Sunday 7th March,200411483العددالأحد 16 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإرهاب لفرض الإرهاب باسم الإسلام! الإرهاب لفرض الإرهاب باسم الإسلام!
ناهد بنت أنور التادفي /عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

قال تعالى في محكم كتابه {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (29) سورة النساء. ظاهرة غريبة عن مجتمعنا، وبعيدة عن سلوكياتنا، ومخالفة لتعاليم ديننا الحنيف تمارسها وتقوم بتنفيذها دون رادع طغمة من المارقين الذين فقدوا اي حس انساني، وتاهوا في دروب الضلالة والغي، وكيف يمكن أن يقتنع أي مواطن يتعرض للقتل هو أو احد من افراد اسرته، وتتعرض ممتلكاته للتلف وبيته للخراب أن من يقوم بمثل هذه الأعمال المشينة ينتمي إلى دين الإسلام الحنيف؟ او انه يحمل حساً إنسانياً؟ او انه يقيم وزناً للنفس البشرية التي كرمها الله سبحانه؟ حيث قال في محكم كتابه {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (151) سورة الأنعام.
ولو ادعى باطلاً أولئك المارقون بأنهم يحملون ويدافعون عن قضية لابد أن نقف أمام سؤال؟ وأي قضية هي تلك التي تقتل الابرياء دون ذنب ودون سبب؟ اي نفس بشرية تقدم (بدم بارد) على قتل النساء والاطفال، وتدمير الممتلكات ونشر الرعب والهلع في صفوف الآمنين؟ وهل مر في تاريخنا القديم والحديث او في اي وقت من الأوقات ان تعرضت اوطاننا إلى مثل هذه الاعمال المشينة؟ ولماذا تحدث هذه الأعمال في هذا التوقيت والمملكة العربية السعودية تسير بخطا حثيثة لبناء المجتمع الحديث المؤسس على تعاليم الشريعة؟ وهل من فائدة ترجى من ترويع الناس الآمنين والعبث بأمن المملكة الهادئة المسالمة الملتزمة حدود الله والبعيدة عن التدخل في شؤون الدول الأخرى والساعية إلى خير مواطنيها وخير العرب والإسلام في شتى بقاع الأرض؟
ومن المستفيد من مثل هذه الأفاعيل؟.
إن من أبسط حقوق الفرد والجماعة هو حق الدفاع عن النفس بكل وسيلة ممكنة، فكيف إذا كان المستهدف هو الإنسان بشخصه وماله؟ قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} (33) سورة الإسراء، وهذه شريعة الله سبحانه آيات بينات واضحة صريحة لا لبس فيها ولا تأويل ولا متشابه، وقد جاء في محكم التنزيل شرحاً لأهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، قال تعالى:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (68) سورة الفرقان، ويصبح من واجب الدولة وكل فرد أن يقوم للدفاع عن نفسه ودينه ومجتمعه، وتقوم الدولة بكافة اجهزتها الأمنية والعسكرية بكل جهد للكشف عن تلك الوجوه القبيحة وتعريتها والكشف عن غاياتها، ولابد والحال هذه أن تنشط كل المؤسسات والجهات الرسمية والخاصة وكل المواطنين لاخذ الحيطة والحذر ومراقبة كل تحرك مشبوه والكشف عن كل خبيئة خبيثة، والضرب بيد من حديد لوأد الفتنة، وقطع الأفعى ورأسها.
ومع ذلك كله فقد أعلنت الدولة على لسان أعلى مسؤوليها المرة تلو المرة وما زالت تعلن بأن ابواب الرحمة مفتوحة لكل من غرر به ليعود إلى الجماعة نادماً لينال العفو، فمن جاء وعاد إلى جادة الصواب سلم، ومن ابى فستناله العدالة مهما طال الزمن، {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (72) سورة البقرة، ومن الغريب أن بعض هؤلاء الشواذ من أبناء الوطن، تربوا وترعرعوا على أرضه الطيبة الطاهرة، واكلوا من خيراته، وشربوا من مائه.. فهل يستوي في عقل عاقل أن يكون الوفاء نكراناً؟ بل وأكثر سوءاً بممارسة تخريب لممتلكات عامة وخاصة، وتقتيل الأبرياء، والإساءة إلى وجه الإسلام والإسلام منهم براء؟.
