Sunday 7th March,200411483العددالأحد 16 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ذَوُو الْخِيلانِ وَالشَّامَاتِ 4 - 4 ذَوُو الْخِيلانِ وَالشَّامَاتِ 4 - 4
عبدالرحمن العقيل

(30) ومِمَّا يَتعلَّق بالإمام الشافعيِّ (ت204هـ)، وليس هو من أهل الشامات، ولكنْ لحادثة مشهورة وَقَعَتْ له؛ فقد عُرِفَ عنه -رحمه الله- العناية بعِلم الفِراسة والنُّجوم واطِّلاعه على كُتُبها، قال الحافظ ابن حَجَر: «وقرأْتُ على أُمِّ الحَسَن التنوخيَّة، عن أبي الربيع بن قُدامة، أنَّ جعفر بن علي» أخبَرَهُم، أنا أبو طاهر الأصبهانيُّ، أخبَرَنا أبو الحسن الموازينيُّ، عن القُضاعيِّ، أخبَرَنا أبو عبدالله بن شاكِر، ثنا الحسن بن رشيق، ثنا أبو بكر الشافعيُّ، ثني أبي، سَمعتُ أبا عبدالله بن محمد بن العبَّاس يقول: كان الشافعيُّ -وهو حَدَثٌ- يَنظرُ في النجوم، وما نظر في شيءٍ إلاَّ تَفَقَّه فيه وفَهِمَهُ، فجلس يوماً -وامرأة رَجُل تطلق- فَحَسَبَ، فقال: تَلِد جارية عَوراء، على فَرجها خال، وتموت لكذا! فَوَلَدَتْ، فكان كما قال، فجعل على نفسِهِ ألا يَنظر في النجوم أبداً، ودَفَنَ تلك الكُتُب التي كانت عنده. وأَخْرَجَها الحاكِم من طَريق حَرْمَلَة قال: كان الشافعيُّ يَنظر في كُتُب النجوم، وكان له صَديق، فذكرَ القِصَّة. وفيها فقال: تَلِد إلى سبعة وعشرين يوماً، وقال: في فخذه الأيسر خال أسود، ويَعيش أربعة وعشرين يوماً، ثمَّ يموت فجأةً.
(31) سابعُ خلفاء بني العبَّاس أبو العبَّاس عبدالله المأمون (ت218هـ): ذكرَ أصحابُ الأخبارِ في صِفَتِه أنَّهُ كان على خدِّه خال.
(32) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المَهْدي بن عبدالله المنصور العباسي الهاشمي (ت224هـ)، المعروف بالمبارك، وبالمرضيِّ، وبابن شكلة الهاشمي، والمعروف أيضاً بالتِّنِّين؛ لِسُمْنَتِهِ، وبالعنقود؛ لأنه كان بنصف وجهه شامة، سمج المنظر. وكان إبراهيم أسود شديد السواد، عظيم الجثَّة، وليس في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه لساناً، ولا أجود شعراً، وكان وافر الفضل، حازماً، واسع الصدر، سخيَّ الكفِّ، حاذقاً بصنعة الغناء، ويقال: إنَّه ما اجتمع غناءُ أخٍ وأختٍ أحسن من إبراهيم وأخته عُلَيَّة ابني المهدي. وأُمُّه جارية سوداء اسمها (شكلة)، نَسَبَهُ إليها خصومه.
(33) أحمد المستعين بالله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد (ت252هـ): كان سميناً، صغير الرأس، كبير اللحية أسودها، بوجنته خال. وكان فيه لين وانقياد لأتباعه، مُهملاً لأموره، شديد الخوف على نفسه. (34) محمد (وقيل: الزُّبَيْر، وقيل: طلحة) المعتز بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم (ت255هـ): لم يكن في خلفاء بني العبَّاس أحسن وجهاً من الأمين والمعتزِّ، يُضرب بهـما المثل في الجمال. وكان المعتز أبيض شديد البياض، معتدل الخَلْق، جميل الوجه، رَبْعَةً حَسَنَ الجسم، على خدِّه الأيسر خال أسود، وشَعره أسود حسن. ولم تَدُم خلافته أكثر من ثلاث سنين أو أربع، ومات وهو ابن أربع وعشرين، ولم يُعذَّب خليفةٌ ما عُذِّب المعتزُّ على صِغَر سِنِّه.
(35) أبو العبَّاس أحمد المعتضِد بالله بن محمد المُوفَّق بالله الناصر (ت289هـ): كان شجاعاً مَهيباً، أسمرَ، نحيفاً، معتدل الخَلْق، أَقْنَى الأنفِ، وكان في مقدّم لحيته امتداد، وفي مقدّم رأسه شامةٌ بيضاء؛ ولذلك لُقِّب الأغرَّ.
(36) رأس القَرامِطَة (ذو الشَّامة) الحسين بن زَكْرَوَيْه بن مَهْرَوَيْه (ت291ه): كان اسمُهُ الحسين فَسَمَّى نفسَهُ أحمد بن عبدالله، وتكنَّى بأبي العبَّاس، وأَمْرُهُ مشهورٌ بينَ الأخباريِّينَ. قام بأمر القَرامِطَة بعد أخيه يحيى بن زَكْرَوَيْه بن مَهْرَوَيْه، وبَايَعُوه، وتلقَّب بأمير المؤمنين والمَهْدي ، وكان مقتله سنة 291ه. قال الطبريُّ: (إن الحسين هذا أظهر شامةً في وجهه ذكر أنها آيَتُهُ، خَلَفَ أخاهُ يحيى المُلقَّب بالشيخ الذي أظهر عضداً له ناقصةً وذَكَرَ أنها آيةٌ). بَعَثَ المُكتفي قائده عَسْكَراً لقتاله في سنة إحدى وتسعينَ ومائتين، فالتقوا فانهَزَمَ وأُمسكَ وأُتيَ به وطِيفَ به في بغداد مع جماعةٍ، ثمّ قُتِلَ هو وَهُمْ تحتَ العذاب، وكان جريئاً فاتكاً شاعراً، ولَمَّا قُتِلَ خَرَجَ بَعدهُ أبوهُ زَكْرَوَيْه، فَخَرَجَ إليه عَسْكَرٌ فأُسِرَ جَريحاً، وكان ذلك في حدودِ الثلاثمائة تقريباً. (37) أبو يزيد مخلد بن كيداد (ت336ه): قُتِلَ في أيام إسماعيل المنصور بن القائم بأمر الله، وكان والده كيداد من سكان تقيوس من بلاد قصطيلة، وكان يختلف في التجَّار إلى بلاد السودان، فاشترى بتادمكت أَمَةً تُسَمَّى سبيكة، فحملت منه وولدت أبا يزيد، وهو أعرج، وفي لسانه شامة، فذهب به أبوه كيداد إلى عَرَّافٍ بمدينة كوكو، فأراه، فقال له: ليكونَّن له شأنٌ، وليَمْلُكَنَّ. ثم رجع كيداد إلى تقيوس فمات. وقيل في نشأته غير ذلك.
(38) صاحِبُ الشامة أبو عليٍّ المُحسن بن إبراهيم بن هلال بن زَهْرون الصابئ (ت401هـ)، وكان بوجهِه شامةٌ حمراء، فكان يُعرَف بصاحب الشامة.
(39) الملك الصالح عماد الدين أبو الفداء إسماعيل ابن الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون (ت476هـ): كان الملك الصالح سلطاناً ساكناً عاقلاً، قليل الشرِّ، كثير الخير، هيِّناً ليِّناً بَشُوشاً، وكان شَكِلاً، حَسَناً، حلو الوجه، أبيض بصُفْرَة، وعلى خدِّه شامة، ولم يَكُن في أولاد الناصر خيرٌ منه، ولكنه لَمَّا تولَّى المُلْكَ استولى النساء عليه، ومال إليهنَّ، وكان يميل إلى السُّودان من النساء ويُؤْثِرُهُنَّ، فأعرض عن تدبير الملك.
