Sunday 7th March,200411483العددالأحد 16 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السمنة مشكلة دخيلة على المجتمعات العربية بلغت نسبتها 20% و(اليابانيون) أقل شعوب العالم تعرضاً لها! السمنة مشكلة دخيلة على المجتمعات العربية بلغت نسبتها 20% و(اليابانيون) أقل شعوب العالم تعرضاً لها!
تعتبر البوابة الرئيسية للأمراض والموت المفاجئ عند الأطفال أحد مضاعفاتها
في حالة السمنة المفرطة والتي لم تُجدِ معها الطرق التقليدية ينصح باللجوء إلى التدخل الجراحي

إعداد - إدارة الإعلام والنشر والعلاقات العامة بالمركز:
البصاص في سطور
الدكتورعاطف فيصل البصاص- استشاري جراحة المناظير والسمنة - بمستشفى القوات المسلحة بالرياض والخرج .
من رواد عمليات تدبيس المعدة الطولي وتحوير الأمعاء بالمنظار في المملكة، أجرى أكثر من 700 حالة تدبيس معدة طولي، وأكثر من 170حالة تحوير الأمعاء بواسطة المنظار على مر الأربع سنوات الماضية بنسبة نجاح عالية جداً، ويعتبر ممثل المملكة ضمن جمعية حوض البحر الأبيض الشرق أوسطية إفريقية في جراحة المناظير.
تعريف بالمشاركين
السيدة كاتارينا ليبوفا رئيسة غرف العمليات بالمركز
السيدة ديرثي المشرفة على الأقسام الجراحية بالمركز
****
قد يتوقع الكثيرون أن السمنة هي مجرد منظر غير مقبول أو تشويه لجمال الجسم أو مجرد زيادة في الوزن عن المعدل الطبيعي فقط غير مدركين أنها تعد من الأمراض الخطرة التي قد تطال الجسم بأكمله لا سمح الله، وقد صنفها الأطباء المتخصصون أنها تعد من (أمراض العصر الحديث)، وقد كان الأطباء في السابق يقفون مكتوفي الأيدي غير قادرين على إيقافها والحد من انتشارها بالجسم، ولكن مع تطور الطب وتوفر التقنية الحديثة أمكن الوقوف بوجهها من خلال عدد من الطرق الطبية العلمية الحديثة في معالجتها من خلال (تحوير الأمعاء أو تدبيس الأمعاء الطولي) ولأهمية هذا الموضوع ومطالبة الكثيرين من القراء الأعزاء بأن يكون هذا موضوعاً لإحدى الصفحات التي يعدها المركز في جريدة الجزيرة، وهانحن نحقق رغبتهم من خلال التقائنا بالدكتورعاطف فيصل البصاص استشاري جراحة المناظير والسمنة بمستشفى القوات المسلحة بالرياض والخرج وهو من رواد عمليات تدبيس المعدة الطولي وتحوير الأمعاء بالمنظار في المملكة، وأجرى أكثر من 700 حالة تدبيس معدة طولي وأكثر من 170حالة تحوير الأمعاء بواسطة المنظار على مر الأربع سنوات الماضية بنسبة نجاح عالية جداً، ويعتبر ممثل المملكة ضمن جمعية حوض البحر الأبيض الشرق أوسطية إفريقية في جراحة المناظير ليحدثنا عن السمنة وأضرارها وكيفية الوقاية منها من خلال الطرق الحديثة والآمنة في ربط المعدة فإلى هذا الحوار
*****
الأطباء بالإجماع
* د.عاطف ما هي السمنة وما هي مضاعفاتها أنواعها وأضرارها على جسم الإنسان؟
تعتبر مشكلة السمنة من المشاكل الحديثة والدخيلة على مجتمعنا العربي وقد أصبحت هذه المشكلة في الفترة الأخيرة أحد العوائق الصحية في المنطقة، حيث تبلغ نسبتها أكثر من 20% في حين إن نسبتها لا تزيد على 13.6 في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية و11.5% في دول أوروبية مثل ألمانيا وهولندا كما أنها لا تزيد على 2.7% في دولة مثل اليابان، ومضاعفاتها الطبية كثيرة وأبرزها مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض المرارة، أمراض الجهاز الهضمي وبالذات الترجيع المرئي، اضطرابات الدورة الشهرية عند السيدات، انحلال المفاصل، ركود الدم الوريدي، اختناق النفس عند النوم، الشخير، أمراض الشرايين التاجية، تصلب الشرايين، زيادة احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطانات، الموت المفاجئ وخاصة عند صغار السن.
