Sunday 7th March,200411483العددالأحد 16 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(معاً في المربع الذهبي.. ولا مفرَّ من التشجيع) (معاً في المربع الذهبي.. ولا مفرَّ من التشجيع)
عبد الله بن عبد الرحمن الزيد

يتصور كثير من المهتمين والمتابعين أن (التعليق) بعامة والتعليق الرياضي بخاصة أنه - فقط - وصف حرفي عادي لما يجري أمام المشاهد أو لما تصل أحداثه إلى المستمع عبر الأثير.. والحقيقة والواقع خلاف ذلك تماماً.
الحقيقة تشير إلى أن التعليق والوصف عالم قائم بذاته له شروط وصفات ومواصفات منها ما هو موهبة واستعداد فطري مثل: الصوت وطريقة الأداء ومنها ما هو مكتسب ينمو ويتنامى مثل: اللغة والثقافة والخبرة..
وإضافة إلى ذلك ينبغي أن تكون هناك القدرة على نقل المتلقي إلى الأجواء الفعلية للحدث وإشراكه نفسياً إزاء ما يجري وكذلك التعبير - بالإنابة - عما يمكن أن يجول في خاطره من انطباعات وما يتردد في ذاته من استفهامات وتساؤلات ومن بين هذا وذاك تقديم معلومات غير معقدة ولا طويلة ولا مملة تشكل إضافة جميلة لما يعرفه المتابع عما يجري أمامه.
ولعل كثيراً من المتلقين والمتابعين ونحن منهم.. لعلنا نعترف بأننا تعبنا في السنوات الماضية ونحن نبحث وننتظر ونتوق إلى ذلك المعلق المقنع.. المعلق الأستاذ الذي يعجب ويطرب وبخاصة بعد رحيل الرواد الذين ابتعدوا عن مسألة التعليق بحكم الظروف المرحلية والشخصية.
لقد مضت سنوات ليست قليلة ونحن نفاجأ بين وقت وآخر بمعلقين أخطر ما لديهم هو رفع الصوت والاستخفاف والاستهبال والسقوط في درك الضحالة وقلة الوعي.. ولعلي هنا أشير إلى مسألتين مهمتين جداً نشعر - نحن المتابعين - إزاءهما بكثير من الحزن و (الأسى) و(الاشمئزاز):-
الأولى: تتمثل في ذلك الانصراف المزري عن اللغة العربية الفصحى بما تحمله من جمال ودقة وفروسية واستعمال نوع من العامية المخزية التي تخلو من الطعم واللون والرائحة.. ومن الطبيعي أني لا اقصد العربية المبسطة التي ترتقي بذائقة المتلقي.
أقول ذلك لأن اللغة المستعملة في التعليق ليست عامية فقط وانما هي من عامي العامي لغة أشبه ما تكون بلغة المزادات وصراخ الشوارع الأمر الذي يعطي (الحدث) ذاته طابعاً سمجاً ويجعل من السهل تصنيفه ضمن سياق البدائي والمتخلف.. لاشك اللغة مهمة جدا في هذا الصدد.
الأخرى: استعمال كلمات ومصطلحات عجيبة وغير صحيحة وتصديرها من ثم إلى المتلقي مثل: (الكرة مقطوعة من فلان) والمقصود أن (فلاناً) هو الذي قطعها ومثل:(يجلّي عنها).. ويقصد أنه لم يتمكن من اصطياد الكرة ولو بحثت في كل قواميس الأرض وفي كل جُمَل الدنيا وعباراتها لم تجد أيَّ سياق يمنح هذه العبارة ذلك المعنى إلا في ذهن الأجوف والمتردّي.. ويمكن أنْ نصنِّف في هذه المسألة تلك العبارات والجمل التي يخترعها بعضُ المعلقين بدون وعي والمقصود منها شد المتلقي أو إضحاكه وهي في الحقيقة لا تؤدي إلى شيء من ذلك.
وقبل أن أختم هذا التناول لا بد من تسجيل الإعجاب والإشادة بمجموعة من المعلقين الناجحين.. نعرفهم ويعرفهم أصحاب الذوق والوعي والمستويات الراقية.

يتبع


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved