* باريس - القاهرة - الوكالات:
أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك، إلى جانب نظيره المصري حسني مبارك، انه يؤيد تحديث البلدان العربية شرط ألا يكون هذا التحديث مفروضاً من الخارج، معلناً (نعم للتحديث، لا للتدخل).
وأعرب الرئيسان اللذان أكدا مجدداً انهما (صديقان قديمان) عن توافق تام حول المبادرة الأمريكية (للشرق الأوسط الكبير)، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في ختام لقاء استمر ساعة في قصر الإليزيه، مساء الجمعة.
ويرمي هذا المشروع الذي طرحه الرئيس جورج بوش إلى تشجيع الإصلاحات الديموقراطية والانفتاح الاقتصادي في العالم العربي والبلدان الإسلامية الأخرى في (منطقة تمتد من موريتانيا حتى أفغانستان).
وقال الرئيسان الفرنسي والمصري إن إطلاق عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين واستقرار العراق هما (مقدمات) لأي تحديث في الشرق الأوسط.
وأعلن شيراك (نحن نؤيد التحديث من خلال التشاور والتعاون بين الدول).
وأضاف (في المقابل، نعتقد أن من المتعذر فرض أي شيء. وبطريقة أخرى، نقول نعم للتحديث ولا للتدخل).
واعتبر شيراك (نعتقد -وهذا هو أيضا شعور الرئيس مبارك، لذلك نحن نسلك الخط نفسه- ان أي تطور، أي تحديث في هذه المنطقة يفترض أولا تسوية مشكلة السلام بين الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي. لأن هذا هو محور الصعوبة).وقال (كذلك نعتقد ان من الملحّ إيجاد حل لمشكلة العراق تتيح إحلال السلام والاستقرار من خلال الحفاظ عللى وحدة العراق)، مضيفا ان (هذه هي مقدمات).
وأكد مبارك ان (جميع الجهود يجب ان تأتي من البلدان العربية)، معتبراً أن من الضروري أن تؤخذ في الاعتبار خصوصيات كل دولة و(استجابة حاجات بلدان المنطقة).
واعتبر الرئيس المصري أيضا أن (حلاً عادلاً) للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والوضع في العراق، من شأنه أن يتيح وحده (تعزيز الدعم الشعبي للإصلاحات وإزالة الشعور بالإحباط الذي يقود إلى الإرهاب).
وبعد الحرب في العراق، تسعى الخطة الامريكية إلى فرض تغييرات عميقة في المنطقة وفقا لمنظورها للأحداث وليس وفقا لرؤية دول المنطقة.
وتريد الولايات المتحدة طرح خطتها للشرق الأوسط خلال القمة المقبلة للدول الصناعية الثماني الكبرى في حزيران - يونيو.
لكن عددا من البلدان كمصر وفرنسا وألمانيا طرحت أيضا مشاريع مضادة.
من جهة أخرى، دعا مبارك نظيره الفرنسي إلى زيارة مصر لتدشين الجامعة الفرنسية في القاهرة التي وصفها بأنها (رمز للتعاون الاستثنائي).
وفي حديث أجرته معه صحيفة (لاريبوبليكا) الإيطالية في روما ونشرته صحيفة (الأهرام) المصرية قال مبارك إنه سيطلب من الرئيس الأمريكي جورج بوش عندما يلتقي معه في أمريكا في 12 نيسان - أبريل المقبل توضيحات حول مبادرة الشرق الأوسط الكبير.
و حذّر مبارك من أن أي محاولة لفرض نمط موحد للإصلاح علي المنطقة من خارجها ستأتي بنتائج عكسية ويمكن أن تسبب هزات عنيفة كما حدث في الجزائر منذ 12 سنة.
وقال إن المبادرة الأمريكية يكتنفها الغموض وشدد مبارك على أن مصر لا تحتاج إلى دروس من أحد وأنها قطعت طريقاً طويلاً بالفعل نحو الإصلاح وطالب بضرورة احترام التقاليد والثقافة لشعوب المنطقة وأن يجرى الإصلاح بطريقة تدريجية.
وأكد مبارك أن مصر لم تبتدع الإرهاب بل كانت أولي ضحاياه وأوضح أنه لكي يتم اجتثاث الإرهاب من جذوره يجب تبني العدل في التعامل مع قضايا المنطقة.
ودعا إلى ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وشدّد الرئيس مبارك في هذا الحديث علي أن أي محاولة لفرض نمط موحد للإصلاح على جميع الدول العربية لا تقوم على التشاور المسبق والتنسيق الوثيق لن تأتي إلا بنتائج عكسية.
وأضاف أن هذا الموقف لا يعني رفض المساعدات الخارجية للمجهودات العربية، وإنما يعني الترحيب بأي مجهودات تسعي لتعزيز قدرة كل من دول المنطقة على إجراء الإصلاح المنشود وفقا لخططها الذاتية المبنية على ظروفها وإمكاناتها وقدرة مجتمعاتها على استيعابها واحترام إرادتها.
وحذّر مبارك من أن هناك مخاطر بفتح أبواب الجحيم على مصاريعها في منطقة الشرق الأوسط ما لم تخضع المبادرة الأمريكية للإصلاح السياسي والديمقراطي في الشرق الأوسط إلى دراسة دقيقة.
وقال إن هذه المبادرة لن تقضي على مشاعر الإحباط واليأس الناتجة عن عدم تسوية مشكلات المنطقة واتباع معايير مزدوجة في التعامل معها الأمر الذي يؤكد ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ويرى مبارك أن عدم توخي الحذر ربما يؤدي إلى وقوع المنطقة في دوامة من العنف والفوضى مما يؤدي إلى عواقب غير محمودة للجميع وستذهب أي بارقة أمل في الديمقراطية أدراج الرياح.
|