* بغداد - د. حميد عبد الله:
يتفنن العراقيون هذه الأيام في اكتشاف الطرق التي توفر لهم الأمن وتجنبهم المخاطر سواء داخل منازلهم أو أثناء ذهابهم من والى أماكن عملهم, وما أن يغلق العراقي بابا من أبواب السطو ذات السلب أو القتل بوجه المجرمين حتى يفتح محترفو الجريمة باباً أوسع وهكذا تستمر لعبة القط والفأر بين المواطنين والعصابات من غير رادع أو قانون يحمي الناس مما هم فيه من خوف وقلق دائم. والعراقيون يرددون مقولة باتت شائعة بين الناس تقول: (وما تدري نفس من أي حزب نقتل)، فمن لم يمت على يد عصابة يموت بيد فرقة اغتيال تابعة لهذا الحزب أو ذلك ولا أحد يستطيع أن يوقف طاحونة الدم والرعب والدمار.
وفي بغداد تتوفر اليوم العديد من الأسواق والمشاتل المخصصة لتجارة الحيوانات المختلفة ومن بينها الكلاب واللافت أن سعر الكلاب شهدت ارتفاعا ملحوظا.
خلال الأشهر التي أعقبت احتلال العراق وهي في تصاعد مستمر ولا سيما تلك المستخدمة في الحراسة بسبب عدم استقرار الوضع الأمني في البلاد. يقول السيد صباح العزاوي صاحب إحدى المشاتل المتخصص في بيع الحيوانات والطيور في الأعظمية أن الطلب على كلاب الحراسة ارتفع خلال الأشهر القليلة الماضية بنسبة 50% ولا سيما كلاب الوولف الذي يستخدم في حراسة البيوت وتتراوح أسعاره بين (30-300) ألف دينار 200 دولار.
والدوير مان الذي وصل سعره إلى 400 ألف دينار ويشير إلى أن الباعة في سوق الغزل, وهو أكبر سوق لبيع الحيوانات في العراق, يمارسون أنواعاً مختلفة من الغش في بيع الكلاب، إذ يقوم البعض منهم بطلاء الكلب الأسود العادي بالحناء وتنصب اذناه بنوع معين من الصمغ ويباع على أنه أحد أنواع الوولف مرتفعة الأسعار.. إلا أن الأمر سينكشف بعد بضعة أيام.
ويذكر أن هناك أنواعاً أخرى من الكلاب المستخدمة في الحراسة كالبوكسر والبتبول والجاجاو، أما كلاب الزينة فتتراوح أسعارها ما بين (70-700) ألف دينار ويقول ياسين محمد العبيدي صاحب أحد محلات بيع الكلاب في شارع عمر بن عبد العزيز: إن السنوات العشر الأخيرة شهدت اختفاء معظم أنواع الكلاب النادرة ولا سيما كلاب الزينة بعد أن طالتها عمليات التهريب وتباع بأضعاف سعرها الحقيقي، وأن أغلب المشترين يفضلون كلاب الحراسة الشرسة التي تقطع آذانها وذيولها لتضفي عليها ميزة جمالية. أما كلاب الصيد فقد انخفض الطلب عليها بشكل ملحوظ لانقطاع الناس عن القيام برحلات الصيد التي كانوا يمارسون فيها صيد الطيور والحيوانات البرية في منطقة الجزيرة بسبب الوضع الأمني، ويقول أحد باعة الكلاب الحراسة إن هذا النوع من الكلاب قد ارتفعت أسعاره في الوقت الحاضر إلى أكثر من أربعة أضعاف قياساً بأسعارها قبل الحرب, إذ أصبح من الصعب الحصول عليها لامتناع الأهالي في المناطق المحاذية لبغداد مثل اليوسفية والطارمية والراشدية عن بيع كلابهم لحاجتهم إليها للحراسة بسبب تردي الأوضاع الأمنية في الوقت الحاضر. مما أدى إلى شحها في الأسواق وارتفاع أسعارها ودفن الكثيرين من أصحاب العيادات والمحلات المتاجرة بما متوفر.
وأكد أن الكلاب كغيرها من الحيوانات طالها التهريب خارج العراق مما أدى إلى اختفاء أنواع كثيرة من كلاب الحراسة والزينة وارتفاع أسعارها، إذ تباع المهربة منها بالعملة الصعبة الأجنبية أو بالعملتين السورية والإيرانية، حيث يتم إخراج الجراء الصغيرة في رحلات السفر إلى الدول المجاورة وتابع هناك بأسعار مضاعفة من قبل المهربين.
|