على ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وصون وحدة شعبنا الفلسطيني وحمايته في المرحلة الراهنة والدقيقة.
وأشار هنية إلى أن بيانا مدسوسا باسم حركة حماس وزعته جهات مشبوهة ومدسوسة على الصحفيين يتعرض لحادثة اغتيال خليل الزبن في محاولة لخلط الأوراق على الساحة الفلسطينية، ودعا هنية الصحفيين إلى عدم التعامل مع ذلك البيان نهائياً وبتاتاً، مؤكداً شجب حماس لمبدأ الاغتيال.
وفي هذا السياق، دعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة أعضاءها إلى تنظيم اعتصام احتجاجي وإضراب عن الطعام غداً السبت الموافق 6-3-2004م في قاعة المجلس التشريعي بغزة اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا، وذلك احتجاجا على قيام مجهولين باغتيال الصحفي خليل الزبن في غزة.
ودعت نقابة الصحفيين في بيان لها تلقت الجزيرة نسخة منه إلى حداد عام لمدة ثلاثة أيام، موضحة أن النقابة ستقوم بتنظيم مؤتمر جماهيري يوم الاثنين الموافق 8-3-2004، تدعو فيه إلى بسط سلطة القانون وحماية الحريات والتعبير عن الرأي.
وطالبت نقابة الصحفيين في بيانها السلطة الفلسطينية، وخصوصا الرئيس ياسر عرفات، بالتدخل الفوري والجاد لوقف هذه المهازل التي تنفذ ضد الوطن والشعب لجر الجميع إلى أتون حرب أهلية.
كما طالبت النقابة بإقالة النائب العام حسين أبو عاصي الذي اتهمته النقابة في بيانها بعدم التحرك إزاء مسلسل الانتهاكات والجرائم وعدم ممارسته لصلاحياته المنصوص عليها في القانون.
وحذرت النقابة في بيانها من قيام جهات معادية للمشروع الوطني الفلسطيني بصب الزيت على النار وإثارة حالة من الشكوك والبلبلة في الجبهة الداخلية الفلسطينية.
وجاء في البيان: لا نبرئ أحدا مما يجري والكل في دائرة الاتهام؛ ما لم يتحمل مسؤولياته الوطنية والأخلاقية بشكل جاد وفاعل في مواجهة ما يجري.
ودعا بيان نقابة الصحفيين الفلسطينيين كافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى رفع الصوت عاليا والقيام بكل ما هو ممكن من أعمال الاحتجاج والضغط الشعبي على السلطة والمعارضة لضمان سيادة القانون وتوفير الأمن والأمان للمواطن.
عملية الاغتيال تأتي في سياق حالة الانفلات الأمني وغياب سلطة القانون
وفي هذا السياق، حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن استمرار مسلسل الاعتداءات على الصحفيين وغيرهم، وتهديد أمن المواطنين والتعرض لممتلكاتهم ومصالحهم وللمؤسسات والمكاتب العامة أيضا.
وأدانت الجبهة في بيان لها اغتيال الكاتب والصحافي خليل الزبن، والذي قتل برصاص مجهولين في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء في مدينة غزة.
وجاء في بيان الجبهة: إن عملية الاغتيال هذه تأتي في سياق حالة الانفلات الأمني وغياب سلطة القانون وأخذه باليد وتطاول القتلة والمجرمين على كرامات الناس.
وقال البيان: إن طريق الإصلاحات الجدية في أوضاع السلطة؛ هو الذي يشكل الأساس في صون وحماية كرامة الوطن والمواطن، وهو الذي يمكن من ضبط الأوضاع الأمنية، ويحفظ أيضا سلامة العلاقات الوطنية؛ داعية في بيانها القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع الأهلي لحوار وطني عاجل جاد ومسؤول، بهدف الاتفاق على برنامج وطني، والعمل على صياغة ميثاق ينظم العلاقات الوطنية الفلسطينية.
وكانت السلطة الفلسطينية أدانت بشدة حادثة الاغتيال ووصفها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بالخسيسة.. قائلا: فقدنا اليوم بطلاً من أبطال الشعب الفلسطيني وكادراً من الكوادر العاملين بإخلاص وحمية، في عملية اغتيال خسيسة الساعة الواحدة وخمس دقائق بعد منتصف الليل، وهو يغادر مكتبه كالعادة يعمل ليلاً نهاراً، مشيراً إلى أن الشهيد الزبن لا يتدخل لا من قريب أو بعيد في أي من النزاعات الشكلية أو الحزبية أو العائلية إطلاقاً، وأن الرجل منتم إلى وطنه بقلبه ووجدانه وإيمانه.
وأكد عرفات أن ما حدث لا يمكن أن نسكت عليه تحت أي ظرف من الظروف، وأنه إن دل على شيء فإنما يدل على انتهاك للضمير الفلسطيني والوجدان الفلسطيني، وإن عملية الاغتيال هي مؤامرة دنيئة ضد هذا المواطن الصابر المثابر الذي لم يتغيب في أي وقت من الأوقات الحرجة ليكون بجانب وطنه وأمته العربية.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا بعد منتصف ليلة الثلاثاء الماضي خليل الزبن في ظروف غامضة، خارج مكتبه في مدينة غزة.. ولم تتضح بعد هوية الجهة التي تقف وراء الحادث؛ ووصل إلى مستشفى الشفاء بالمدينة عناصر من أجهزة الأمن والشرطة الفلسطينية للتحقيق في الحادث.
وحسب ما رشح من معلومات عن المصادر الأمنية الفلسطينية، قولها ل(الجزيرة): إن مسلحين مجهولين أطلقوا (12 رصاصة) على خليل الزبن، لدى مغادرته مكتبه في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء الماضي؛ في منطقة صابرة بمدينة غزة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء ل الجزيرة: إن خليل الزبن وصل إلى المستشفى مضرجا بدمائه بعد إصابته بعدة طلقات نارية في أنحاء مختلفة من جسمه وقد فارق الحياة.. وقال المسعفون الذين نقلوا الزبن إلى المستشفى ل الجزيرة: إنه توفي متأثرا بجراحه عقب وصوله المستشفى بدقائق.
|