طرق العلاج
* كيف يمكن التخلص من السمنة وكيف يتم علاجها؟
طرق علاج السمنة يختلف حسب الحالة، فهناك السمنة البسيطة والمتوسطة ولها عدة طرق لتخفيض الوزن، أما في حالة السمنة المفرطة والخبيثة فقد أثبتت الدراسات عدم جدوى الطرق التقليدية في علاجها ولا بد من التدخل الجراحي في التخلص منها وينصح عدم ترك الحل الجراحي كآخر الحلول لعلاج السمنة المفطرة إذ إن مخاطر تأجيل علاجها وخيمة، وهناك أنواع العمليات الجراحية التي يمكن من خلالها علاج السمنة ولكل منها فوائدها وأضرارها الجانبية وتتلخص في ثلاث طرق: الطريقة الأولى: تغيير شكل المعدة لتقليص سعتها أو ما يعرف بربط المعدة Gastropasty وهذا النوع يعترض كمية الأكل دون التدخل بعملية الهضم وهي العملية الأكثر والأمثل لعلاج السمنة المفرطة لقلة أخطارها وارتفاع نسبة نجاحها الطريقة الثانية : توصيل المعدة جانبياً بالأمعاء Gastric ypass مع أو بدون استئصال جزء من المعدة وهذا النوع يعترض كمية الأكل وكذلك عملية هضم وامتصاص الطعام، ويؤدي إلى نقص في بعض الفيتامينات والحديد في أقل من 5% من الحالات مما يستوجب تزويد المريض بها، وهذه العملية تستعمل لعلاج السمنة الخبيثة، والطريقة الثالثة: استخدام أشكال مصنعة مثل البالون أو لفافة المعدة Total Gastric wrap وهذه الطريقة نتائجها غير مرضية كما أن لها مشاكل كثيرة (Adjustable gastric band)
الاختيار الجراحي
* متى يكون الخيار الجراحي حلاً أمثل لعلاج السمنة؟
اختيار العلاج الجراحي الأمثل لعلاج السمنة يعتمد بشكل كبير على عدة عوامل تتلخص فيما يلي : نسبة السمنة عند المريض التي يتم حسابها بواسطة نسبة الكتلة الجسمية وهي نسبة مئوية للوزن على مربع الطول، وتبلغ النسبة الطبية للأشخاص العاديين ما بين 22-25% وزيادة هذه النسبة عن 30 كجم/م2 تعني وجود سمنة مفرطة أما زيادة هذه النسبة عن 35كجم/م2 فإنها تصبح أحد أسباب إجراء العمليات الجراحية التي يتم فيها تقليل قدرة المريض على الأكل مثل وضع الحلقة السليكونية أعلى المعدة أو إجراء عملية تدبيس المعدة الطولي وهما أكثر العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها حالياً لعلاج مشكلة السمنة، أما إذا زادت نسبة الكتلة عن 50 كجم/م2 أو إدمان المريض بالسمنة على أكل السكريات فإن هذه العمليات تعجز عن حل مشكلة السمنة لديه ويصبح من المتوجب إجراء عملية تحوير الأمعاء التي يتم فيها تصغير حجم المعدة وبالتالي تقليل كمية الأكل المستهلك إضافة إلى أن تحوير الأمعاء يقلل من قدرة الأمعاء على امتصاص الغذاء بنسبة تزيد على 50% من القدرة العادية، وقد أثبتت هذه العملية نجاحها في التحكم في نزول الوزن والحفاظ على الوزن الجديد لفترات طويلة تصل إلى مدى الحياة.
