Friday 5th March,200411481العددالجمعة 14 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تشرشل يلقي خطاب (الستار الحديدي) تشرشل يلقي خطاب (الستار الحديدي)

في مثل هذا اليوم من عام 1946 وفي إحدى أشهر الخطب الرسمية أثناء فترة الحرب الباردة، استنكر رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشيل سياسات الاتحاد السوفيتي في أوروبا وأعلن من ستاتين في البلطيق إلى تريست في المحيط الأدرياتيكي، تم وضع ستار حديدي في كافة أنحاء القارة. ويعتبر خطاب تشرشيل أحد الأحداث الهامة التي أعلنت عن بداية الحرب الباردة.
وقد تم دعوة تشرشيل، الذي هُزم في إعادة الانتخابات لرئاسة مجلس الوزراء في عام 1945، إلى كلية ويستمنستر في فولتون، ميزوري، حيث ألقى خطبته. وانضم الرئيس هاري ترومان لتشريشل على المنصة واستمع بانتباه شديد لخطبته. وبدأ تشريشل بمدح الولايات المتحدة، التي قال :إنها تقف عند القمة العالية للقوة العالمية. وقد اتضح بعد ذلك بوقت قصير أن الغرض الرئيسي لخطابه هو الحصول على علاقة خاصة مقربة بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى- وهما القوتان العظمتان للعالم الذي يتحدث الإنجليزية لتنظيم وإدارة العالم بعد الحرب. وقد حذر على وجه التحديد من السياسات التوسعية للاتحاد السوفيتي، وعلاوة على (الستار الحديدي) الذي أسدل في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، تحدث تشرشيل عن (الطابور الشيوعي الخامس) الذي كان يعمل في جميع أنحاء أوروبا الغربية والجنوبية. ومن خلال عمل مقارنات بين الكوارث التي نجمت عن تهدئة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية، نصح تشرشيل انه عند التعامل مع السوفيت ليس هناك شيء يعجبون به كثيرا مثل القوة، وليس هناك شيء يكنون له احترام اقل عن الضعف العسكري.
وقد رحب ترومان والعديد من المسؤولين الأمريكيين بالخطاب، وقد قرروا أن الاتحاد السوفيتي يميل إلى التوسع وان الموقف القوي فقط هو الذي سيعمل على ردع الروس. وبعد ذلك دخلت عبارة تشرشيل (الستار الحديدي) فورا في معجم المفردات الرسمية للحرب الباردة. إلا أن المسؤولين الأمريكيين كانوا اقل حماساً بخصوص دعوة تشرشيل (للعلاقة الخاصة) بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى. وبالرغم من انهم نظروا إلى الإنجليز على انهم حلفاء قيميين في الحرب الباردة، إلا أنهم كانوا على علم جيد بأن سلطة بريطانيا تضعف وأنها ليس لديها نية لكي يتم استخدامها كمخالب لمساعدة الإمبراطورية البريطانية المتهالكة. وفي الاتحاد السوفيتي، استنكر الرئيس الروسي جوزيف ستالين الخطاب وقال انه متاجرة بالحرب وأشار إلى تعليقات ستالين بخصوص العالم المتحدث بالإنجليزية بأنه عنصرية إمبريالية. ومما يذكر أن الحلفاء البريطانيين، الأمريكيين والروس ضد هتلر كانوا قبل سنة واحدة من الخطاب يرسمون خطوط معركة الحرب الباردة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved