* بغداد - د. حميد عبدالله:
قال علماء عراقيون متخصصون بالذرة :إن الرئيس العراقي صدام حسين هدد بإحالتهم إلى المحاكم العسكرية في حالة عدم تعاونهم مع المفتشين الدوليين الذين أجروا مسحاً شاملاً للعراق في ضوء القرار 1441 في العام الماضي.
وكشف الدكتور سعيد عبدالفتاح الدليمي أحد أبرز علماء الذرة العراقيين طيلة العشرين عاماً الماضية أن العراق نجح خلال عام 1995 من تقليص الفجوة النووية بينه وبين إسرائيل الى ما لا يزيد على 3% لصالح الأخيرة غير أن الرئيس العراقي السابق قد أمر بإيقاف العمل بالبرنامج النووي فجأة عام 1996 ومن غير سابق إنذار ومن دون أسباب واضحة. وأوضح العالم العراقي أن علماء الذرة العراقيين نجحوا في تخصيب اليورانيوم 60 واستمرت تجاربهم لسنوات أخرى وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تخصيب اليورانيوم 90 الذي يعد خطوة تجعل صناعة السلاح النووي أمراً مؤكداً. ويؤكد الدليمي وهو أستاذ متخصص في الليزر وتطبيقاته العسكرية أنه كان يعمل في مجمع نووي عملاق في منطقة الطارمية (50 كم شمال بغداد) وفجأة وردتهم تعليمات بترك العمل والتوجه إلى هيئة التصنيع العسكري من غير أن يعرف السبب الحقيقي لذلك التحول المفاجئ مشيرا إلى أن عدداً كبيراً من علماء الذرة اتجهوا للعمل كأساتذة في الجامعات العراقية فيما غادر عدد آخر إلى دول عربية بحثاً عن فرص الرزق.
وكشف عالم الذرة العراقي أن المخابرات العراقية قد أبلغتم على لسان صدام حسين أن عليهم أن يبوحوا للمفتشين بكل شيء وإلا فإنهم سيحالون إلى المحاكم العسكرية بتهمة (تعريض البلد لأخطار محدقة). ويفسر الدليمي تخلي صدام عن برنامجه النووي بأنه يعود لعدم توفر الإمكانات المادية لديه فضلا عن عدم وجود الرغبة السياسية ولا العزيمة النفسية لدى الرئيس المخلوع للاستمرار في هذا البرنامج. في هذه الأثناء أكد مصدر في وزارة التعليم العالي العراقية أن عدد علماء الذرة العراقيين الذين تم اغتيالهم منذ شهر آيار الماضي وحتى الآن بلغ 6 علماء معظمهم يعلمون في الجامعات العراقية مشيراً إلى أن أحداً لم يعرف على وجه الدقة الأسباب والدوافع وراء استهداف علماء الذرة العراقيين. يذكر أن عددا آخر من علماء الذرة العراقيين قد تمت تصفيتهم خارج العراق ومن بينهم الدكتور طالب قصب الجنديل الذي وجد مقتولا في شقته في ليبيا حيث ذهب للتدريس في إحدى الجامعات الليبية.
|