والآن وقد توصل العلم الجراحي إلى إجراء هذه العمليات بواسطة المنظار الجراحي فإن إمكانية إجراء هذه العمليات في وقت مبكر يمكن المريض من تفادي الانتظار حتى حدوث مضاعفات السمنة السابق ذكرها.
للعملية طريقتان
* هل من شرح أوضح عن عملية التدبيس والتصغير وماهي أفضل الطرق؟
عمليات أنقاص الوزن باختصار تُجرى بطريقتين: طريقة تشمل تدبيس المعدة فقط وفيها يصغر حجم المعدة فيشعر الشخص بالشبع من أقل وجبة وكمية الأكل الذي يتم تناوله تكون بالطبع غير كافية لإعطاء الطاقة اللازمة لأنشطة الجسم الطبيعية لذا فإن الجسم يعتمد على الطاقة المكتسبة من الدهون المخزونة في الجسم فيبدأ الجسم في فقد الوزن، والطريقة الثانية تتضمن تدبيس المعدة وتحوير مجرى الطعام بعيداً عن عصارات المعدة والكبد والمرارة والبنكرياس، وبالتالي يتحرك الطعام مباشرة من المريء إلى الجزء الصغير من المعدة ثم مباشرة إلى جزء من الأمعاء بعيداً عن العصارات المذكورة سابقاً وبالتالي لا يتم امتصاص جزء كبير من الطعام فلا يمتص معظمه إضافة إلى أن كمية الأكل تكون قليلة، وكما ذكرنا سابقاً فإن الجسم يحصل على الطاقة اللازمة لأنشطته الطبيعية من الدهن المتخزن فيقل بذلك الوزن، واختيار طريقة الجراحة يتحدد بعد الفحص ومعرفة التاريخ المرضي للشخص، أما عن الآثار الجانبية لهذه الجراحة فهي تتضمن الآثار التي تحدث نتيجة أي جراحة من جراء التخدير، ويحتاج بعض المرضى الذين تزيد أوزانهم عن 200كجم إلى البقاء في العناية المركزة ليوم أو يومين للاطمئنان على حالتهم العامة تدريجياً. وبعد الجراحة فإن الشخص يتعايش مع هذه الجراحة بصورة عادية بإذن الله.
صحة تدبيس المعدة
* هل عملية تدبيس المعدة تقي من الأمراض المصاحبة للسمنة؟
ثبت علمياً أن عمليات ربط المعدة جراحياً لا تساهم في تخفيف الوزن إلى حده الطبيعي فقط، بل وتساهم بإذن الله في حماية الإنسان من التعرض لأمراض قد تودي بحياته، وهذا ما أكده بحث جديد صدر في أمريكا بازدياد الإقبال على عمليات الربط بهدف التخلص من الوزن الزائد، حيث ذكر البحث ارتفاع عدد الأشخاص الذين خضعوا لجراحات تخفيف الوزن من 40 ألفاً عام 2001، إلى 86 ألفاً عام 2003م، ومن المتوقع أن يصل إلى 140 ألفا في العام المقبل، وكانت البحوث السابقة قد أظهرت أن عملية ربط المعدة تحسن حالات السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض الناتجة عن الإفراط في الوزن وزيادة كميات الدهون، وهذا مابيّنته الدراسة الجديدة التى عرضت في اجتماع الكلية الأمريكية للجراحين، وتعتبر الدراسة أن الأشخاص الذين يملكون عامل جسم كتلي الذي يقيس الوزن تبعاً للطول، فوق 25، مفرطين في الوزن، ولكن وفقاً للإرشادات الحكومية الأمريكية، فإن المرضى الذين يصل هذا العامل لديهم إلى 35 أو 40 مع إصابتهم بأمراض خطيرة، أو من يتعدى الوزن الإضافي لديهم الخمسين كيلوغراماً، هم المناسبون لعمليات ربط المعدة، التى تعتمد على إغلاق معظم أجزاء المعدة بحيث يدخل الطعام لجزء صغير جداً منها يتم وصله بالأمعاء، بينما يوصل الجزء غير المستعمل من المعدة بالأمعاء من الأسفل لطرح السوائل، فيشعر المريض بالشبع بكمية قليلة من الطعام، وإذا ما أفرط في تناول طعامه فإنه يتعرض للتقيؤ فوراً، فيفقد على إثره ثلاثة أرباع وزنه الزائد في السنة الأولى، ثم يفقد القليل بصورة تدريجية، إلى أن يصل إلى الوزن الملائم لطوله خلال السنة الثانية من إجراء العملية، وتساعد هذه العملية أيضاً في المحافظة على نسبة الوزن الجديد.
