كتبتُ في 9-1-1425هـ مقالة بعنوان: (إن كنتم للرؤيا تعبرون)، ولقد ذَيَّلتُ تلكم المقالة برابط يربطني مع القرَّاء الأعزَّاء.. وكان الغرض من ذلكم الرابط أن أستمع النقد الهادف؛ ليكون خطوةً لي نحو كل هدف جميل، وفكر منير ثاقب، وما فكَّرتُ فيه حصل، لكنه بشكل قليل، والذي لم أحتسب له حساباً كان هو ما يفاجأني!! يومان كاملان لم يهدأ جهازي المحمول من الاتصالات!!
وبعد كل اتصالات أقسم أني أضحك (بعنف)، كيف لا وكل الاتصالات التي تَرِدُني تُرصَّع بكلمة (الشيخ سليمان!)، ثم تتبع بكلمة (عفا الله عنك.. عندي رؤيا). وكانت إجابتي لكل مَن واجهني بذلك هي ابتسامة أرسلها لهم عبر الأثير، وأعقبها بأني لستُ من أهل تفسير الرؤيا، وقبل ذلك لستُ (شيخاً)، فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فأين أنا من هذه الكلمة؟!
حقيقة الأمر، ما أنا إلا طالب جامعي من (صعاليك الأدب)، ولست شيخاً مُفسِّراً كما حصل.. يبدو لي -والله أعلم- أن ثُلَّة من البشرية ما زال عندها التصديق الأعمى، الذي أعتبر ضرره أكبر من نفعه!
ويا ترى ما الذي يمنعني حينها أن اقول لهم: إني (مفسر للأحلام)، وأقول لأحدهم: أنت ستمرض بعد أيام؟! وأقول للآخر: (مبارك عليك الوليد القادم)، وهكذا.. لكنها أمانة سأُسأل عنها أمام الرب تبارك وتعالى. من هنا أُكرِّر ما قلتُه: إن للرؤيا أهلها المعتبرين، ورجالها المختصين، ويجب على الأمة أن يكون عندها الوعي التام.. والضمير الحي.. الذي يجعلها تجس الأشخاص لتعرف مهنة كل إنسان، وموهبة كل آدمي.. فاللابسون ثيابَ غيرِهم كُثر.. ولا بدَّ من شخص أحوذي يقف متمعِّناً لما يُحاك له.. وينظر بمنظار العقل.. قبل أن ينظر لنبض عاطفته. وأخيراً أعتذر لكم سلفاً وخلفاً وأقول: (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه).
سليمان بن فهد المطلق - بريدة
|