* إعداد - عبدالرحمن السريع:
هذا الموضوع بصفة عامة عن ذوي الحاجات الخاصة، وعلى وجه الخصوص عن المصابين بالتوحد، يُعد من الموضوعات التي لها الصدارة في رعاية ذوي الحاجات الخاصة، بغية الوقاية والاحتراز من تأثيرات الإصابة بالعوق والعجز الذي يؤثر عليهم في بدء حياتهم، والذي يمكن تخفيف حدته أو علاجه في مراحله الأولى، حين يمكن إتاحة فرص الحياة باعتدال وبتكيف مع متطلبات الحياة واستمرار تواصل حياة المصابين بالتوحد لتخفيف العوق والعجز الذي يعانون منه. ويعنينا بادئ ذي بدء أن نوضح المصطلحات والمفاهيم الخاصة بهذا الموضوع الحيوي، من خلال دراسة للمحاضر الدولي الاستاذ ياسر بن محمود الفهد وتشمل ذوي الحاجازت الخاصة والعوق، والتوحد، والتدخل المبكر...
ذوو الحاجات الخاصة
ففي البداية تحدث المحاضر الاستاذ ياسر الفهد مؤكداً أنه في الوقت الحاضر ومن وجهة النظر الإنسانية يجب ألا نصف المصابين بالعوق، بالوصم والذي من خلاله نصف المعاقين بالعجز والاضطراب والشذوذ في الصفات الخلقية، حيث لم يُعد يستخدم العوق في العديد من المؤسسات والهيئات والأفراد والعاملين في مجالات الرعاية الصحية والتربوية والسلوكية والاجتماعية لذوي الحاجات الخاصة. لذلك نورد فيما يلي التعريف والمفهوم لذوي الحاجات الخاصة كالآتي:
الأطفال ذوو الحاجات الخاصة: يُشير مصطلح «الحاجات الخاصة» إلى وجود اختلاف جوهري عن المتوسط أو العادي، وعلى وجه التحديد، فما يُقصد بالطفل من ذوي الحاجات الخاصة، أنه الطفل الذي يختلف عن الطفل العادي والطفل المتوسط من حيث القدرات العقلية، أو الجسمية، أو الحسية، أو من حيث الخصائص السلوكية، أو اللغوية أو التعليمية إلى درجة يُصبح ضرورياً معها تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات المساندة لتلبية الحاجات الفريدة لدى الطفل. ويُفضل معظم التربويين حالياً استخدام مصطلح الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، لأنه لاينطوي على المضامين السلبية التي تنطوي عليها مصطلحات العجز أو الإعاقة وما إلى ذلك.
والسؤال الذي يرد إلى أذهاننا الآن ما مقدار الاختلاف الذي يُعتبر عنده الطفل «ذا حاجة خاصة»؟ والإجابة تتوافر في تعريف كل فئة من فئات التربية الخاصة وآراء العالمين من ذوي الاختصاصات المختلفة، قد تتباين بشأن مدى الاختلاف وطبيعته فالاختلاف المهم من وجهة نظر طبيب الأطفال مثلا قد لايكون كذلك بالنسبة للمربي أو العكس أو الذي يعمل في ميدان الخدمة الاجتماعية.
وما يُهمنا في هذا الصدد هو نظرة التربويين، التي تتمثل في اعتبار الطفل طفلاً خاصاً إذا كان وضعه يتطلب تعديل أو تكييف البرنامج التربوي والممارسة المدرسية. وعلى أي حال، فإن ما يفصل النمو الطبيعي عن النمو غير الطبيعي، ليس خطاً دقيقاً وإنما واسع نسبيا لأن النمو الإنساني بطبيعته يتصف بالتباين وفقاً لما يُعرف من الناحية النفسية بأسس الفروق الفردية.
هذا ولا يقتصر مفهوم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، على الاطفال المصابين بالعوق، بل هناك أطفال آخرون من الموهوبين يندرجون تحت هذا المفهوم.
