قمت خلال الأيام القريبة الماضية بزيارة أحد الأصدقاء في المدينة الصناعية الثانية بمدينة الرياض، وعرجنا أيضا على صديق آخر في المدينة الصناعية الثالثة، وقد أسعدني كثيرا مدى الجهد الواضح الذي بذلته الدولة ممثلة في وزارة الصناعة في إيجاد مثل هذه المدن المنظمة.
حيث وفرت الوزارة مساحات كبيرة لكل مصنع يكفي احتياجاته وطاقته الإنتاجية على المدى الطويل أحيانا، حيث تجد المواقع للمصانع ميهأة بالكامل من كافة نواحي الخدمات التي يتطلبها قيام مصنع حديث.
كما لا يفوتني أيضا الإشارة لعملية الترتيب والتنظيم لكل موقع من حيث إيصال الخدمات وحتى اللوحات الإرشادية الحديثة.
وكذلك السماح لمرافق خدمية بالتواجد في هذه المدن خدمة لموظفي المصانع وعماله كالسوبر ماركات والمطاعم ومحطات البنزين والبريد.. الخ، كما يتضح أيضا للزائر سلاسة الوصول لكل موقع عن طريق الشوارع الرئيسية والخلفية بكل سهولة ويسر.
بالمقابل فقد شاهدت بأم عيني ما يشوه ويمحو مثل هذه الصورة الجميلة في مخيلة كل زائر للمناطق الصناعية حيث لا يخلو شارع من الشوارع الخلفية خاصة من أكوام المخلفات الإنشائية ومخلفات المصانع نفسها وأكوام الزبالة الاستهلاكية وحاويات النظافة الممتلئة التي لم تعلم ربما عنها شركة النظافة منذ أسابيع.
كنت أمر على أحد الشوارع وأنا أسد أنفي من الروائح التي تزخر بها بوابات المصانع وأسوارها، فعجبا.. كيف تم السكوت على هذا والزائر يأتي كل يوم ليشاهد النافذة الوحيدة لما نحن عليه من تقدم صناعي يشوهه منظر لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عنه أو المرور بجانبه مرور الكرام؟؟.
أكوام مأهولة من المخلفات والقاذورات، أما المصانع وكأن أصحاب المصانع لا يعنيهم الأمر لا من قريب أو بعيد، وكأن هذه المصانع هي مواقع مغلقة الاهتمام ينصب فقط بما في داخلها، أما ما وراء الأسوار فلا دخل لهم به.
أليس تلك الشوارع هي الواجهة المشرفة للمدينة الصناعية نفسها، لقد رأيت مخلفات مصانع تسد الشارع نفسه حتى ان الحاويات الخاصة بالبلدية لا يمكن زحزحتها من حجم المخلفات التي غطتها بالكامل،.
كما أن المصنع أيضا لا يساهم في وأد الصورة السيئة أمام الزائرة عندما يرى مثل هذه الصور الموغلة في الإساءة لمدننا الصناعية تتواجد أمام مصنعه ولا يعبأ بها مطلقا.
أرى أن تقوم إدارة المدن الصناعية بإلزام المصانع نفسها بنقل مثل هذه المخلفات من أمام مصانعها لتتضح الصورة التي يجب أن تكون عليها مصانعنا فهي أماكن إنتاج غذائية أحيانا، ومع ذلك فلا أحد يهتم بصحة البيئة هناك.
قيام المصنع ذاته بعملية نقل مخلفاته ومخلفات سكن عماله لها من المبررات الشيء الكثير، فعندما نرى أن التقصير قد جاء من شركة النظافة فربما هذا نابع من تقليل الخدمة النابعة من محدودية العقد الخاص بهم، لذا فإن التدخل العاجل والسريع من الوزارة ممثلة في إدارة المدن الصناعية بإلزام المصانع بالخدمة الذاتية أولى وأوجب من أن يستمر الأمر هكذا.. فمنها أن يتم المحافظة على البيئة كمنطلق لما تنادي به المصانع من أن حضورها الإنتاجي كجودة يعول عليها وطنيا.
ومنها إيجاد قناة توفير عن كاهل الوزارة في خدمة مدن صناعية تم إنشاؤها بمئات الملايين من الريالات.
وبالتالي فلا بد من مشاركة المستفيدين من هذه المدن بالقليل مقابل الكثير الذي تم توفيره لهم تحت مظلة تشجيع الصناعات الوطنية.
E-mail: NAJD_2003@YAHOO.COM |