عندما أكتب عن كلمة انتماء فإني أردت بذلك إجابة شافية لهذه الكلمة، فقد يكون لها معانٍ جمة.. ولكن القلة من يعرف ذلك.!
وعندما أعبر بهذه الكلمة للمدى البعيد وما ترمي إليه خاصة ونحن ننتمي لأرض واحدة، ومكان واحد، ومنهج وعقيدة وتزول المصالح الفردية فيما بيننا، ونتآزر ويشد بعضنا بعضاً.!
وأتساءلُ: هل غرسنا هذا المعنى الكبير في نفوس فلذات أكبادنا منذ صغرهم، حتى يعتادوا عليه ويطبقونه في حياتهم ويسيرون عليه؟.
إن الكلام وحده لا يكفي والمحك هو العمل.. فبرغم ما تربطنا به المواطنة من أبعاد إلا أن الالتزام غائب.. ومازلنا تدغدغنا الأماني الخرساء.. ونحن نصبو للأفضل والأحسن.. ونكره بعضنا بعضاً ونتحين الفرص المواتية للضيق بمن هو أكفأ منا.!
للأسف هذا هو الواقع الملموس الذي يصوره لنا مجتمعنا العريض.!
ومرد ذلك نفوسنا اعتادت على أن تأخذ ولا تعطي. ولا يشعر أحدنا بالآخر ، ولأن المدرسة والبيت لم تتعهد بغرس هذه الفضيلة في نفوس صغارنا ربما لو فعلنا لكان شأنهم أفضل وأحسن مما نشاهد.!
لماذا لا نلتقي عند مركز الخلق والعقيدة السمحة، حينها سوف ندرك حقاً ونحس أننا حققنا مبدأ الانتماء..!
ولكن ما يحدث هو العكس تماماً والصور مازالت تظهر أمامي.. حين يُظلم موظف ذو كفاءة وخبرة عاليتين من مديره الذي يرأسه، ويُفضِّلُ عليه من هو أقل منه خبرة.. لمجرد إنه َمنْ تربطه به صداقة ما أو معرفة..!
أين انتماء أبنائنا ورجالنا وهم يمارسون العبث والتخريب في وطنهم.. دون أن يكون في نفسهم رادع أو ضمير يوقظهم من سباتهم العميق..!
أين هم من الانتماء الذي لم يعتادوا عليه ولم يتعلموه منذ صغرهم وما نسميه حب الوطن واجب.!
وما أكثر ما نرى من تغييب الحقائق ويصبح الخطأ هو السائد في نفوس الضعاف ويتحول إلى ممارسة وأسلوب يتلذذ به الأقوياء.!
فالانتماء لا يزال وقف التنفيذ..
وبحاجة إلى من يتفهم أبعاده لكي يفهمه أولاً ويدرك قيمته الغالية، ثم يعمل له بوعي وصدق وهوى.
مرفأ :
قد لا يعرف بعضنا الآخر.. ولكنَّ هناك خيطاً متيناً يربطنا.. (انتماؤنا لشيء واحد).!
|