* جدة- سامية محمد العباسي:
تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على كلية عفت، بدأت كلية عفت فعاليات الندوة الثانية للتعلم والتقنية تحت عنوان ( التقنية الطريق إلى التعلم العالمي) وذلك مساء الثلاثاء الماضي بفندق جدة هيلتون ( قاعة الهيلتون).
وقد شارك في الندوة التي تستمر ثلاثة أيام صاحب السمو الملكي الأمير بندر الفيصل الذي تكرم سموه بتوزيع الجوائز على المشاركين في الندوة وصاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت سعود بن عبد المحسن وبعض من سمو الأميرات والسيدة سعاد الحسيني الجفالي المتحدث الرئيسي للندوة ونائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على مركز العون للأطفال المعاقين بجدة والسيدة شميمة بارفين خبيرة علوم التربية بشركة أديوتك منطقة الشرق الأوسط ولفيف من سيدات المجتمع بمدينة جدة.
كما تم في نهاية الندوة حوار مفتوح أداره الدكتور- أحمد بن محمد السيف مدير جامعة الأمير سلطان الأهلية وتحدث في الحوار الدكتور مازن عبدالرزاق بليلة عميد كلية إدارة الأعمال وعضو مجلس الأمناء والدكتور عبدالغني مليباري رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة حيث بدأت الندوة بالسلام الملكي ثم تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم بعدها ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على كلية عفت كلمة قالت فيها:
يطيب لي أن أرحب بكم في هذا اليوم المميز والذي نفتتح فيه الندوة الثانية للتعلم والتقنية التي تنظمها كلية عفت بالتعاون مع مؤسسة Edutech في بادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى المؤسسات التعليمية في المملكة وأضافت سموها أن عالمنا اليوم لا حدود له فالعولمة بمفهومها الذي نعيشه اليوم تحتم علينا أن نكون جزءا لا يتجزأ مما يدور حولنا وحتى نستطيع أن نلعب دوراً فيه متجاوزين العقبات والتغيرات التي قد نواجهها ، علينا أن نتزود بالعلم والمعرفة لتفعيل التقنية وتشغيلها، فالتقنية في يومنا هذا تعد من أهم المقومات التي يتم التنافس من خلالها في مختلف المجالات الصناعية والاقتصادية والتعليمية على مستوى جميع الدول بقطاعيها الحكومي والخاص لتصبح التقنية بذلك روح العصر وبوابة المستقبل التي تتجلى من خلالها الرؤيا الواعية لمستقبل الأجيال القادمة.
ونحن اليوم في كلية عفت- الرائدة في التعليم التقني- باعتبارنا إحدى مؤسسات القطاع التعليمي الخاص واستشعارا منا لواجبنا الوطني نحو المجتمع وخدمة الجيل حرصنا أن نتكاتف مع الجهات الحكومية والخاصة لنكون جزءا من عملية التطور وعاملاً مساهما في دفع عجلة التنمية الوطنية ومن هنا تبلورت فكرة ندوة التعلم والتقنية والتي تقام هذا العام تحت عنوان
( الطريق إلى التعلم العالمي)، والتي نتمنى أن تكون فعالياتها نواة البداية لمشاركة جادة بين مختلف القطاعات من أجل تطوير أدائنا واعطاء دورنا تجاه مجتمعنا دفعة قوية تعود محصلته بالفائدة المرجوة على الاجيال من حيث تأهيلهم واعدادهم لمستقبل مليء بالتحديات، ويسعدنا أن تحظى الندوة الثانية للتعلم والتقنية بمشاركة وطنية على مستوى من الخبرة والكفاءة، من قبل نخبة من الأكاديميين والمفكرين المتميزين بوطننا الحبيب بالإضافة الى مجموعة من الخبراء النابغين في مجالات التقنية والتعليم الإلكتروني والذين قدموا من شتى البقاع للمشاركة في هذا الحدث الفريد واثراء الندوة برؤاهم وخبراتهم فنتوجه للجميع بالشكر نيابة عن كافة أعضاء مجلس أمناء كلية عفت على تفضلهم في تقديم محاضرات هذه الندوة.
كما نتوجه بالشكر الى مؤسسة EDUTECH للتقنية لاستمرار تعاونهم مع كلية عفت في تنظيم هذا الحدث الفريد المميز والشكر موصول كذلك الى جميع الشركات والمؤسسات التي ساهمت برعاية الندوة وأخص بالشكر مركز شروق لاعادة التأهيل ومؤسسة عكاظ للنشر والتوزيع وشبكة قنوات ART الفضائية وجميع الجهات الأخرى التي ساهمت في رعاية هذا الحدث .
بعد ذلك ألقت سعاد الحسيني الجفالي المتحدث الرئيسي للندوة كلمة بعنوان التقنية والتغير العالمي وأثره على التعليم والاقتصاد العالمي جاء فيها: إن عملية التنمية الفنية كانت تتم في الماضي وعبر التاريخ بخطوات صغيرة وهذه العملية البطيئة كانت أسهل عل الناس في فهمها والتكيف معها أما في زماننا المعاصر فان عملية التقدم التقني تسير بخطى سريعة غير مسبوقة في التاريخ الحضاري للإنسان فهي تقفز في تقدمها بخطى تجعل الكثيرين من الناس يجدون صعوبة في التكيف مع المفاهيم الجديدة التي يقدمها لنا التطور التقني، وعن علاقة التعليم بالتقنية الحديثة قالت سعاد الجفالي ان التعليم في المملكة العربية السعودية هو شأن حديث جداً ففي سنة 1952م، كانت طريقة الكتاب في التعليم هي الشائعة في التعليم عند العامة ويقتصر التعليم فيها عادة على قراءة وحفظ القرآن الكريم وعلى معرفة الفرائض الدينية.
وفي سنة 1959م، أصدر جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله مرسوما ملكيا بفتح المدارس الرسمية للبنات تحت اشراف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبعا لهذا المرسوم عرفت المملكة العربية السعودية زيادة دراماتيكية في عدد المدارس والاقبال على التعليم وحقق شعبنا في الخمسين سنة الأخيرة تقدما حقيقيا في التعليم حيث ازداد عدد المدرسين من الجنسين زيادة سريعة جداًُ وتضاعف الإقبال عل التعليم أكثر من 60 مرة منذ 1952 ( من 25000 في اواخر الخمسينات الى أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة) في وقتنا الحاضر.
كما بلغ عدد المدارس الان حوالي 13000 مدرسة نظامية من مختلف المستويات وفي مدننا الكبيرة تكثر الجامعات والمعاهد الاصغر مثل المعاهد الفنية والمدارس التجارية بالاضافة الى ست كليات مرتبطة بجامعات امريكية.
ان تعليم البنات في المملكة في تصاعد مستمر وان أكثر من نصف طلاب جميع مؤسسات التعليم ما بعد الثانوي هم من الاناث وعلاوة على ذلك فان الطالبات الاناث غالبا ما يحققن معدلات نجاح افضل من تلك التي يحققها الطلاب الذكور فعلينا ان نركز على التعليم مع التأكيد على استعمال التقنية الحديثة.
انني أعتقد ان نظام تعليم جيد بالاضافة الى تأسيس قوي في المعرفة التقنية هما افضل تحصين للشباب ضد التطرف في كافة مظاهره وايضا هما حجر الزاوية لبناء التلاحم الاجتماعي وايجاد التكافؤ في الفرص، وان التعليم مقرونا بالمعرفة الفنية واستخدام التقنية الحديثة هو العامل الجوهري للارتقاء والتقدم الذي يجعل للتعليم شمولية وعالمية أكثر دلالة ومغزى.
وعن مشكلة البطالة قالت: إن حكومتنا الرشيدة تحاول أن تحل مشكلة البطالة بواسطة خطة السعودة التي تفرض على شركات ومؤسسات القطاع الخاص وعلى الوكالات الحكومية اعطاء اولوية للمواطنين السعوديين عند التعاقد مع قوى عاملة لكن الاخفاق في توريد عمال مدربين جيدا يعيق عملية توظيف السعوديين وخصوصا في القطاع الخاص ولتطوير احتياجات سوق العمل فاننا نحتاج الى ربط برنامجنا التعليمي مع أنظمة التعليم المعتمدة عالمياً يتلاءم مع نوع العمل.
|