صباحُكِ أحلى من السكَّرِ
وأجمل من حُلُمٍ مُزْهرِ
وأعذبُ من شدو عصفورةٍ
تغرِّد في روضنا الأخضرِ
صباحُكِ أجمل من واحةٍ
ترى الشمس في يومها الممطرِ
وأجملُ من قطراتِ النَّدى
يُلأْلِئُها الفجرُ في البيدَرِ
ومن عطر أزهارِ بستاننا
إذا فاح في صُبْحنا المُسْفِرِ
ومن زَهْر أشجاره حينما
يصوغ النَّدى أَلَقَ المنْظَرِ
صباحُكِ أنْضَرُ من دوحةٍ
وأينع من غصنها المثمرِ
وأبهى من الشمس ساقت لنا
بشائر من وجهها الأنْوَرِ
وأصفى من الماءِ في جدولٍ
جرى في مسيلٍ من المَرْمَرِ
وأزهى من البدر لما بدا
أميراً على ليلنا المقمرِ
صباحُكِ أوراقُ زيتونةٍ
على مثلها السُّحْبُ لم تُمْطِرِ
يكاد يحدِّثني زيتُها
حديث النَّجاةِ إلى المُبْحِرِ
صباحُكِ أجمل من أحرفٍ
ينغِّمها الشعرُ في الأشْطُرِ
ومن كلمات المحبِّ التي
تعانق بعضاً على الأَسْطُرِ
صباحُكِ أضْوأُ من بسمةٍ
تضيء على ثغر مستبشرِ
وأعذَبُ من دمعةٍ أصبحتْ
تَرَقْرقُ في عين مستذكرِ
صباحُكِ أنتِ صباحُ المنى
وبشرى النجاح لمستبصرِ
صباحٌ ينضِّد من نوره
لآلئَ، لولاكِ لم تُنْثَرِ
هنا وقف الحسنُ في دهشةٍ
فلم يتكلَّم ولم ينظرِ
يسائلني منه إِحساسُه
عن الشِّيح والمسكِ والعَنْبرِ
عن الشعر والحب، هل أصبحا
حليفينِ في الأَثَر المُبْهِرِ
أذاكرةَ الحُسْنِ لا تسألي
فإني ذكرتُ، ولم تذكُري
وربِّكِ لولا لهيبُ الأسى
على جُرح أمتنا الأخطر
ولولا دماءُ الضَّحايا التي
تُراق على دربنا المُقْفِرِ
ولولا أنينُ الثكالى الذي
يُهيِّج حَسْرةَ مستعبرِ
ولولا تكالُب أعدائنا
على صَفِّ أمتنا المُدْبر
لحوَّلتُ صُبْحَكِ أُنشودةً
تردِّدها شَفَةُ الأعْصُرِ
من الشِّعر والحُبِّ لحنُ المدى
يقول برغم الأسى: أَبْشري