ظلت الموسيقى تعزف في القاعة التي يتخذها مجلس الحكم العراقي مقراً لاجتماعاته وبقيت الطاولة الكبيرة التي وضع عليها خمسة وعشرون قلماً كان يفترض أن يوقع بها أعضاء مجلس الحكم العراقي الذين يتطابق عددهم مع عدد الأقلام، فحسب الطريقة الأمريكية كان من المقرر أن يحتفظ العضو أو عضوة مجلس الحكم العراقي بالقلم كذكرى لهذا اليوم التاريخي الذي يؤرخ لمرحلة جديدة من تاريخ العراق.. فالمناسبة هي توقيع مسودة قانون إدارة الدولة العراقية (الدستور المؤقت).. وكان يفترض أن يتم التوقيع يوم الجمعة.. إلا أن اليوم مر وظلت الفرقة الموسيقية تعزف والأقلام على الطاولة.. وجنرالات الاحتلال الأمريكي يطلون من على الشرفة التي تطل على القاعة.. في حين ظلت كراسي أعضاء مجلس الحكم فارغة.. لأن الأعضاء بقوا خلف الأبواب يبحثون بنود (الدستور المؤقت).
لماذا تأخر التوقيع من يوم الجمعة إلى يوم الإثنين..؟!
حسب ما ترشح وحسب ما ذكره القريبون من مشاورات أعضاء مجلس الحكم العراقي أن خمسة من أعضاء المجلس من الشيعة وهم السيد عبد العزيز الحكيم والدكتور إبراهيم الجعفري والسيد محمد بحر العلوم وموفق الربيعي والدكتور أحمد الجلبي قد اعترضوا على الفقرة (ج) من المادة 61 التي تمنح ثلثي السكان في ثلاث محافظات من محافظات العراق إمكانية رفض الدستور الدائم عبر استفتاء وتمنح هذه المادة الأكراد المقيمين في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك في شمال العراق، ولهذا فإن الاعتراض الشيعي يعتبر الإصرار على وضع هذه الفقرة هو (تفصيلاً) لإعطاء الأكراد قوة رفض ونقض أي مادة في الدستور العراقي القادم ما لم يرض رغباتهم في تكوين (كيان خاص) بهم ويقولون إن إبقاء الفقرة (ج) من المادة 61 يعطي للأقلية قوة تعطل رغبة الأغلبية، كما أن إعطاء الحق لثلاث محافظات قوة رفض الدستور سيشجع مناطق أخرى على الانفصال وتكوين كيانات خاصة بها، فمحافظات البصرة والناصرية والعمارة وهي محافظات الجنوب ذات الأغلبية الشيعية يمكن أن تقوم بنفس الفعل الذي يريد الأكراد الاحتفاظ به كسلاح لتقوية موقفهم الساعي لإقرار الفيدرالية.موقف الأعضاء الشيعة الخمسة ومنهم أربعة يمثلون قوة كبيرة فالسيد عبد العزيز الحكيم والدكتور إبراهيم الجعفري والسيد محمد بحر العلوم لا يمكن تجاهل رأيهم وما يمثلونه من أنصار، كما أن الدكتور أحمد الجلبي يظل رقماً مهماً كونه يمتلك الدعم الأكبر من قبل الأمريكيين وبالذات في البنتاغون.
هذا الموقف يصطدم برأي الأعضاء الآخرين في مجلس الحكم العراقي، ولكي نكون دقيقين فإن موقف الخمسة المعترضين يصطدم برأي معارض يستند لمواقف الممثلين الأكراد الخمسة ونظرائهم العرب السنة الخمسة الآخرين ويتعاطف معهم العضو الشيعي المهم الدكتورإياد علاوي ولم يعرف موقف العضوة التركمانية التي تنتمي للطائفة الشيعية..!! وممثل الطائفة المسيحية.
|