العملية بالمنظار
* متى كانت البدايات لربط المعدة وكيف تتم وهل يتم استخدام المنظار في ذلك؟
كانت بداية محاولات ربط المعدة في أواسط القرن العشرين، أي أن تاريخها يرجع لأكثر من 40 عاماً واتخذت عدة أشكال إلى أن استقر الحال على ربط المعدة ثم بدأ إجراء هذه العملية بجراحة المنظار منذ عام 1994م، وتتلخص العملية في ربط المعدة عمودياً بحيث يتم تقليص سعتها 30-50 ملم فقط، أما الجزء المتبقي فلا يستأصل وإنما بعملية الربط يكون قد استبعد فلا يعد من سعة المعدة، كذلك يتم تحزيم الجزء الأسفل من المعدة المربوطة لكي يعمل كمخرج جديد للمعدة ولكي يمنع توسع المعدة المربوطة، ونتائج هذه العملية حسب الإحصائيات جيدة جداً حيث يفقد غالبية المرضى 80% من الوزن الزائد خلال السنة الأولى بإذن الله، وبالمناسبة فإن تدبيس المعدة هو أكثر عملية تجرى بالمنظار في أوروبا.
وتجرى في أي عمر كحال باقي عمليات التجميل بين 18-60 سنة.
تعليمات الطبيب أولاً
* هل لهذه العملية مخاطر وما الواجب اتباعه لمن أجراها؟
من ناحية مخاطرها فهي بإذن الله قليلة جداً وغالبيتها تعالج دون الحاجة للجراحة، أما الفشل في إنقاص الوزن فعادة يحصل عند المرضى الذين يتناولون الحلويات ولاسيما السائلة منها Sweet Eater بكميات كثيرة وهذا النوع من المرضى لابد من توعيتهم قبل إجراء العملية، وبفضل الله فقد تم إجراء العديد عملية ربط للمعدة عمودياً بالمنظار لحالات سمنة مفرطة وخبيثة، ولكن أود أن أنبه إلى أن نجاح العملية يعتمد بعد الله على اختيار المريض المناسب للعمل الجراحي، وأن يكون الجراح ذا خبرة جيدة، وأن يلتزم المريض بتعليمات طبيبه ويداوم على مراجعته في الزيارات التي يحددها له الطبيب بعد العملية، كما أن على المريض اتباع تعليمات الطبيب فيما يختص بالأطعمة التي يسمح له بها للمريض حيث إن المجرى له عملية تدبيس المعدة يجب أن يخضع أول شهر لتناول السوائل ثم بعد ذلك أطعمة طرية وبما أن حجم المعدة بعد العملية أصبح صغيرا فسيحس المريض بالشبع سريعاً، إن مثل هذه العملية هي العملية التي يستطيع من خلالها المريض الذي يعاني من السمنة المفرطة أن يشفى منها بإذن الله بشرط اتباع تعليمات الطبيب بعد العملية.