كيف يرضى من يحمل ولو بالاسم في هويته أنه مسلم أن يخالف ما انزل الله من آيات بينات وليس أمامه بالحياة الدنيا غير الخذلان وبالآخرة نار السعير؟ قال تعالى في محكم التنزيل { أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (32) سورة المائدة، ومن الغريب العجيب ايضاً أن تسمع ببعض فتاوى ما انزل الله بها من سلطان وهي خارجة بالمطلق عن اي مصدر من مصادر التشريع التي قامت عليها تعاليم الإسلام (الكتاب، السنة، الإجماع، القياس) فأين حجتهم فيما يفعلون؟ وهل ممارسة القتل والارهاب آتية من مصدر مشروع؟ وهل غاب عن فطنتهم قول الله تعالى في كتابه الكريم: { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (85) سورة البقرة.
إن رجالات المملكة يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، ساهرون على أمن الوطن والناس والممتلكات، وقد تابع العالم ذلك الحشد الأمني المنقطع النظير تنظيماً ومراقبة وحراسة رافقت الحجيج في أداء فريضتهم وأكملت واجبها بحمد الله على خير ما يرام ونعم الحجيج بالأمن والأمان، لكننا في المقابل تابعنا بعض أعمال ادخلت الرعب في قلوب المجتمع الذي لم يتعود على غير الحب والتسامح كما أمرنا الله سبحانه أن نفعل، ومن تراه في هذا العالم يسعى للإساءة إلى الإسلام؟ وهذه الأعمال التي تنسب الى الدين أبعد البعد عن الدين، ولو كان من المنفذين من يحمل صفة أنه مسلم فهو ليس أكثر من مارق مأجور مغرر به وضعيف الرأي والحيلة وربما خضع إلى عمليات غسل دماغ اخذته بعيداً عن جادة الصواب من اجل مغريات دنيوية تافهة.
لقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية في مقابلة مع سموه مؤخراً أموراً كثيرة كلها ساعة لخير البلد وأمن المواطن فقد قال سموه: لا يوقف في عمليات الملاحقة والمتابعة الا مدان ومذنب، والعمدة على أحكام القضاء في ذلك.. وهذا عين العدل وعين التطبيق الحقيقي للديموقراطية، وقد ركز سموه على مسألة الرحمة فقال إن الباب لايزال مفتوحاً لكل من يسلم نفسه ولو ارتكب خطأ او شارك في جرم فسيكون له نظرة خاصة ومعاملة خاصة تختلف عمن يقبض عليه، كما قال سموه: ان ما يجري على أرض الوطن هنا وهناك عمليات صغيرة لا تدخل في اطار الحرب العالمية على الارهاب، وهم قلة ضلوا سواء السبيل، وتبعوا أهواء من اضلوهم ولو كانوا يملكون الفطنة لادركوا ان اعمالهم هذه ما هي الا أعمال إجرامية لا يصح لمسلم ان يفكر في عملها.. هم افراد اساؤوا الى انفسهم اولاً والى اهليهم وسيوضع لهم نهاية في وقت غير بعيد بعون الله.
وفي إشارة تحية الى المواطنين الشرفاء قال سموه لقد اعلنا عن جوائز لمن يرشد ويدل على احد العصاة لكننا فوجئنا بوعي المواطنين واندفاعهم لخدمة الوطن فان الكثيرين ممن ابدوا تعاوناً وحماساً يرفضون المكافأة على الرغم من أن بعضهم في أمس الحاجة ويعاني ضعف الحال.. وهذا يدل على نبل مواطنينا.
نسأل الله سبحانه أن يظللنا بأمنه وأن يهدينا إلى الصواب والحكمة وأن يحمي بحماه المملكة ورعاتها الشرفاء وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أطال الله في عمره وسمو نائبه الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكل من انتمى اليهم بالخير والبركة، كما نرجوه سبحانه ان يدخل السكينة على قلوب الآمنين، ونسأله تعالى ان يهدي كل من انحرف وضلل ويدله بكريم فضله على جادة الصواب.. آمين.

الرياض - فاكس 14803452


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved