تساءل الكثيرون من محبي حارس القرن الآسيوي محمد الدعيع عن السبب وراء إبقائه احتياطياً في مباراة منتخبنا أمام إندونيسيا خصوصاً وان الذي كان يقف في المرمى حارس صاعد لم يمتلك بعد الخبرة والتجربة الكافيتين.
ولهم الحق في ابداء ذلك التساؤل فعملاق مثل الدعيع عندما يجلس على كرسي البدلاء فذلك حدث غير عادي يثير التساؤل بالفعل.
ولكن ذلك لا يعني أبداً الاعتراض أو الاحتجاج على رأي المدرب وقراره فالجميع يعلم ان ذلك من صلب صلاحياته ومسؤولياته.
وإذا كان محمد الدعيع يجلس احتياطيا وهو الذي تجاوز الثلاثين من عمره بقرار فني من المدرب فإن ذلك يذكرنا ببدايات هذا العملاق عندما كان احتياطيا ثانيا وليس أولاً لحارس منتخب الناشئين في مونديال الصغار باسكتلندا عام 89م خالد تميم الذي تم استبداله بعد إخفاقه في بداية كأس العالم وانكشاف إمكاناته الحقيقة والتي كانت متواضعة للغاية فأتيحت الفرصة لزميله واحتياطه الأول شاكر العليان ليحل بديلا عنه ولم يكن حاله بأفضل من زميله، وكل ذلك كان بقرار ورأي من المدرب وكان الجميع محترما لتلك القرارات لأنها صادرة من صاحب المسؤولية والصلاحية (!!)
الذي وجد نفسه مضطرا بعد مضي عدة مباريات في كأس العالم أن يفك قيد محمد الدعيع ويتيح له الفرصة للوقوف في المرمى الأخضر فقاد ذلك العملاق الصغير زملاءه للفوز بأكبر إنجاز كروي سعودي وعربي على مستوى العالم.
ومن هنا فإن جلوس محمد الدعيع احتياطيا لمحمد شريفي الأقل خبرة وتجربة وإمكانات فنية يجب ألا يزعج محبي هذا العملاق فذلك لا ينتقص ولا يقلل من شأنه مثلما لم يقلل من شأنه أنه كان ذات يوم احتياطيا وبقرار فني للثنائي خالد تميم وشاكر العليان اللذين انتهى بهما المطاف مع الكرة سريعا فيما تربع الدعيع على قمة الحراسة السعودية والعربية والآسيوية ونال بكل جدارة لقب حارس القرن في آسيا ومثّل الأخضر في ثلاث نهائيات لكأس العالم.
|