تصغير وتحوير
* ما الفرق بين تصغير المعدة وتحوير الأمعاء؟
تصغير المعدة Restrictive Surgery يحد من قدرة المعدة على استيعاب الأطعمة - إلى ما يوازي حجم بيضة واحدة عادة - وأما تحوير الأمعاء فهو ماتقتضيه حالة المريض أحياناً حيث تقتضي تحوير مسار الأمعاء السفلية، وقد أخذت هذه العملية تلقى إقبالاً كبيراً مما يعكس تزايد حجم الشريحة السمينة لدينا، ولكي يكون الشخص مؤهلاً للعملية فينبغي أن يكون سميناً مرضياً، أو لديه مؤشر يصل إلى 40 أو أعلى، والسمنة المفرطة هي الزيادة على الوزن الطبيعي بـ 45 كيلوغراماً، اوالشخص الذي يزن ضعف وزنه، أو ان تكون كتلة الجسم لديه 35 فما فوق، والأطباء يجمعون على أن للوزن الزائد مضاعفات سلبية على سلامة الفرد الصحية تسبب الظهور المبكر لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والنوبات القلبية والدماغية بالإضافة إلى أمراض الرئة وآلام المفاصل ودوالي الساقين والآفات الجلدية والعقم وبعض أنواع الاورام المصاحبة، ويمكن أن تؤدي السمنة المفرطة الى متلازمة بيكويكيان التي تتميز بانقطاع النفس المتكرر اثناء النوم ، الأمر الذي يسبب ازعاجاً كبيراً للبدينين.
مضاعفات تقل عن 1%
* يقال إن جراحة تدبيس المعدة تخلص المرضى من السمنة المفرطة ومضاعفاتها تقل عن 1% ماصحة هذه المقولة؟
نشر مقال حول جراحة تدبيس المعدة وأنه خطر على البدناء في الصفحة 34 من جريدة الرياض يوم الأربعاء التاسع من شوال 1424ه الموافق الثالث من ديسمبر 2003م نقلاً عن رويترز، وقد أرسلت ل(عيادة الرياض) تعقيباً حول هذا الموضوع أكدت فيه أن المقال قد احتوى على العديد من المغالطات التي قد تسبب الرعب لدى المرضى الذين أجروا العملية أو الراغبين في اجرائها، وقد أورد عددا من الملاحظات التي تفند تلك المغالطات وهي:
أولا: إن الدكتور إيلمار ميركل هو خبير علاج بالإشعاع، ومن الغريب جداً أن يؤخذ كلام خبير أشعة في عملية جراحية بحتة فهي في غرابتها كأن يطلب من جراح أن يتكلم عن جهاز للأشعة الصوتية أو المغناطيسية.
ثانياً: يعمل الدكتور المذكور ضمن المركز الطبي بجامعة ديوك وقد أعد دراسته وتكلم عن النتائج الجراحية في المستشفيات الجامعية في كيلفلاند وهما جامعتان مختلفتان جداً، وبالتالي لا أعلم مدى دقة المعلومات التي قام بدراستها.
ثالثاً: يتكلم الطبيب المذكور عن عمليات جراحة التدبيس للمعدة ويعرض مخاطر عمليات تحوير الأمعاء التي قام هو بشرحها في نفس المقال وبالتالي اعتقد أن هناك بعض الاختلاط لدى الطبيب المذكور أو في ترجمة مقاله.
رابعاً: يتكلم الطبيب المذكور عن عمليات السمنة بالطريقة التقليدية بينما تم في خلال السنوات الخمس الماضية تطوير هذه العمليات ليتم اجراؤها بواسطة المنظار وبالتالي تم التغلب على معظم المضاعفات التي ذكرها الطبيب في تقريره، ومعروف عالمياً وبين الجراحين المتخصصين في هذا المجال أن نسبة المضاعفات من هذه العمليات بواسطة المنظار قد انخفض عشرات الأضعاف وأصبحت مشاكل الالتهابات والتجلطات وفك التدبيس التي ذكرها الطبيب تقل عن الواحدة في الألف وأقل من ذلك وهي مشاكل عادة ما تكون ليس لها علاقة بالعملية.
