يا عيدُ ما لك في الأهواء تمجيدُ
ولا أرى لك طعمَ العيدِ يا عيدُ
قد كان يومك يأتينا فيفرحنا
الأهل من بيتنا والصحبُ والعيدُ
وكنت في ماضي الأعياد مبتهجاً
حلو الأماني وللأحلام تغريدُ
فجئتنا العامَ والأحزانُ تحضنها
والهمُّ والغمُّ تمكين وتجديدُ
فقدت فيك أخاً في القلب مسكنه
تقاذفته المنايا وهو مجهودُ
قد فاجأتنا به الأقدارُ تدفعُها
مشيئةُ الله والآجال تحديدُ
عزاؤنا فيه أن قد صار مدفنه
في يومِ حج، به للأجر تسديدُ
نُورت قبراً تسجى في مرابعه
وزانه من جديد الوبل تبريدُ
ففي جنان من الفردوس تسكنها
ورحمة الله وعدُ فيه تخليدُ
أبٌ - أخٌ - وصديقٌ في تعاملهُ
من الأقارب والأصحاب محمودُ
لقد عرفت به للنبل شارقةً
وبالشهامة والإيثار مشهودُ
تبكيك منا قلوب أنت مالكها
يا من له بصلات الرحم مجهودُ
أنت الحبيبُ الذي طابت سريرتُه
وقلبه أبداً بالبر معقودُ
رحماك ربي فهبه منك مغفرة
ورحمة حيث من نعمائك الجودُ
وهب له الراحة الكبرى بمرقده
فحبل عفوك يا رحمن ممدودُ
واجعله ربي شهيداً يوم مبعثه
لعله في عظيم الأجر موعودُ
كم كان يشكو وما يشكو إلى أحد
إلا إليك وفي شكواه توحيدُ
غزاي إن كنت قد فارقتنا جسدأً
فأنت في مهج الأحباب موجودُ
غزاي ما كان في حدسي ولا خلدي
أن قد تباعدنا عنك الأباعيدُ
لكنها سنن الأقدار نتبعها
والكل منا له منها مواعيدُ
إنا لنركن للدنيا ونؤثرها
وفي أكنتها الرقش المعاويدُ
فلا يغرنْك منها ثغر مبتسم
ولا يهولنك منها النعَّمُ الصيدُ
فلا صديق له منها مصانعة
ولا نديم له منها مقاليدُ