حين أجلس إلى جهاز الحاسوب، وأبسط بين حروفه الفسفورية وقتي فلكي ألتقي أكثر الصديقات قُربى، فكرية وروحية..، أشعر أنَّني أستمد منهن شعوراً فائضاً كافياً لأن أبقى على وهج الفرحة، وسكينة الثقة، وروح التفاؤل.. في مرحلة ضاربة في القسوة، موغلة في الإحباط، ولا أجمل من أن نكون مع هذه المفاجآت القاتلة لأيِّ ثقة أو فرحة أو طموح نتعاضد من أجل صناعة جديدة لوجود ثابت للفرح والثِّقة والطموح في حياتنا..
من أجمل الوجوه التي أُسرّ بها تجاذبني خيوط البهجة الفكرية (هداية درويش)، الصامتة الفاعلة، فهي مع وجود المواجهات المحبطة لطموح الإنسان مثلها فإنَّها لم تصمت وإنَّما اقتصرت حجم المساحة لركضها اليومي خارج حدود مدينتها الفاضلة، وانطلقت من داخل هذه المدينة الفاضلة لكي تنثر عطاءاتها مثلما تقتطف وردة مبهجة من روضة وتشيع عبقها داخل الروضة ومن ثمَّ خارجها...، وبقدرة بذر، وسقي، وتنمية شجرة الورد، ومن ثمَّ جنيها وروداً عبقة فعلت هداية، إذ ركزت جهودها في دقَّة وإدراك للبعد الأقصى لأهداف امرأة لا تركض خلف الضوء وإنَّما تدعه بصمت النطق يلهث وراءها ويتبع خطاها، صنعت هداية لنفسها مجد البدء، إذ أخرجت من صومعتها بعد مجموعتها القصصية الأولى، والكتاب الجامع للمقابلات الصحفية للشخصيات الشهيرة التي قدمتها في الدوريات كمجلة اليمامة وجريدة الوطن وعكاظ والرياض حيث رأست أول مكتب صحفي للوطن في (الرياض)، المدينة، وكذلك رأست مكتب عكاظ، ومجلة اليمامة، وعملت في صحيفة الرياض، ألحقت هذا الجهد بموقع إلكتروني (هداية نت) كانت به من أوائل مؤسسي ومؤسسات المواقع الإلكترونية حيث تميز موقعها بصفة الريادة مع الجدية والتجرد والموضوعية والشمول والإفادة.
ثمَّ فاجأتنا بطرح إبداعي متميز في فكرته وأدائه حين قدمت مشاركة الفنانة التشكيلية المعروفة هدى العمر كتابهما (همس ريشة وبوح قلم) إذ فيه قرأت نص الريشة في نص القلم قراءة تنمُّ عن قلم بديع لشخصية بديعة.
ثمَّ قفزت هداية قبل أسبوعين أو أقل إلى مشروع أوَّلي لها فيه سبق الريادة إذ أصدرت إلكترونياً أول صحيفة يومية إلكترونية بها تحقق حلم هداية الذي به قفزت في خطوة صامتة ضجيج اللاهثين وهم يصرخون..، وأكدت أنَّ العمل الجاد لن تعثّره متاريس الدروب، وأنَّ مواكبة العصر بوسائله المتطورة لا تعجز عنه همَّة من يتصدى لهدفه كي يصل إليه...
ضمن أجمل ما أثلج صدري وأسعدني ضمن رسائل هداية في بريدي.. أن فاجأتني بهذا الخبر، وبهذا الإصدار.. فلها التحية وهي تجتهد بصمت، ومنّي الدعاء أن يكلل الله جهودها بالتوفيق المستمر.
|