* الرياض - الجزيرة:
مع انشغال الأجهزة الأمنية بالمتابعات الميدانية الهادفة لتطويق الفئة الباغية الارهابية التي تسعى لزعزعة الأمن والاخلال بطمأنينة المواطن ظن بعض هواة خرق الانظمة ومخالفة التعليمات المنظمة للمرور ان دوريات مراقبة الشوارع والاشارات قد 'التهوا' وانشغلوا بأمور أهم فباتوا يمارسون قطع الاشارات والتجاوزات الخاطئة والسرعة الممقوتة الجنونية، وحينما يراجع احدهم احدى المصالح الحكومية لإنجاز شأن من شؤونه يكتشف عدم امكانية المضي في استخراج جوازه او بطاقة عائلته على سبيل المثال لوجود مخالفات مرورية مسجلة على سيارته، فيثور ويغضب لأنه حينها كان يمرح بسيارته متناسياً كل نظام مروري بحجة ان هناك أموراً أهم من ربطه الحزام والتفحيط وقطع الاشارة الحمراء، ثم يتفاجأ ان عيون الأمن ما زالت مفتوحة وساهرة وانه لن يفلت كثيراً منها.والأكيد ان لاعين أمن ولا دورية تغني دائما عن الوازع الذاتي النابع من عقل ووجدان كل قائد مركبة، واحساسه بقيمة النظام ومردوده وفوائده على الجميع، وانه لم يطبق عليه وحده، بل انه بات عرفاً مشاعاً اكتسب الشرعية من كونه تنظيماً مدنياً حضرياً عاماً يهدف لمصلحة الوطن والمواطن والرعية كلها مشمولة بنتائجه الحسنة والسيئة وان تطبيقه صار ملزماً للجميع بلا استثناء، فإذا استشعرنا هذا الامر وجب علينا السمع والطاعة وان من يخالف ذلك ويرتكب جرماً مرورياً يتضرر منه الآخرون فإنه يتحمل الذنب والمسؤولية عن العين وعن النفس ولا يُعفى من العقاب العام والخاص.. ومن يحمل في رأسه عقلاً نيراً فبالضرورة لا يحتاج غالباً لدورية مرور ولا نقطة تفتيش لتنبيهه لمثل هذه البديهيات المعروفة بالضرورة، واخيراً فلابد من الاشادة بجهود رجال المرور ورجال الأمن الساهرين على راحتنا فيجب ان نقدم التحية والشكر والعرفان، لا ان نزيد اعباءهم ونشغلهم بتصرفاتنا الحمقاء.
|