* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة :
قالت دراسة حول جدار الفصل العنصري أعدها المركز الصحافي الدولي بالهيئة العامة للاستعلامات الفلسطينية : إن الجدار سيعدم قابلية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ، من خلال سيطرته على ( 45.37%) من مساحة الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.
وأضافت الدراسة ، التي وصلت الجزيرة نسخة منها: إن جدار الفصل العنصري، سيخلق غيتوهات فلسطينية معزولة، واحد منها في الشمال الغربي من مدينة جنين إلى مدينة قلقيلية ، وقد انتهي بناء الجدار في هذه المناطق ضاماً ( 16 قرية فلسطينية )، غرب الجدار إلى دولة الاحتلال، فيما أصبحت (50 قرية أخرى) مفصولة عن أراضيها.
وأضافت الدراسة: أما الغيتو الآخر، فهو غيتو مدينة القدس،الذي يحيط بالمدينة المقدسة ودائرة المستوطنات اليهودية حولها، وبذلك يكمل عزل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية.
أما الغيتو الثالث فهو في جنوب الضفة الغربية، وسيحيط الجدار هنا بمدينتي بيت لحم والخليل عن طريق استمراره من جنوب القدس المحتلة في الجهتين الشرقية والغربية، كما ستنشئ جدراناً خرسانية بالقرب من موقعين دينيين إسلاميين مهمين وهما: قبة راحيل والحرم الإبراهيمي الشريف، وستشكل إلى جانب (الغيتوهات) الثلاثة العملاقة عدة سجون إضافية. . !!
وأشارت الدراسة التي تعرض الجزيرة أهم ما جاء فيها إلى أن الغيتوهات الأول والثاني والثالث تعزل 95 ألف فلسطيني ، عدا عن مائتي ألف في القدس الشرقية ، كما سيحاصر ( 11.500 ) فلسطيني في (16 قرية) من الجدار والخط الأخضر.
وذكرت الدراسة الجديدة: أن جدار الفصل العنصري ينفذ على الأرض الفلسطينية داخل الضفة الغربية وليس على طول الخط الأخضر ، ويبلغ عرضه من 60 إلى 100 متر، ويحجز منطقة فلسطينية أطلق عليها المنطقة المعزولة بين جدار العزل وخط الهدنة تقدر ب ( 23 كيلو متراً مربعاً) داخل الضفة الغربية، عازلاً كذلك مساحة من الأرض تقدر بحوالي ( 110.2كم2 ) منها 22 كم مربع من الأراضي الزراعية الخصبة ، مزروعة بأكثر من ( 700 ألف شجرة مثمرة )، بالإضافة إلى ما يزيد عن ( 30 بئراً ارتوازيا ).
وبينت الدراسة أن الجدار يخلق منطقة أمنية شرقية على طول الغور بمساحة ( 1237 كيلو متراً مربعاً ) ، أي ما يعادل ( 12.9% ) من مساحة الأراضي الفلسطينية وتضم هذه المساحة ( 40 مستوطنة يهودية )، ومنطقة أمنية غربية بمساحة ( 1328 كيلو متراً مربعا )، أي ما يعادل ( 23.4% ) من مساحة الأراضي الفلسطينية، وهذا يعني أن كلتا المنطقتين ستضمان (45.3% ) من مساحة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ، ويخلق منطقة ثالثة تبلغ مساحتها ( 54.7% ) من الأراضي الفلسطينية والتي تضم المدن الفلسطينية الكبرى ستقسم إلى ( 8 مناطق ) وإلى ( 64 غيتو ) فلسطيني. . !!
وتحدثت الدراسة بلغة الأرقام ، فجدار الفصل العنصري الذي تبنيه سلطات الاحتلال يرمي إلى السيطرة على ( 45.3%) من مساحة الضفة الغربية ، ويبتلع الأراضي الفلسطينية ويجرف أراضي في مدينة جنين بلغت مساحتها ( 57404 دونما ) ، وفي مدينة طولكرم ( 39860 دونما )، وفي مدينة قلقيلية ( 49877 دونما )، وفي مدينة سلفيت ( 6040 دونما ) ، وفي مدينة القدس ( 7946 دونما )، وفي مدينة بيت لحم ( 3656 دونما )، وبدأ يبتلع جدار شارون العنصري مساحة الأراضي المجرفة الحكومية والخاصة في مدن القدس ، بيت لحم ، قلقيلية ، سلفيت ، طولكرم ، وجنين ،أكثر من ( 164783 دونما ). . !!
آثار كارثية على مجمل البنية الاجتماعية للأسر الفلسطينية. . !!
وفي هذا السياق يُستدل من نتائج مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن بناء الجدار الفاصل العنصري ترك آثاراً كارثية على مجمل البنية الاجتماعية للأسر الفلسطينية، وأشارت نتائج المسح إلى أن ( 93.1% ) من الأسر الفلسطينية شكل الجدار العنصري لأفرادها عائقاً في الحركة والتنقل، سواء كانوا طلاباً أو مدرسين ، عمال وصناعيين ومزارعين ، مرضى وأطباء.