خامساًً: إن الطبيب ذكر أن النظم الغذائية والرياضية يجب أن تكون هي الحل الأول المستعمل لعلاج السمنة والحقيقة لا يختلف إخصائي السمنة معه على هذا الرأي، غير أن الدراسات المتعددة التي أجريت على هذه الطرق قد بيّنت أن نسبة نجاح هذه الطرق مجتمعة لا تتعدى 2.8% كما أن تطبيقها صعب لأناس يعانون من مشاكل الكسور، أمراض المفاصل، آلام العمود الفقري، صعوبة التنفس والشعور بالتعب بعد هذه التمارين الرياضية ومشاكل الشرايين والأوردة التي تجعل هذه الطرق عديمة الفعالية لإنقاص الوزن.
سادساً: كون المريض لا يحصل على النتيجة المطلوبة دائماً كما جاء في مقال الطبيب المذكور يعتبر تضليلاً للحقائق، حيث أثبتت الدراسات أن النتائج من هذه العملية تعتبر أفضل الحلول المتوفرة وبنسبة نجاح تتعدى 90% في التخلص من السمنة الزائدة وفي الحفاظ على الوزن الجديد.
سابعاً: لا يحتاج المريض بعد عملية تحويرالامعاء إلى أخذ الفيتامينات التكميلية إلا في نسبة تقل عن 5% وهي ليست على مدى الحياة ولكن لفترة معينة تقل عن السنة، حيث تستطيع الامعاء التأقلم مع هذا النقص وزيادة الامتصاص وغير ذلك من الطرق التي خلقها الله في الإنسان.
ثامناً: قول الطبيب إن جميع المرضى الذين تجرى لهم العملية يواجهون هذه المضاعفات فهذا غير صحيح، حيث إن نسبة المضاعفات في هذه العمليات حتى بدون المنظار لا تتعدى 5% أما عند إجراء العملية بالمنظار فإن نسبة المضاعفات تقل عن 1%.
تاسعاً: إن هذه العمليات معترف بها من قبل منظمة الصحة الأمريكية للغذاء والدواء (FDA) ولو كانت هذه المشاكل المذكورة كما قال الطبيب المذكور لتم منعها من قبل هذه المنظمة الشديدة القوانين، كذلك فإن القضاء الأمريكي شديد الصرامة على الأطباء وخاصة الجراحين، ولو كانت هذه المضاعفات كما قيل لتركها الجراحون الأمريكيون خوفاً من المشاكل المالية المترتبة عليها، والحقيقة أن الجملة الأخيرة من مقال الطبيب تبين صحة هذه المقارنة، حيث إنه توقع أن عدد الذين سوف يجرون العملية في العام 2003 قد يتعدى المائة ألف حالة في حين إن عدد من أجراها في الولايات المتحدة في العام 2002 لا يتعدى الستين ألفا.
نصائح قبل العملية
* د.عاطف هل أي طبيب يمكنه إجراء مثل هذه العملية ماهي نصيحتكم لمن يريد إجراءها وماهو المكان المناسب لإجراء العملية؟
لا يمكن إجراء مثل هذه العملية إلا من قبل طبيب متخصص، وعمليات تدبيس المعدة من الجراحات التي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وتعطي نتائج جيدة مع الأشخاص الذين تنطبق عليهم الخصائص التي من خلالها نستطيع أن نقول إن المريض سوف يستفيد من إجراء الجراحة، وذلك لأنها عملية كبيرة ودقيقة تحتاج لمهارة من الجراح، ونصيحتي الشخصية للقراء الاعزاء اختيار الطبيب الماهر والمتخصص والمكان المناسب لاجراء هذه العمليات فقد أصبح لدى الناس تخوف كبير من حدوث مضاعفات من هذه العمليات خاصة مشكلة التسرب من منطقة قص المعدة أو من خلال التوصيلة التي يتم إجراؤها أو من المشاكل الأخرى غير المتعلقة بالعملية كالتهابات الصدر الشديدة أو حدوث الجلطات، ولذلك اطمئن المرضى الأعزاء بأن اختيار الجراح المناسب والمستشفى المناسب يجعل حدوث هذه الأخطار تقل نسبتها عن 1% أي واحد في الألف ولكن الفوائد المرجوة وخاصة الطبية من هذه العمليات في رأيي الشخصي تستحق من المريض التفكير جدياً في هذا الحل وإجرائه.