الأطفال غير العاديين: ويندرج تعريفهم مع تعريف الأطفال ذوي الحاجات الخاصة المشار إليه آنفاً ويمثلون الأفراد ذوي الحاجات الخاصة غير العادية وهم الأفراد الذين ينحرف أداؤهم عن أداء الأفراد العاديين، أي عن الأداء العادي (الطبيعي/ أو السوي) فيكون فوق المتوسط أو دون المتوسط بشكل ملحوظ وإلى المدى الذي يجعل الحاجة إلى البرامج التربوية الخاصة بهؤلاء الأفراد، حاجة ضرورية.
الأطفال المعرضون للخطر: هم الأطفال الذين تزيد احتمالات حدوث الإعاقة أو التأخر النمائي لديهم عن الأطفال الآخرين، بسبب تعرضهم لعوامل خطر بيولوجية أو بيئية. ومن عوامل الخطر البيولوجية الخداج، والاضطرابات الوراثية، والاختناق أثناء الولادة، والأمراض المزمنة الشديدة، وتتعدد عوامل الخطر البيئية والتي منها تدني الوضع الاقتصادي وأثره على إضعاف بنية الصغار، وإصابتهم بالأمراض التي تعيق نموهم الطبيعي.
وتضم فئات ذوي الحاجات الخاصة، كلاً من المعاقين (المصابين بالعوق) والموهوبين (المتفوقين والمبدعين) وهناك عدة اعتبارات للحكم على فرد معين بأنه من ذوي الحاجات الخاصة، ويُعد ذلك من الأمور الأساسية، التي على أساسها وضع الفرد من ذوي الحاجات الخاصة، ضمن الفئات التي تحتاج إلى رعاية وتأهيل وتوجيه ومن هذه الاعتبارات التي يجب مراعاتها ما يأتي:
مدى القدرة ومدى القصور أو العوق، فأنواع القصور التي يتعرض لها الإنسان، ينتج عنها عاهات أو عجز، إما أن تكون في قصور القدرات الحسية ويشمل هذا القصور:
العوق السمعي والعوق البصري، والقصور العصبي، والقصور في القوام والحركة، والأشكال الأخرى من الأمراض المزمنة. وكذلك مدى الاضطرابات الانفعالية ومدى الاضطرابات الاجتماعية.
العوق:
لاستكمال التعريف الشامل لذوي الحاجات الخاصة، علينا أن نوضح المفهوم الاجرائي للمصابين بالعوق، والذين يتسم سلوكهم بالعجز عن ممارسة الأنشطة الحياتية، كغيرهم من الأسوياء نتيجة للإصابة الحركية أو الحسية أو السلوكية أو الاجتماعية للظاهرة المراد دراستها، والتعريف الاجرائي يُعد ضرورة، عند التعريف والتجريب العلمي من الناحية الاجرائية حتى يمكن تعريف المصابين بالعوق، ومن ثم فإن المصابين بالعوق (المعاقين): هم من الذين يتسمون بأنهم أفراد من الناحية العمرية، إما ان يكونوا أطفالاً أو شباباً أو متقدمين في أعمارهم ويُصنفون على أنهم غير عاديين، أي شواذ أو غير طبيعيين، عند المقارنة بمن هم في مثل أعمارهم الزمنية وجنسهم، كما أنهم غير متوافقين، أي يُعانون من سوء التكيف نتيجة لحالتهم الصحية، أو النفسية، أو العقلية، أو الاجتماعية غير العادية، وإنهم يعانون من قصور وظيفي يترتب عنه إعاقة جسمية عضوية حسية، أو حركية، أو إعاقة عقلية، أو انفعالية أو اجتماعية.
والعوق هو مايترتب عنه العجز والقصور في الأداء غير العادي للمصاب بالعوق، ويُحد من أعماله وأنشطته الجسمية والعقلية، ويكون نتيجة لمسببات وراثية (أي خلقية أو ولادية أو أساسية) أو يكون نتيجة لمسببات بيئية (أي مكتسبة أو ثانوية) ويترتب عنه آثار صحية، أو نفسية، أو انفعالية، أو اجتماعية، تحول بين المصاب بالعوق وبين أدائه وتعلمه للأعمال والأنشطة في حياته اليومية الجسمية أو العقلية التي يؤديها الفرد العادي (والذي هو في مثل عمره الزمني) بدرجة من الكفاءة والمهارة والنجاح.
الأسباب الرئيسية لحدوث العوق: الأفراد من ذوي الحاجات الخاصة، يختلفون عن الأفراد العاديين. والتباين والاختلاف يمكن ملاحظته من الأداء المستمر أو المتكرر، وهو أداء يظهر منه الاخفاق في القدرة على التكيف والنجاح عند ممارسة الأنشطة الأساسية التربوية والشخصية والاجتماعية.
وللحكم على فرد بأنه مُعاق، وأنه يُعاني من إعاقة معينة، يجب ان نميز بين المفاهيم التي تستخدم عندما نحدد تصنيف ذوي الحاجات الخاصة، حيث تتداخل المصطلحات الخاصة بأحداث الإعاقة، التي تحدث في العادة في المراحل التالية، حيث اقترحت هيئة الصحة العالمية WHO مايحدث للفرد قبل أن يُصبح معوقاً.
الإصابة: وهي الأساس لحدوث العامل المسبب للإعاقة، وتعني فقدان أو شذوذا (عن الطبيعي أو العادي) وهي إما دائمة أو مؤقتة (أي مرحلية)، تُحدث قصوراً أو نقصاً في أحد الجوانب النفسية أو العقلية أو الجسمية (الفسيولوجية أو البيولوجية) للفرد.
الحالة المرضية: وهي التي تنجم من المرحلة الأولى، وتؤثر على الحالة الصحية للفرد، حيث تبدو عليه مجموعة من العلامات أو الأعراض، ويُصبح الفرد واعياً بهذه الأعراض، وعندئذ يقال إنه يمر بحالة مرضية.
التوحد (الاجترارية):
التعريف بالتوحد (الاجترارية) يُصنف التوحد على أنه من الاضطرابات الانفعالية الحادة التي تحدث في الطفولة، ومن ثم فهو يُصنف على أنه من الاضطرابات النمائية المحددة واختلفت مسمياته مثل:
-توحد الطفولة المبكرة أو الفصام الطفولي أو الاجترار العقلي والتفكير الاجتراري أو ذهان الطفولة أو النمو غير السوي في الطفولة.
واعتبر فقدان التفاعل الاجتماعي والعُزلة التي يعاني منها الأطفال، دليلا على العلاقة المرضية الشديدة بين الطفل وأمه، وإلى الاتجاهات السلبية من الوالدين تجاهه.
تصنيف التوحد في الوقت الحاضر:
في الوقت الحاضر يعتبر التوحد اضطرارياً، أو ملازماً له، ولذلك يُعرف سلوكياً Behavior. والمظاهر المرضية الأساسية تظهر قبل أن يصل عمر الطفل إلى 30 شهراً، حيث تتضمن الاضطرابات التالية:
اضطراب في سرعة أو تتابع النمو (مراحل النمو)، اضطراب في الاستجابات الحسية للمثيرات، اضطراب في الكلام واللغة والسعة المعرفية، واضطراب في التعلق أو الانتماء للناس والأحداث والموضوعات.
سمات أطفال التوحد:
أشار هوارد واورلنسكي 1980 إلى السمات التي يتصف بها الأطفال عند الإصابة بالتوحد وهي:
- العجز الجسمي الظاهر: وقد يترتب عن ذلك شكوك الأم بأن طفلها أصم أو كفيف.
- البرود العاطفي الشديد: حيث يفتقد الطفل الاستجابة لمشاعر العطف والانتماء من الآخرين، ويعتقد الأهل أن الطفل يعزف عن صحبة الآخرين ولا يهتم بأن يكون وحيداً.
- تكرار السلوك النمطي: مثل سلوك اهتزاز الجسم إلى الأمام وإلى الخلف أثناء الجلوس والدوران حول النفس، وترديد كلمات محددة أو جمل معينة لفترة طويلة من الوقت.
- سلوك إيذاء الذات ونوبات الغضب، وصعوبة تعامل الأهل مع الأنماط السلوكية الشاذة كأن يعض الطفل جسده حتى ينزف، أو يضرب رأسه بالحائط، أو بقطع أثاث حادة حتى يتورم الرأس ويُصبح لونه أسود أو أزرق.
- الكلام النمطي: الأطفال عند التوحد يتصفون بالبكم، فهم لايتكلمون ولكن يهمهمون ويكون التكرار النمطي للكلام مباشراً وقد يحدث متأخراً.
- قصور السلوك: أي التأخر في نمو السلوك، فقد يكون العمر الزمني للطفل عند التوحد خمس سنوات، بينما سلوكه يتماثل مع سلوك الطفل العادي ذي السنة الواحدة من العمر، وهو يفتقد الاستقلالية بل يعتمد على الآخرين في طعامه، أو ارتداء ملابسه.
التوحد والعوق العقلي:
التدقيق في ملاحظة سلوك التوحد، يمكن تمييزه عن العوق العقلي، حيث تتشابه السمات السلوكية بينهما، وفيما يلي ايضاح «مرفق»للسمات الخاصة بكل منها:
تشخيص التوحد في العمر المبكر من الطفولة:
هل يمكن تشخيص التوحد في العمر المبكر من الطفولة من أجل التدخل المبكر؟
الواقع يصعب تشخيص اضطراب التوحد في مرحلة المهد أو الرضاعة، وقد يتم التشخيص عندما يكتمل الطفل عامه الثاني وأسباب الصعوبات تتمثل في:
- عدم اكتمال الأنماط السلوكية للطفل قبل عامه الثاني ومن ثم صعوبات التشخيص.
- إصابة الطفل بالعوق العقلي، يترتب عنها التركيز على العوق العقلي واغفال تشخيص التوحد وعدم اكتشافه.
- مشكلات اللغة وتأخر النمو اللغوي، مما يعاني منه طفل التوحد، قد لا تسمح بإجراء تقييم للمحصول اللغوي.
- قد تكون مظاهر النمو طبيعية، ثم يحدث فجأة سلوك التوحد وفقدان المهارات وخاصة عندما يتجاوز عمر الطفل العامين.
- قد يكون للوالدين دور في تأخر التشخيص للإصابة بالتوحد، نتيجة عدم الدراية والخبرة بمراحل النمو والمشكلات المصاحبة.
- قد يواجه الطبيب صعوبة في تحديد اضطراب التوحد، ومن ثم يكون تقييم الإصابة على أنها من مشكلات النمو البسيطة أو الطارئة.
التدخل المبكر:
وتحدث الاستاذ االفهد عن خدمات التدخل المبكر علاجياً فأشار إلى أنه خلال العقدين الأخرين، تم التوسع في خدمات وبرامج التدخل العلاجي المبكر للأطفال دون السادسة من العمر، ونتج عن ذلك:
- تزايد الوعي بأهمية الخبرات المبكرة في المراحل الأولى من العمر في نمو وارتقاء الإنسان، وتضاعف هذه الأهمية للأطفال من ذوي الحاجات الخاصة.
- التحول الذي تم في الرعاية الاجتماعية لذوي الحاجات الخاصة، حيث أصبح من الضروري حصولهم على الخدمات الخاصة في البيئات الأساسية التي يستخدمها الأطفال العاديون، مثل بيئة الأسرة ودور الحضانة والمدارس التمهيدية.
- الاعتراف المتزايد بأن الأطفال الرضع وأطفال الحضانة من ذوي الحاجات الخاصة، لهم حقوق في الحصول على فرص متساوية مع من هم في مثل أعمارهم الزمنية، وبهدف تنمية وتطوير قدراتهم واستعداداتهم.
مراحل الطفولة والتدخل المبكر
تقسم مراحل الطفولة من حيث سياسات التدخل المبكر إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الوليد والطفل الحضين وتمتد من الميلاد مباشرة وحتى نهاية السنة الأولى من العمر، ويطلق على الطفل في هذه المرحلة الطفل الرضيع وان كانت الرضاعة تمتد حتى عامين من العمر.
المرحلة الثانية: مرحلة طفل الحضانة وتمتد من نهاية السنة الأولى من الميلاد حتى بداية الطفولة المبكرة إلى 36 شهراً من حيث الميلاد.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية (التعليم الأساسي) وتمتد من 3 سنوات إلى 5-6 سنوات ويُسمى الطفل آنئذ طفل ماقبل التعليم الأساسي.
وأفضل الممارسات المطبقة حالياً في التدخل المبكر هي:
- التدخل المتمركز حول الأسرة وليس الطفل من ذوي الحاجات الخاصة.
- الاعتماد على الاتجاه البيئي-الوظيفي في تحديد محتويات المنهج من خلال تحليل خصائص بيئات الطفل، وفي التدريس من خلال الابتعاد عن الطرق الجامدة والمنظمة بدرجة عالية.
- التكامل أي تقديم الخدمات في البيئات الطبيعية للطفل.
- تدريس الحالة العامة، أي تدريس الطفل تعميم المهارة أثناء اكتسابها.
- الاعتماد على نموذج الفريق عبر التخصصات.
- التخطيط لعمليات الانتقال والتحول، خاصة الانتقال من خدمات المستشفى إلى خدمات المنزل أو مركز رعاية الطفل، ومن مركز رعاية الطفل أو الأسرة إلى خدمات ما قبل المدرسة، ومن خدمات ما قبل المدرسة إلى المدرسة.
ومن حيث ان الأسرة هي المحضن الأساسي لأبنائها سواء كانوا من الأسوياء أو من ذوي الحاجات الخاصة، فإنه يتعين إبراز دور الأسرة كمؤسسة اجتماعية أساسية في رعاية أبنائها الصغار، وخاصة عندما يكون الأطفال مصابين بالعوق والعجز.
التعديل السلوكي الاجتماعي:
اكتشف «ليوكانر» عام 1943م اضطراب التوحد، وشاركه زميله «ليون ايزينبرج وقاما بتحديد اضطرابات السلوك الاجتماعي عند الإصابة بالتوحد. وأهم هذه الاضطرابات والصعوبات:
- الانسحاب من المواقف الاجتماعية والانعزال والتقوقع وصعوبة التعامل مع الآخرين.
- لا يهتم بالآخرين، بل يتجاهل من حوله، ويهتم بالجوانب المادية الموجودة حوله.
- يتعامل مع أجزاء جسم من حوله بصورة منفصلة، فإذا لعب بيد شخص بجانبه فكأن اليد جزء منفصل عن جسد من بجانبه.
- يفتقد القدرة على التواصل البصري فهو لايطيل تركيز البصر نحو موضوع معين.
- يفتقد السلوك المقبول وفق المعايير الاجتماعية، مثل في حال الشراب أو الأكل.
- يهتم بالجوانب الخلقية لمن يتعرف عليهم، ولكن لايقيم علاقات اجتماعية أو صداقة معهم.
- لايدرك مشاعر الآخرين ولا يهتم بهم، ولايفرق بين الناس والأشياء، ولايبذل أي مجهود لتفادي التعثر في الناس إذا كانوا في طريقه، أو الاهتمام بحاجياتهم.
- اختلاف الإحساس العاطفي والعلاقة بالآخرين فالارتباط مع الوالدين له مظاهر غير ثابتة، والمشاعر والعواطف في المواقف الاجتماعية غريبة وغير متوقعة.
- صعوبة القدرة على إدراك أفكار الآخرين على إدراك ما يدور في أفكار الآخرين، خاصة وأنهم لايدركون المفاهيم المجردة، بل يطلق بعض علماء النفس على التوحد مسمى العمى الإدراكي، حيث لا يدرك المصاب بالتوحد - مثلاً- معنى الخداع والتضليل.
صعوبات القدرات اللغوية:
يواجه أطفال التوحد صعوبات في القدرة على التواصل بصور ومستويات متباينة، وتتمثل في:
مرحلة ماقبل التواصل اللفظي:
الطفل العادي عندما يصل إلى العام الأول، لديه القدرة على سلوك الانتباه المزدوج فهو يمكنه ان يؤشر باصبعه تجاه شيء معين بينما طفل التوحد يندر ان يكون سلوكه بهذه الكيفية.
التواصل غير اللفظي:
الطفل العادي يتواصل بطريقة غير لفظية حيث يستخدم الايماءات بمصاحبة الكلام أو التعبير عن انفعاله ويصاحب ذلك تواصل بصري بينما عند طفل التوحد تلميحات الوجه وقسماته لا تتوافق مع نبرات الصوت، ولا تنسجم الايماءات مع الكلام.
صعوبات الكلام:
يصعب على أطفال التوحد تنمية وتطوير القدرة على الكلام وغالباً ما يعانون من خرس وظيفي، يصاحب بمشكلات تواصلية عديدة.
والقلة من أطفال التوحد، الذين يتمكنون من تنمية وتطوير القدرة على الكلام، فإن قدرتهم على الكلام تتصف بالصفات التالية:
المصاداة: وتتمثل في ترديد الكلام المسموع من الصدى حيث تتم مباشرة بعد سماع الكلام أو مرور بعض الوقت، والأمر عادي بالنسبة للطفل العادي ولهذا يجب التأكد ما إذا كانت المصاداة بالنسبة للطفل طبيعية، إذ إنها تتوقف قبل أو عند بلوغ الطفل 3 سنوات فإذا استمرت فإن الطفل يكون مصاباً بالتوحد.
واللغة المجازية: وتمثل عبارات لغوية مجازية خاصة بطفل التوحد وهي لغة يُعبر بها طفل التوحد لشيء معين قد لايفهمه إلا من يحيط به.
والكلمات الجديدة: وهي تسمية أشياء بمسميات خاصة بالطفل التوحدي، حيث لايعرفها إلا المحيطون به.
والاستخدام العكسي للضمائر: وهو الصعوبة في استخدام الضمائر بشكل صحيح.
ومكونات اللغة: حيث يعاني أطفال التوحد من مشكلات وصعوبات في مكونات اللغة، تتمثل في الصوتيات والمفردات وبناء الجمل ودلالات الألفاظ.
السلوك الاستحواذي المتكرر:
وهو السلوك الخاص بفقد المرونة وعدم القدرة على التخيل، وخاصة خلال ممارسة اللعب حيث يفقد أطفال التوحد الابداع والتجديد والتخيل. كما يفتقد أطفال التوحد القدرة على التخطيط، ويتصف أسلوبهم في حل المشكلات بالجمود، ويعود ذلك إلى وجود خلل في الفص الأمامي من المخ وهو المسؤول عن السلوك الاستحواذي لدى أطفال التوحد.
ويتباين أطفال التوحد في ظهور السلوك الاستحواذي، فالبعض يظهر السلوك في اللعب، عندما يصف أشياء بطريقة نمطية متكررة في أنحاء المنزل.
بينما آخرون يظهر لديهم أثناء أداء الواجب المدرسي، كأن يضع نقطة أو علامة بعد كل كلمة يكتبها.
وبصفة عامة فإن المشكلات النفسية الخاصة بالصعوبات النمائية عند الإصابة بالتوحد، ترجع إلى التلف الذي يلحق بالمخ أو بعض أجزائه، ويعد ذلك من أهم الموضوعات التي تشغل بال الباحثين في الوقت الحاضر.
الرعاية التربوية والتعليمية:
ثبت ضعف الافتراض القائم على أن العوق العقلي غير قابل للتعليم، وأيضاً بالنسبة لأطفال التوحد. ولهذا فإن الرعاية التربوية والتعليمية لأطفال التوحد يتبع فيها ما يأتي:
البرامج التربوية:
وبصفة عامة هذه البرامج تتسم بالمرونة والتلقائية، كما ان أطفال التوحد تتاح لهم المرونة الكافية للتعامل مع مواقف الحياة في المستقبل.اختيار المدرسة المناسبة التي تتفهم طبيعية المشكلات والصعوبات الخاصة بطفل التوحد حيث تتوافر في برامجها المرونة التي تتماشى مع حاجات الطفل الفردية الخاصة.
أفضل نسبة لعدد المتعلمين إلى المعلمين: يفضل ألا يزيد عدد المتعلمين من المصابين بالتوحد عن ثلاثة متعلمين لكل معلم، حتى يتمكن المعلم من تركيز انتباههم للنشاطات التعليمية والتدريبية.
مستوى التحصيل التعليمي: يتطور لدى أطفال التوحد، حتى في حال التحاقهم بالمدارس لفترة قصيرة (سنتين مثلا) والذين يحصلون مستوى تحصيلي جيد، يمكنهم تحقيق نتائج طيبة في حياتهم العملية.
القدرة على التواصل: يمكن تعليم أطفال التوحد عملية اخراج الأصوات ونطق الكلمات وتكوين الجمل الكلامية وفق قدراتهم الفردية مع القدرة على توصيل المعاني والأفكار والتجارب عن طريق الحوار الاجتماعي.
لغة الإشارة: وهي ضرورية في تطوير القدرة على التواصل، للمساعدة في التعبير عن الأفكار وإيصالها للمتلقى.
تحديد الحاجات التربوية: ويقوم بتحديدها الاخصائي النفسي الذي يقوم بتقييم حالة الطفل، ويشارك في ذلك المعلم وأخصائي النطق إضافة إلى الدور الفاعل للأبوين.
الدمج: البرامج القائمة تقوم على الدمج الحسي لأن اضطراب التوحد، يضعف من القدرة على تنظيم المثيرات الحسية (السمعية، البصرية، الشمية، الذوق، الإحساس بالضغط والجاذبية والحركة ووضع الجسم) ولذلك فإن أطفال التوحد يعانون من اضطراب الدمج الجسمي، ولهذا يجب أن تكون هناك برامج فردية لكل طفل حسب حاجاته الحسية والنمائية الخاصة.
التدخل المبكر المأمول:
الأسرة: الفاعلية والأدوار مع أطفال التوحد عند التدخل المبكر:
للأسرة دور كبير وفاعل في تقدم الطفل من ذوي الحاجات الخاصة، بصفة عامة، وطفل التوحد بصفة خاصة، ذلك لأن تدريب الطفل من حيث ساعات العمل في المدرسة، لا يتعدى منتصف النهار، بينما يقضي الطفل باقي الوقت في المنزل ونهاية الاسبوع وفي المناسبات، مما يستدعي ان تلتزم الأسرة بحضور الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسات ذات الاختصاص، كالبرنامج التربوي للطفل، وتتعاون مع المعلمين باستمرار في برامج الطفل المنظم، وتهيئة الهيئة المناسبة في المنزل، حتى تساعده للوصول بنجاح بقدر الإمكان وتعمل على تعديل سلوكه.
ومن حيث فاعلية دور الأسرة، فقد تخلت أغلب المؤسسات التعليمية الناجحة في عالم الغرب، عن وجود برامج السكن الداخلي، والتي تبعد الطفل عن أسرته طوال العام، واستعاضت بالبرامج النهارية العادية، ليعود الطفل لمنزله في نهاية اليوم الدراسي.
والواقع ان رعاية الأسرة وحنان وعطف الأبوين، يمثلان الجهد الأساسي في فاعلية رعاية أطفال التوحد والمصابين بالعوق، كأساس للتدخل المبكر القائم على علاج الطفل وتعديل سلوكه.
وقد قامت الدكتورة سميرة عبداللطيف السعد -بجامعة الكويت- بدراسة حول: قضايا ومشكلات التعريف والتشخيص والتدخل المبكر مع أطفال التوحد، وخلصت النتائج إلى إعداد برنامج تربوي وتعليمي، لتحديد حاجات الأطفال المصابين بالتوحد، من وجهة نظر الآباء، والذي يعد ضرورة من ضرورات التدخل المبكر مع أطفال التوحد.
وكان ترتيب أولويات الحاجات التدريبية والتعليمية من وجهة نظر الآباء- كما يأتي:
- تنمية التحكم في العضلات الكبيرة والدقيقة والمهارات الحركية.
