** أنا لا أعرف الأستاذ الكريم: عباس فائق غزاوي ولكني أسمع عن ريادته الإعلامية والإذاعية على وجه الخصوص، فهو من الرعيل الإعلامي الأول الذي أبلى بلاءً حسناً في بدايات مسيرة الإعلام والتوعية والتنوير في بلادنا!
لكن أحسب أنني أعرفه وأحببته بعد أن قرأت عن موقفه الوطني النابه، في هذا الوقت الذي تتداعى فيه علينا وعلى بلادنا وعلى أخلاقيات جيلنا وسائل الإعلام من الأصدقاء والأعداء معا.!
لقد قرأت أن أ. عباس انسحب - بكل شجاعة - من عضوية إحدى القنوات العربية الفضائية وسحب مساهمته - بكامل ما يحمله من وطنية - حيث قال: ((إن استقالته جاءت على خلفية برنامج (بلا رقيب) الذي تقدمه الإعلامية ماريا معلوف، و(إذاعة أخبار غير مسؤولة هدفها التشويش والتشكيك والإساءة للمملكة العربية السعودية على الرغم من لفت نظر مسؤولي القناة مرات عديدة، لكن مع الأسف فشلت كل جهودنا في هذا الاتجاه)، وسياسة محطة (نيو تي في) تظهر انها (توالي بعض الدول العربية ولا يأتي الحديث عنها في القناة إلا بكل ثناء واحترام، فتحاول تلميع صورتها وإعطائها ما ليس فيها وتتغاضى عما يصدر عنها مما ينتقد. وفيما يختص بالسعودية تُوجّه إليها القناة سهاماً وانتقادات غير عادلة) وأضاف: (بدا لي أن رئيس المحطة والعاملين فيها مجندون أنفسهم لعمل من هذا النوع من دون ان يفهم المشاهد أنهم يؤدون رسالة معينة)، مشيراً إلى أن (الإعلانات المنوهة عنها في الحلقة الخاصة بموسم الحج والتي أذيعت في برنامج (بلا رقيب) كانت مسيئة جداً.
وختم مبرراته بأنه لم يتخذ قراره من وحي انفعال لكنه كما قال - لافُض فوه - حاول إصلاح القناة لكن عندما لم يستطع قدم استقالته وسحب أسهمه منها مؤكدا أنه لم يجد أي ضغوط من حكومته السعودية من أجل انسحابه، وإنما هذا نابع منه شخصياً.
***
أما قبل:-
** فإن قلمي ليفخر أن يقدم تحية امتنان تماثل هذا الموقف الوطني الشجاع الذي جعل هذا المواطن يقدم مصلحة وطنه على مصلحته الشخصية ونفعه المادي!
إنني أتوقف - ولا أملك - إلا أن انتظر أن يقتدي إخواننا من أبناء جلدتنا الذين يملكون بعض القنوات الإعلامية أو أغلب أسهمها وأن يقتدي رجال الأعمال الذين يدعمون بإعلاناتهم بعض القنوات المسيئة لبلادنا وديننا بهذا الوطن، بحيث يقفون هذا الموقف تجاه كل قناة تسيء إلى وطنهم وعقيدتهم وأخلاقيات وقيم أبناء وطنهم.
***
طه حسين
ومرددوا كلمات المطوفين
** كلما رأيت أولئك الطائفين الذين يرددون بفهم وفي الأغلب بدون فهم دعاء وكلمات مطوفهم، تذكرت مقولة بليغة لعميد الأدب العربي د. طه حسين عندما زار مكة المكرمة وأدى العمرة وشارك مع هؤلاء الطائفين.. هذه المقولة التي زودني بها معالي الأستاذ الأديب عبدالعزيز السالم جسد فيها د. طه حسين هذه الحالة أبلغ تجسيد:
((وجدتني بين أيديهم أردد بلا وعي ما يقولونه، ووجدتني في الوقت نفسه وحدي، وان كنت في صحبتهم، كنت شخصين: شخصية واعية بلا كلام، وشخصية متكلمة بلا وعي، كانت الشخصية المتكلمة بلا وعي تردد كلام المطوفين والمزورين وكانت الشخصية الواعية بلا كلام تناجي ربها في صدق وصمت وخشوع)).
وقد صدق
وحقاً:
إن من البيان لسحراً.
***
آخر الجداول
** للشاعرة: سعاد الصباح
((هذه الأرض هي الأم التي ترضعنا
وهي الخيمة، والمعطف، والملجأ
والثوب الذي يسترنا
وهي السقف الذي نأوي إليهِ
وهي الصدر الذي يدفئنا..
وهي الحرف الذي نكتبه
وهي الشعر الذي يكتبنا
كلما همْ أطلقوا سهماً عليه
غاص في قلبي أنا))
ف 014766464 |