لنا أن نقر ونعترف بأن العالم من حولنا يتسابق - بجنون منظم مدروس - نحو الفضاء، فهو حقيقة لا يمكن لنا أن ننكرها أو نتجاهلها.. إلا ان ما يلفت الانتباه هو ما تسعى إليه (أمريكا).. زعيمة الأرض وغازية الكواكب، ومداعبة الأفلاك هذه الأيام، فمع الضغوط الاقتصادية والضوائق المالية نتيجة الحروب المبررة وغير المبررة، والتدخلات المباشرة والسرية في شؤون الآخرين.فحينما شَعَرتْ ان العالم قد بدأ يؤاخذها على ما فعلته، ويحاسبها على ما ستفعله في بلاد أخرى عملت بنصيحة النافذين في مؤسساتها الذين لم يعودوا يختفون تحت القبعات أو الطواقي، إنما أصبحوا يديرون مخططاتهم، وينفذون توصياتهم علناً وأمام أعين الجميع.
فبعد الحرب على العراق ولحظة أن استشعرت الخسارة، ولمس العالم حجم ادعائهم المفرط، وكأن العالم صغار وقاصرون، أرادت أن تصرف أنظارهم ليس إلى مكان قريب أو بعيد من الأرض إنما أشارت بأصابعها نحو المريخ لتجعلنا جميعاً نحدق كالبهاليل في القرص الملتهب، هل وصلوا إليه أم لم يصلوا؟.. وهل فيه حياة أو الموت المؤكد؟..يذكرنا هذا التصرف حينما يريد الكبير - بمكر - أن يصرف انتباه الصغار عن أمر خطير يريد أن يفعله أو يكون قد فعله ويريد أن يخفيه.. (شف العصفور فوق يا شاطر).. تريد (أمريكا) منا أن ننظر إلى المريخ وهي تفعل في الأرض ما تريد.
|