(40) الرئيسُ أبو القاسم عليُّ بن أبي نِزار رئيس زَوْزَنَ: كان على ظاهِرِ كَفِّه شامةٌ كبيرةٌ، قال فيها أبو القاسم أسعد بن عليِّ بن أحمد الزَّوْزَنيُّ، المعروف


بالبارع (ت492هـ):
كَفُّ عَلِي عندَها التِّبرُ
هانَ ولِلْمُلْكِ بها قَدْرُ
كأنَّما الخالُ على ظَهرِها
عَنبرةٌ قدْ مَجَّها البَحْرُ

(41) صاحب إفريقية أبو طاهر يحيى بن تميم الصنهاجيُّ (ت509ه): كان جواداً، مُمدَّحاً، عالماً، كثير المُطالعة للأخبار والسِّيَر عارفاً بها، رحيماً بالضعفاء، شفوقاً على الفقراء، يُطعمهم في الشدائد، ويرفق بهم، ويُقَرِّب أهل العلم والفضل من نفسه، وكان عارفاً في صناعة النجوم، حسن الوجه، على حاجبيه شامة، أشهل العينين. قال ابن خَلِّكان: (ورأيتُ في كتاب: الجمع والبيان في أخبار القيروان، الذي ألَّفه ولد أخيه عز الدين أبو محمد عبدالعزيز بن شدَّاد بن تميم بن المعز بن باديس، أن الأمير تميماً قبل وفاته بمُدَّة يسيرة دعا ولده يحيى المذكور، وكان في دار الإمارة مع خاصَّته وجلسائه، فمضى يحيى ومَنْ معه إليه، فوجدوا تميماً في بيت المال، فأمرهم بالجلوس، ثم قال لأحدهم: قُمْ فادْخُلْ ذلك البيت، وخُذْ منه الكتاب الذي صِفَتُهُ كذا، في مكان كذا. فقام وأتى به، فإذا هو كتاب ملحمة، فقال له: عُدَّ من أوله كذا وكذا ورقة، واقرأ الصفحة التي تنتهي إليها، فقرأها، وإذا فيها: (الملك المغدور، وهو الطويل القامة، الذي على وركه الأيمن خال، وفي جنبه الأيسر شامة). فقال الأمير تميم: أَطْبِق الكتاب، وارْدُدْهُ إلى موضعه. ففعل، ثم قال تميم: أمَّا العلامتان فقد رَأَيْتُهُما، وبقيت عَلَيَّ الثالثة. قُم أنت يا شريف، وأنت يا فُلان حتى تُحقِّقا عندي خبر العلامة الثالثة. فقاموا، وقام يحيى معهم، إلى موضع مستور عن تميم، فكشف لهم عن جسمه، فرأوا شامةً على جنبه الأيسر هلالية الشكل. فأتوا تميماً فعرَّفوه. فقال: لم أَعْطِهِ أنا شيئاً، الله تعالى الذي أعطاه. ثم قال: إنِّي أخبركم بحديث عجيب، وذلك أنه عَرَضَ عَلَيَّ النَّخَّاس والدته، فاستحسنْتُها ومالت نفسي إليها، فاشترَيْتُها وسلَّمْتُها إلى خُدَّام القصر، وأمرْتُ النَّخَّاس أن يَرجع إلى قبض الثمن، ثم دبَّرْتُ في مال طيِّب حلال أُخْرِجُ ثمنها منه، فبينما أنا مُفكِّر في ذلك إذ سمعتُ السائلَ يصيحُ ويرفع صوته في الإذن على مُطالعتي، فأخرجتُ رأسي من الطَّاق، وقلتُ له: ما شأنُك؟ فقال: كنتُ الساعةَ أحفرُ في قصر المَهْدي، إذ وجدتُ صندوقاً عليه قُفْلٌ، فتركْتُهُ على حاله، وجئتُ مُطالعاً بأمره، فأنفَذْتُ معه مَن أَثِق به، فإذا فيه أثواب مُذَهَّبات الأعلام قد أفناها الدهر، فأمَرْتُ بسَبْكِ أعلامها، فلم تَزِدْ ولم تَنْقُص عن ثمن الجارية!! فتعجَّب الحاضرون من ذلك، ودَعَوا له. ثم أمر لهم بدنانير وكساء، وانصرفوا. قال عبد العزيز المذكور: وقد أدركتُ هذا الكتاب المُشار إليه عند السلطان الحسن رحمه الله تعالى، يعني الحسن بن عليِّ بن يحيى المذكور، وحكى عن الكتاب أموراً وقضايا ذكر أنها ستكون، وكانت كما ذكر.
