* الطائف - فهد الثبيتي- عليان آل سعدان:
عبّر عدد من المسؤولين في محافظة الطائف عن ارتياحهم الكبير لنجاح عملية الاخلاء الطبي الناجحة التي تم خلالها وفي أقل من ساعتين نقل 212 مريضا يرقدون على الأسرة البيضاء في مستشفى الهدا للقوات المسلحة إثر نشوب حريق في موقع للمولدات الكهربائية في الدور السفلي في هذا المستشفى الكبير الذي يتكون من ستة أدوار وأشادوا بالجهود والمتابعة لصاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة الذي كان يتابع الحدث من ساعة وقوعه حتى تم الانتهاء منه وما كان لهذه المتابعة من جهود مضاعفة ومكثفة اسهمت بشكل اكبر في انجاح عملية الاخلاء على الشكل المطلوب . فقد تحدث في هذا الصدد معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز المعمر الذي أكد ان سمو الأمير عبدالمجيد ظل على مدار الساعة مع المسؤولين بالطائف وبذل كل الجهود والامكانيات لانقاذ حياة المرضى الذين يرقدون في هذا المستشفى من خلال توفير كل الإمكانيات الكبرى .. ووصف معاليه سرعة نقل المرضى في عملية إخلاء طبي لأكثر من 212 مريضاً من دون حدوث أي مضاعفات للمرضى يعتبر ذلك انجازاً لجهود القطاعات الحكومية والعسكرية في محافظة الطائف ومدى التعاون الكبير بينها على تحقيق هذا النجاح.
أما الأستاذ عبدالله الماضي الربيعان وكيل محافظة الطائف الذي وقف على تنفيذ عملية الاخلاء منذ بدايتها فقال: في الحقيقة لا استطيع ان أصف لكم هذا العمل الناجح الذي تم تنفيذه بالصورة التي شاهدتموها فقد كان العمل كبيراً شارك في تنفيذه كل القطاعات الحكومية والعسكرية بالطائف وبذل الجميع جهدا كبيرا للغاية على مدار ساعتين متواصلتين لنقل 212 مريضا من هذا المستشفى إلى مستشفيات أخرى حكومية وعسكرية وتمت هذه العملية بنجاح ووفق خطة سريعة لم يحدث فيها خطأ واحد يذكر . وأضاف لقد كانت الجهود تبذل على أكثر من صعيد في تلك اللحظة من عمليات انقاذ وإخلاء واطفاء . فقد نفذ هذا العمل بنجاح نتيجة للدراسات والتجارب الفرضية وغير الفرضية بالإضافة إلى الإمكانيات الكبرى التي تتوفر لخدمة المواطنين في مثل هذه الظروف.
أما العقيد محمد بن رافع الشهري مدير إدارة الدفاع المدني فأكد في تصريحه ان القطاعات الحكومية والعسكرية مؤهلة للتعامل مع الحوادث بكافة أنواعها سواء كانت كبيرة أو صغيرة وما حدث في مستشفى الهدا تم التعامل معه بسرعة فائقة جدا من قبل كل الجهات الحكومية والعسكرية وعلى وجه الخصوص الدفاع المدني الذي استنفر كل جهوده وامكانياته للوصول لموقع الحدث من خلال التحرك السريع لمعدات وآليات الدفاع المدني المرابطة في منطقة الهدا بالقرب من موقع الحدث والتي وصلت لموقع الحدث في زمن قياسي، وقال: لقد كان هناك تنسيق ناجح وكبير بين الجهات الحكومية المشاركة في نجاح خطة الاخلاء للمرضى من هذا المستشفى إلى مستشفيات أخرى. موضحا ان هذه العملية ليس من السهل تنفيذها بنجاح من دون الإمكانيات والجهود المخلصة والتنسيق الجيد وهذا ما تم بالفعل عند وقوع هذه الحادثة في هذا المستشفى، مؤكدا ان الدفاع المدني شارك بأكثر من 5 فرق مجهزة بكافة الإمكانيات في عملية الاطفاء والانقاذ والاخلاء وتمكن رجال الدفاع المدني من السيطرة على الحريق واخماده في الموقع نفسه الذي حدث فيه داخل غرفة المولدات فيما كانت فرق أخرى للاخلاء تشارك وتساهم في عملية اخلاء المرضى من غرف التنويم وغرف العمليات ونقلهم إلى المستشفيات الأخرى في محافظة الطائف بنجاح.
هذا وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة قد تابع حادث الحريق الذي تعرضت له غرفة التحكم بمحطة التوليد بالبدروم الأرضي بمستشفى القوات المسلحة بالهدا فجر أمس الخميس. وقد وجه سموه كافة الجهات المعنية بتكثيف الجهود في سبيل انهاء الحادث والتحقيق في أسبابه، فيما تابع محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر الحادث موجها باتخاذ الترتيبات اللازمة والرفع بما يتم عن الحادث. وكانت غرفة التحكم بمحطة التوليد بالبدروم الأرضي بمستشفى القوات المسلحة بالهدا قد تعرضت فجر أمس لالتماس كهربائي أدى لنشوب حريق نتج عنه دخان كثيف انتقل إلى الأدوار العليا عن طريق فتحات المكيفات وانتشاره داخل غرف المرضى والمنومين.
هذا وقد باشرت الحادث فرق متعددة من الدفاع المدني بالطائف الذين قاموا باخلاء المستشفى بعد انتشار الدخان بشكل كثيف بسبب كثرة الرياح، وتمت العملية في وقت قياسي في ظل تضافر الجهود مع إدارة المستشفى إضافة إلى توفر متطلبات السلامة بالمستشفى.
وقد تم اخلاء 212 حالة من داخل المستشفى ومن أقسام متعددة تم نقلها عن طريق 100 سيارة اسعاف من الهلال الأحمر ووزارة الصحة وبعض المستشفيات العسكرية والخاصة إلى مستشفيات الملك فيصل بالطائف ومستشفى الأطفال ومستشفى الأمير منصور العسكري ومستشفى الأمير سلطان العسكري ومستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي وبعض المستشفيات الخاصة بالطائف.
وقد بذلت كافة الجهات المشاركة في الحادث بالاضافة إلى إدارة المستشفى جهوداً كبيرة حتى تمت اعادة الأوضاع على ما كانت عليه، فيما بقيت الحالات التي تم نقلها في المستشفيات الأخرى لحين اعادتها مرة أخرى إلى مستشفى الهدا للقوات المسلحة.
ونقل مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف العقيد محمد بن رافع الشهري الشكر والتقدير لكافة الجهات المشاركة في مباشرة الحادث، وقال في تصريح له: تواجد الجهات المشاركة السريع في مباشرة الحادث كان له اسهام واضح وبشكل فعّال في السيطرة عليه، حيث تم اخلاء المستشفى دون اصابات.
وقد وجه مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف الدكتور خالد بن قاسم السميري بتكامل التجهيزات واستقبال الحالات في كافة المستشفيات التابعة لوزارة الصحة من حكومية وأهلية وتم تحويل الحالات إليها والتي بلغت 143 حالة منها 58 حالة لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي أدخل منها 11 حالة للعناية المركزة، و43 حالة لمستشفى الملك فيصل بالطائف أدخل منها حالتان للعناية المركزة، و42 حالة لمستشفى الأطفال أدخل منها 7 حالات للعناية المركزة. فيما نقلت الحالات الباقية الى المستشفيات العسكرية.
وأشار الدكتور السميري في تصريح خاص ل(الجزيرة) إلى أن فرقتين شاركت من مستشفى الملك فيصل ومن مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي ومن مستشفى الصحة النفسية ومن مستشفى الأطفال بالاضافة إلى 6 فرق أخرى من المستوصفات والمراكز الأهلية والخاصة كل فرقة منها مزودة بطبيب وممرضين بالاضافة إلى أجهزة طبية متكاملة.
وقد تابع مدير مستشفى الملك فيصل بالطائف استقبال الحالات المحولة للمستشفى وساهم في اجراء الفحوصات مع عدد كبير من الاطباء وتحويلهم للغرف الداخلية بالاضافة الى غرف العناية المركزة.
فيما أكد مدير الهلال الأحمر بمحافظة الطائف عبدالله بن محمد الحارثي الذي باشر الحادث مشاركة 23 فرقة من اسعافات الهلال الأحمر منها 7 فرق من مكة المكرمة، وفرقتان من جدة، و14 فرقة من اسعافات الهلال الأحمر بالطائف، وشاركوا في عمليات اخلاء المرضى والحالات واخراجها من المستشفى أثناء الحريق.
(الجزيرة) كانت متواجدة لحظة الحدث وشاهدت عملية نقل الحالات إلى المستشفيات، حيث اتضح اطمئنان كافة المسؤولين على الحالات الصحية للمرضى بعد تحويلهم، وكانت لنا بعض اللقاءات مع المرضى في مستشفى الملك فيصل.
في البداية التقينا بأحد المرضى المحولين بمستشفى الهدا للقوات المسلحة (مفلح راقي السبيعي) 64 سنة الذي أجرى عملية مسالك بولية ويقول: كنا نائمين فجراً وسمعنا أصواتا داخل المستشفى كانت عالية، وفتحت النافذة وإذا بي أشاهد دخانا كثيفا وفرق الاطفاء التابعة للدفاع المدني منتشرة بالمستشفى الى ان أخبرونا بأن هناك حريقا وعلى الفور تم اخراجنا.
ويقول سعد عبدالرحمن المالكي (80 سنة) الذي تعرض لكسر في القدم: كنت منوما وسمعت أصواتا عالية واستنفارا في داخل المستشفى، وشاهدت الدخان، على اثره تم نقلي أنا والمرضى إلى مستشفى الملك فيصل وبسرعة متناهية.
مشاهدات من الحادث
- تواجد الفرق والإسعافات والجهات المعنية ساهم بشكل كبير في السيطرة على الوضع وإعادته للطبيعي.
- مريضة فصلت الأجهزة عنها كونها تعاني من ضيق التنفس وساهم أحد الأطباء بمستشفى الملك فيصل أثناء مباشرته للحالات في اجراء عملية تنفس سريعة لها واستقرت حالتها ووضعها الصحي ممتاز.
- عملية الإخلاء تمت في وقت سريع وفق خطة منظمة كان للتجارب الفرضية أثر في نجاحها.
- مدير شرطة محافظة الطائف العميد مساعد بن محمد الثبيتي باشر الحادث برفقة عدد من القيادات الأمنية، حيث كان لهم دور فاعل وكبير في تسهيل حركة السير للإسعافات أثناء نقلها للحالات للمستشفيات داخل الطائف، كما ساهموا في الحفاظ على الأمن داخل المستشفى ومنع المتجمهرين من إعاقة عمليات المباشرة للجهات الأخرى، بالإضافة إلى تسهيل عمليات التنسيق.
|