- التدريب على تناول الطعام بصورة مناسبة.
- تدريب الطفل على السلوك المناسب في المواقف المتعددة.
- السعي نحو تعديل بعض أنواع السلوك غير المرغوب فيه مثل الضرب والقفز والبصق.
- التدريب على استخدام وسيلة تواصل مناسبة له مع الآخرين، لفظية أو غير لفظية.
- التدريب على كتابة الكلمات البسيطة (مهارات معرفية).
- تطوير مهارات الاعتماد على النفس.
- التدريب على استخدام المرحاض في قضاء حاجته.
- توفير نشاطات ترفيهية ممتعة للطفل والمشاركة في نشاطات اجتماعية مع آخرين.
- تطوير مهارات مهنية تخدمه مستقبلا في حياته الاجتماعية.- تدريب الطفل على الجلوس لأطول فترة ممكنة.
- التدريب على الاستجابة للمؤثرات السمعية والبصرية.
ومن المهارات الهامة لدى أطفال التوحد، تدريبهم على الاستقلالية الفردية أي تنمية القدرة على الاختيار بين البدائل، ومنحه حرية أكثر في المجتمع. ويجب اتصاف البرامج بالمرونة، والتعزيز المتواصل الايجابي، والتقييم المنظم، على ان يكون هناك فريق استشارة وتدريب على رأس العمل من قبل متخصصين.
وجود أساليب التدخل التي تعمل على التخفيف من حدة إعاقة التوحد في بعض الحالات. وهذه الأساليب ليست علاجاً للتوحد، وإنما دورها مساندة البرامج التربوية والسلوكية لأطفال التوحد.
من هذه الأساليب:
- الحمية الغذائية.
- جرعات هرمون السكرتين.
- العلاج بالفيتامينات (خاصة Bb + مغنسيوم).
المراجع: اعتمد المحاضر في دراسته على جملة من المراجع في هذا المجال منها:
- التوحد: (ماهيته، أسبابه، أساليب التعامل معه، وحدة البحوث والتطوير، أكاديمية التربية الخاصة) الرياض.
Kirk, S. & Gallagher, J. (1989). Educating Exceptional Children . (6th ed.) Boston; Houghton Mifflin.
- حقائق عن التوحد: سايمون كوهين، باتريك بولتون -ترجمة د.عبدالله ابراهيم الحمدان، إصدار أكاديمية التربية الخاصة - الرياض-1421هـ -ص.ص 62-74.
- دكتور طارش مسلم الشمري: الأطفال التوحديون: أساليب التدخل ومقومات نجاح البرامج، ندوة الإعاقات النمائية - تنظيم جامعة الخليج العربي ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - البحرين (19-21 محرم 1421هـ - 24-26 ابريل 2000م) ص.ص 134-135.
- دكتور محمد عبدالرزاق هويدي: استراتيجيات وبرامج التدخل المبكر.
- دكتورة سميرة عبداللطيف السعد: قضايا ومشكلات التعريف والتشخيص والتدخل المبكر مع أطفال التوحد.
العوق
الطفل المعوق ينتمي ويتعلق بالاخرين ولديه وعي اجتماعي نسبي
الطفل المعوق عقليا يفتقد القدرة على التغيير اللفظي والإدراك الحركي والبصري
الاستخدام اللغوي والتواصل مع الآخرين محدود للغاية
العيوب والعجز الجسمي نسبته أعلى عند الإعاقة العقلية
يختلف السلوك النمطي باختلاف الإعاقة العقلية
التوحد
يفتقد الطفل التعلق بالاخرين، حتى عند وجود نسبة ذكاء متوسطة لديه
الطفل عند التوحد غير قادر على التعبير اللفظي ولديه قدرة محددة للإدراك الحركي والبصري
صعوبة الاستخدام اللغوي، وإن وجدت اللغة فهي غير عادية.
العجز الجسمي والعيوب الجسمية أقل
السلوك النمطي ظاهر، والحركات الكبيرة مثل التأرجح تتم في صورة نمطية
|