كما أشارت البيانات إلى أن ( 89.6% ) من أفراد الأسر شكلت لهم مواعيد التنقل والعبور عائقا في الحركة والتنقل ، أما بالنسبة لشروط العبور ( تصاريح خاصة هوية تجمعات محددة ، ورسوم نقدية ) فقد بلغت نسبة الأفراد أو بعض أفراد الأسر الذين شكلت لهم عائقاً أمام حركتهم ( 74.1% ) ، أما بالنسبة لانفصال الأسرة أو أحد أفرادها عن الأقارب فقد بلغت نسبة الأسر التي تعرضت لذلك وتقيم غرب الجدار ( 50.9 % ) ، مقابل (37.3 % ) للأسر التي تقيم شرق الجدار.
كما بينت نتائج المسح التي وصلت الجزيرة: أنه بعد بناء الجدار ما نسبته ( 80.1 % ) من الأسر الواقعة غرب الجدار تقطع مسافة تزيد عن ( 4 كم ) حتى تستطيع الوصول إلى أقرب مستشفى عام أو خاص ، في حين بلغت هذه النسبة ( 48.3% ) من الأسر الواقعة شرق الجدار.
وأظهرت النتائج إلى أن ( 73.7% ) من الأسر الفلسطينية الواقعة غرب الجدار الفاصل شكل لها الانفصال عن الخدمات الطبية ( المستشفيات والمراكز الطبية ) في مراكز المدن عائقا في الحصول على الخدمات الصحية ، في حين كانت النسبة ( 38.6 % ) للأسر الواقعة شرق الجدار الفاصل.
وأفادت نتائج المسح أن نسبة الأسر الفلسطينية التي لديها أفراد ملتحقون بالتعليم وواجهوا صعوبات في الوصول إلى المدرسة أو الجامعة، تشكل ( 15.2% ) ، منهم ( 29.4 % ) من الأسر التي تقيم غرب الجدار، و ( 13.9% ) من الأسر التي تقيم شرق الجدار.
أما بالنسبة للأسر التي تأثرت الحالة العملية لأحد أفرادها ، فقد بينت النتائج أن نسبة الأسر التي قام أحد أفرادها بتغيير عمله بشكل جذري ( تم تغيير طبيعة العمل ومكان العمل ) بسبب بناء الجدار ( 23.6 % ) للأسر التي تقيم غرب الجدار ، مقابل ( 21.7% ) للأسر التي تقيم شرق الجدار الفاصل.
وفي هذا الصدد ، أكدت دراسة حديثة أصدرتها إدارة الدراسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الفلسطينية أن الجدار الفاصل يهدد نمو وتطور الاقتصاد الفلسطيني ، حيث يؤدي إلى تدمير ( 200 منشأة تجارية وصناعية ) ، وتسريح ( 46% ) من العمال.
كما بينت نتائج الدراسة التي أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نسبة الأسر الواقعة غرب الجدار الفاصل وأصبح دخلها بعد بناء الجدار لا يكفي وتضطر لاستخدام مصادر أخرى ( 37.8% )، في حين بلغت هذه النسبة للأسر الواقعة شرق الجدار ( 54.2%).
وأشارت النتائج إلى أن نسبة الأسر الواقعة غرب الجدار الفاصل وغيرت أو تنوي تغيير مكان الإقامة بلغت ( 5.0 % ) ، مقابل ( 4.9% ) أسرة غيرت أو تنوي تغيير مكان الإقامة من الأسر الواقعة شرق الجدار.
وحسب نتائج المسح فان ما نسبته ( 19.3 % ) من الأسر التي تقيم غرب الجدار تعرضت مساكنهم للضرر كليا أو جزئياً ، في حين بلغت هذه النسبة للأسر المقيمة شرق الجدار الفاصل ( 30.1 % ).
كما أشارت نتائج المسح إلى أن ما نسبته ( 8.7% ) من الأسر الفلسطينية المقيمة غرب الجدار تعرضت محتويات مساكنهم للضرر كليا أو جزئيا ، في حين بلغت النسبة (23.1% ) للأسر التي تقيم شرق الجدار، وبلغت نسبة الأسر المقيمة غرب الجدار التي تعرضت محلاتهم التجارية للضرر كليا أو جزئيا ( 8.6% ) ، مقابل ( 2.4% ) من الأسر المقيمة شرق الجدار الفاصل.
وأشارت نتائج المسح الذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نسبة الأسر التي تم مصادرة أو الاستيلاء على أراضي الأسرة كليا ( 7.4% ) من الأسر التي تقيم غرب الجدار، ( 12.3 % ) من الأسر تم مصادرة أراضيها كليا وتقيم شرق الجدار الفاصل.
وتأثرت العلاقات الاجتماعية للأسر التي تقيم غرب الجدار أكثر من الأسر التي تقيم شرق الجدار ، حيث بينت النتائج أن نسبة الأسر الفلسطينية التي اثر الجدار الفاصل على قدرتها على زيارة الأهل والأقارب (90.6 % ) ، مقابل ( 63.5 % ) من الأسر التي تقيم شرق الجدار ، وبلغت النسبة للأسر التي اثر الجدار الفاصل على قدرتها على ممارسة النشاطات الثقافية والاجتماعية ( 83.3% ) للأسر التي تقيم غرب الجدار ، مقابل (48.4 % ) للأسر التي تقيم شرق الجدار الفاصل.
وبينت نتائج المسح الفلسطيني أن نسبة الأسر الفلسطينية التي أصبح لديها مانع من زواج أحد الأفراد من شريك الحياة المقيم في الجهة الأخرى من الجدار بلغت ( 50.4 % ).
|