خبر يهم النساء
* هل تشكل عمليات من هذا النوع مشكلات لدى النساء خصوصاً فيما يتعلق بالحمل والإنجاب؟
بالعكس فإن إجراء مثل هذه العمليات للنساء لايشكل عائقاً عن الحمل عند السيدات بل على العكس فقد أثبتت الدراسة التي أجراها الدكتور الجارودي أن نسبة العقم عند السيدات البدينات قد تصل إلى 50% وأن نسبة استجابة تلك السيدات من ناحية الانجاب بعد إجراء عمليات السمنة يصل إلى 100% والحقيقة أن إجراء هذه العمليات بالمنظار له مردود كبير على الشكل الجمالي للجسم حيث إن الندبات الصغيرة تختفي آثارها بعد مرور سنة من إجراء العملية، والغريب أن دقة إجراء العملية بالمنظارتتعدى دقتها بفتح البطن حيث إن المنظار يمكن تحريكه داخل البطن بسهولة والوصول إلى كل الزوايا المطلوبة، كما أن الطاقة التكبيرية للمنظار تتعدى الثلاث مرات للحجم الطبيعي للأشياء.
دور غرف العمليات
* التقينا برئيسة غرف العمليات السيدة كاتارينا ليبوفا بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي لتحدثنا عن أهمية غرف العمليات لإجراء مثل تلك العملية فقالت:
غرف العمليات التي تجرى فيها العمليات بأنواعها المختلفة يجب أن تكون مجهزة بمواصفات عالمية كي تساهم بالحد من انتقال العدوى بنسبة 100% كما أكدت أن استخدام الأدوات الجراحية ومباضع الجراحة من قبل الأطباء لمرة واحدة يمنع من انتقال العدوى بين المرضى كما يمنع من حصول أي التهابات وأعراض جانبية أخرى بسبب تلك الأدوات الجراحية أو غرف العمليات غير المجهزة بأجهزة مصممة خصيصاً وفق معايير الجودة لمنع انتقال العدوى.
التعقيم وقاية
وتقول الدكتورة ديرثي المشرفة على الأقسام الجراحية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي:
يجب على المراكز الطبية أن تولي الاهتمام الكامل والمحافظة التامة لعدم نقل العدوى من مريض لآخر، ويأتي ذلك من خلال الحرص على التعقيم المستمر للأدوات الطبية والعيادة بصفة عامة، والمركز هنا يولي اهتماماً بالغاً في هذا المجال فقد قام باتخاذ العديد من الإجراءات التي تكفل سلامة المرضى، بالإضافة إلى أن الأدوات الطبية في غرف العمليات تستخدم لمرة واحدة فقط حسب ما هو متبع في المراكز الطبية العالمية لضمان عدم انتقال الأمراض المعدية من مريض لآخر وتوفر طاقم تمريض مؤهل ومدرب على أنواع العمليات من أهم عوامل إنجاح العمليات وتعتبر هذه الخطوات عالية الكلفة ولكن لا شيء يقف ضد مصلحة وسلامة المريض، ومن ناحية أخرى من الضروري عدم إغفال مستوى التعقيم عند قيام أي مريض باتخاذ قراره بمراجعة أحد المراكز الطبية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved