بعض النساء يا عزيزتي القارئة يطالبن أزواجهن ويلحن في قضاء إجازة الصيف خارج المملكة، على أن ذلك يعطى النفس متعة حقيقية ويذيب متاعب العام كله.. والحقيقة التي لا يجادل فيها أحد هو أن القصد من الاستمتاع بعطلة صيفية أو شتوية هو ترك المدينة أو المكان الذي يقيم فيه الإنسان طول العالم، وليس بالضرورة أن تكون تلك الهجرة إلى خارج البلاد، فبلادنا الواسعة نجهل الكثير من جوانبها، فأجواؤها مختلفة متعددة الأحوال، وقد يشاهد الإنسان في عادات أهالي بعض المناطق النائية عن مدينة الرياض ما يجعله يختلف كثيرا عما تعود عليه هنا، فالمناطق الجنوبية مثلا كأبها، ونجران، وبلاد غامد، وزهران في بيئاتها ألوان تختلف عما ألفناه هنا من حيث الطبيعة كالجبال العالية والنباتات، بل فيها ما يشبه الغابات الخضراء التي تكسو جبالها ووهادها، الطقوس هناك تختلف، وقد لا يحس المرء في بعض مناطقها بفصل الصيف حيث يندر وجود الحرارة فيها، بينما تهامة تنعم بصيف طول العام..
هل زرت يا سيدتي واحدة من عشرات المناطق؟؟ لماذا؟؟ ألا توفرين على رب أسرتك هذه الرحلات الطويلة والغربة البعيدة بما يشبه النزهات في بلادنا السخية، وتعلمين أولادك حب كل جانب من جوانبها، ولتدخلي في مخيلتهم صورا جميلة متعددة عن طبيعة هي ملكهم، ومصدر إلهام أجدادهم السالفين حين ساروا في أجزائها يذودون عن كل شبر منها إلى أن أصبحت مصر عطاء لهذا الجيل الخلف.. ألا ترين عزيزتي القارئة أن جهل أولادك عنها طمس لمعالم تاريخ أمته ومواراة لمروءات جمة؟!
عنان الرواف |