لا أدري تحديداً عن عدد الموظفين المسؤولين عن متابعة المواقع الممنوعة على شبكة الإنترنت في كلية الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وأتوقع أنهم أعداد كبيرة تستميت في مواجهة اخطبوط المعلومة الذي يطوِّقنا بشكل شرس ومتطرف.
لكن الذي أعرفه يقيناً أن عملية المنع التي يحرصون عليها بانتظام واستبسال منقطع النظير أنتجت جيلاً إلكترونياً من الشباب قادراً على اختراق (البروكسي) والاحتيال على أنظمة المنع بشكل محترف وحذق، مما جعل الإحصائيات العالمية تضعنا في المرتبة الثالثة على قائمة قراصنة الإنترنت، أو ما يدعون (بالهاكرز).
وأضحت عملية حجب المواقع عملية روتينية شكلية، بل بات هناك برامج معينة تحمَّل على الحاسب الآلي من مهمتها اختراق الحجب!!
وهذا التناقض الحاد بين الأقطاب أو النقائض يقودنا بالتأكيد إلى مشهد آخر، فشبابنا لربما يكونون من أكثر معدلات الشباب سفراً وتنقلاً على مستوى شباب العالم، ولكن في سفراتهم كانوا يحملون الأطراف والنقائض ذاتها، فإما ينزلقون في مظاهر الاستهتار والمجون والبحث عن الملذات حتى بات الشاب الخليجي يمثِّل ظاهرة عالمية قابلة للاقتناص والاستغلال من خلال مدخل الغرائز واستغلالها.
وفي النقيض أو الطرف المضاد هناك شباب الموت والدمار الذين يسوقون الموت عبر التفجيرات والمنظمات والخلايا النائمة للقيلولة.
أنا لا أستطيع أن أعمم هنا ولكن من يستطيع أن ينجو من هذه الصورة (الستريو تايب) التي باتت تطاردنا في أرجاء العالم؟؟
ما التركيبة الاجتماعية التي تسهم في صياغة هذا التطرف بشكله المنحرف والناشز والعاجز عن خلق صيغة توافقية منسجمة مع محيطها ومؤثِّرة فيه من خلال الإبداع والعمل والتطوير؟؟
|