من اشهر الكتب التي ألفها الأمير محمد الأحمد السديري - رحمه الله - هو كتاب ( أبطال من الصحراء). وقد سرد سيرة خمسة فرسان من أبطال الصحراء. وللأمانة والوفاء لذلك الرجل فهو ايضاً بطل من أبطال الصحراء في شعره وفي فعله - رحمه الله - ونشره ايضاً وتؤخذ منه العبرة والدرس. فدعونا نرحل بكم أعزائي القراء مع فقرات من مقدمته لذلك الكلمات نبراساً لمن أراد الدخول في هذا المجال وما شابهه، يقول في مقدمته: تاريخ بلادنا الأدبي كتاريخها السياسي والاجتماعي والقبلي والروحي لم تكتب بعد الكتابة الصحيحة المستوعبة، وما قرأنا عن ذاتنا ولم تقرأ الأمم عنا الا المامات لا تعطي صورة متكاملة ولا تكون فكرة صحيحة. فكثير من الآثار والأخبار والأشعار والوقائع لا تزال رهن صدور الرجال يتصيدها الباحث من هنا وهناك ويلاقي ما يلاقي من جمع متفرقاتها والربط بين أحداثها وموأمة ازمانها والمقارنة بين أقوال الرواة عنها وكثيراً ما يعتريها الخطأ ويضيع معالمها النسيان.
واذا انقرض الجيل الذي صدوره أوعية لها ولم يبق الا جيلنا الذي عاش حياة هانئة هادئة يسودها الأمن ويحوطها خفض العيش وتقعد بأهلها قصر الهمم عن استيعاب تاريخهم فمعناه فقدان جوانب أثيرة من تاريخنا وفهم حلقات من سلسلة ماضينا يطلبه الآخرون فلا يجدونه ويتصيدون بعض معالمه فتدون ملفقة مهزوزة، وليت شعري أهي القدرة الثقافية لم يتكامل بعد نضجها ولم تؤت أكلها لتعني بما يعنيها؟
أو انها ثقافة ينقصها التجميع والتنظيم والتهذيب لتتلاقى في شكل جمعيات وروابط ومنتديات يعني كل جانب منها بجوانب ويتخصص كل قبيل بمنهج. أو ان المثقف لدينا قعدت به همته ونام عن واجبه ولم تكن له بسلفه الذين أدوا ضريبة الثقافة وبذلوا واجب العلم لم تكن له بهم أسوة ولا قدوة. سيان كان هذا أو ذلك فهو عجز لا نبرئ أنفسنا من جريرته ولا نعفيها من ملامته!!
وحينما أتصدى أنا وامثالي للتأليف ونحن وان توفرت لدينا مادته فلا ندعي لأنفسنا توفر أداته التي نكتبه بها ولكنها الغيرة عن تراث يهدده العدم ومجد ينوشه النسيان وتاريخ لم يكتب وكنوز لم تطلب. فلنا فيها فضل الحفظ والتدوين وللغيورين بعدنا فضل التنميق والتدقيق.. الخ.
هذه فقرات مختصرة من تلك المقدمة العبرة والدرس. رحمك الله أبا زيد فأنت و امثالك من الرجال الأفاضل هم الغيورون على تدوين هذا التراث. والذين قلت ان عليهم التنميق والتدقيق من بعدنا هم قلة ولعلهم في ذلك الفريق سائرون.
مشعل الجبوري |