(42) المَهْدي بن تومَرْت، محمد بن عبدالله بن تومَرْت المصمودي البربري (ت524ه): كان المَهْدي رجلاً رَبْعَة، أسمر، عظيم الهمَّة، غائر العينين، حديد النظر، خفيف العارضين، له شامة سوداء على كتفه الأيمن، ذا سياسة ودهاء وناموس عظيم، وكان مع ذلك عالماً فقيهاً راوياً للحديث عارفاً بالأصول والجدل، فصيح اللسان، مِقداماً على الأمور العظام... إلخ.
(43) الإمام أبو محمد عبدالله بن عليِّ بن عبدالله اللَّخْميُّ الرُّشاطيُّ الأندلسيُّ المَريُّ (ت542ه)، وتكلَّمَ الرُّشاطيُّ على نِسبتِهِ في كتابه (اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الأخبار)، فقال: (هذه نِسبَتُنا التي اشتهرنا بها، وذلك أن أحدَ أجدادي كانت به شامة كبيرة، هي التي تُعرَف بالوَرْدَة، وتُسمِّيها العَجم: رُوشَة، وكان له في صغرِهِ خادمة عَجَميَّة، تحضنهُ وتكفلهُ، فكانت عندما تُحدِّثهُ وتُلاعبهُ تقول له: (رُشْطانَة)، وكَثُرَ ذلك منها حتى غَلَبَ عليه، وقيل له: الرُّشاطيُّ، وهذه الشينُ ليستْ بخالِصَةٍ، بل بين الشينِ والزاي والجيم، فهي تُكتَب بذلك، غيرَ أنَّ الذي تَوارَثناهُ كَتْبُها بالشين).
(44) صاحب المَغرب ومؤسِّس دولة الموحِّدين المؤمنيَّة في المَغرب وإفريقية وتونس عبدالمؤمن بن عليِّ بن عَلَوي القيسيُّ الكوميُّ المَغربيُّ التِّلمسانيُّ (ت558هـ)، وَلِيَ في أوَّل أمره قيادة الجيش لابن تومَرْت مَلِك المَغرب الأقصى، كان معتدِل القامةِ، أَشْهَل العينينِ، كَثَّ اللِّحيةِ، شَثْنَ الكَفَّيْنِ، طويل القَعْدَةِ، واضح بياضِ الأسنانِ، على خدِّهِ الأيمنِ خالٌ.
(45) العلاَّمة الشيخُ شهاب الدين أبو شامة عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المَقدسيُّ الأصل الدمشقيُّ الشافعيُّ (ت665ه): صاحب كتاب (الروضتين في أخبارِ الدولَتينِ النُّوريَّة والصَّلاحيَّة)، وغيره. قيل له: أبو شامة؛ لشامةٍ كبيرةٍ كانت على رأسِ حاجبِهِ الأيسر.
(46) سالم بن محمد بن سالم بن الحسن بن هِبة الله بن محفوظ بن صَصْرِي، القاضي أمين الدين أبو الغَنائم التَّغلبيُّ الدمشقيُّ الشافعيُّ (ت698هـ): كان على وجهِه شامةٌ نَيِّرَةٌ حمراء جميلة.
(47) جُولَجِين الخازن (ت715ه) من خواص الناصر: داخلَهُ (النُّجَيْم) النجم (أيوب) بن أحمد بن نجم الحطيني، وعمل ملحمة وعتَّقها ذكر فيها اسم الجُولَجِين واسم أبيه وأمه، وذكر شامات في جسمه وآثاراً تَوَصَّل إلى معرفتها من غيره، وقال له: (أنت تَمْلك). فاعتبر جُولَجِين بذلك، وأسرَّ إلى بعض الجماعة، فاشتهر الأمر إلى أن بلغ السلطان، فأمر الناصر بقتلهم جميعاً.
(48) الأمير صلاح الدين خليل بن الأمير سيف الدين خاص ترك الناصري (ت764هـ): قال صلاح الدين الصفدي في وصفه: (وهو من أحسن الأشكال، وأجمل الوجوه، لم ينبت بوجهه شعر، وله بين عينيه خال حسن في مكان البَلَج).
انتهى
ونشير إلى أننا آثَرْنَا الاستغناء عن الحواشي رغبةً في الاختصار، وذلك لأنَّ الكاتب في صَدَد نشر تحقيقه لكتاب الصفدي (كشف الحال في وصف الخال)، وسيضمُّ هذا المستدرك إلى مُقدِّمة تحقيق الكتاب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved