Friday 5th March,200411481العددالجمعة 14 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بين الشك والثقة بين الشك والثقة

* س: - تزوجت أكثر من ثمان نساء خلال ثلاثة عشر عاماً، لكنني لا أستقر مع واحدة منهن؛ لسببين: أحدهما: أنني مصاب بمرض الشك الذي يراه بعض مَن حولي شكاً، ولا أعتبره شكاً. والثاني: أنني أخشى مما عرفته من نفسي أنني مصاب بمرض نفسي، وهو دوام (الكآبة)، فهل المرض يمكن أن يورث؟
وهل نطمع منكم مخاطبة (وزارة الصحة) لجعل مراكز استشارية للأمراض الوراثية دون اللجوء إلى الكشف هكذا.
ع.ع.س.ف. الدرعية
* ج: - الأوراق التي بعثتها إليَّ مع صور شخصية لك مع تقارير طبية تبيَّن لي من ذلك ما يلي:
1- أنك وأنت ما بين سن 8 سنوات حتى 20 سنة مررت بشدة في التربية والتوجيه؛ مما شكَّل لديك حباً للانزواء ومحاولة تجنب الاختلاط الكثير بالغير.
2- ما بين سن 8 سنوات حتى 15 سنة لم تحظَ بمثل أعلى قوي الشخصية حكيم عاقل، فارتسم لديك شعور بالقلق والهم؛ لعجزك عن الحرية التي تراها لدى أترابك.
3- أنت تسير في الحياة بمنظار واحد، ترى الحياة والناس من خلال تلك القسوة التي مررت بها، فتولد لديك ما بين 70% إلى 85% شعور بعدم الثقة في النفس الذي جرَّ بدوره الشك.
4- لديك تسويف؛ فالقرحة والضغط تركتهما حتى نبتا فيك؛ لأنك تتثاقل كثيراً عن الكشف الطبي والمراجعة, وهذه مشكلة غالب الناس اليوم، لا يذهبون إلى الطبيب إلا إذا بان المرض وجثم.
5- لديك حب للظهور 90%، ولديك إمكانات جيدة علمية وثقافية، تستطيع من خلال ذلك إيجاد مكانة لك صادقة؛ لتكون أحد أعمدة هذا الدين حكمة وعقلاً ورواية ودراية؛ فالأمة بحاجة إليك، لكنك تتعجل، ولعلك مما تبين لي من كلامك تنشد التعويض.
6- لديك حساسية نفسية متراوحة ما بين 58% إلى 60% حسب كل موقف، لكن ذلك في صالحك.
أنت رجل فاضل ونبيل وفيك خير، ولديك إمكانات جيدة كثيرة لو تبصرت جيداً في الحياة. ولعله يكفي دليلاً على نباهتك ورجولتك أنك تحس بحاجة إلى المساعدة الطبية النفسية، وهذا بحد ذاته علاج قويم وكريم، يمكنك من الآن رسم منهاج تسير عليه في الحياة، خاصة تربية (الثقة في النفس)؛ فهذه خطوة لا بد منها، لكنها ثقة واعية، ولعل خير ما يساعدك في هذا الولع بها عن طريق هذه الكتب:
1- أُسْد الغابة.
2- الاستيعاب.
3- تذكرة الحُفَّاظ.
4- تأمَّل سورة يوسف ونوح عليهما الصلاة والسلام, فلا بد من هذا، ولتكن قراءتك لهذا قراءة المتبصر الجاد؛ حتى تنطبع حياة مَن تقرأ لهم فيك، فيكون هناك إيحاء لا شعوري ينطبع لديك، فتكون ذا شخصية قادرة باذلة واقعية واعية مدركة.
الشك الذي لديك شك مرضي 100%، ما لم يكن قد ظهر لك من زوجة ما أمر بَيِّن. والزوجة في مثل هذا الحد تساهم أحياناً بدفع الشك إليها.
وبين يديَّ من هذا كثير من الخطابات تبيَّن لي من خلال دراستها أن بعض الزوجات فعلاً دفعن الأزواج إلى الشك بهن من أزواج كاملي التصرف والعقل.
حاول دفع الشك تدريجياً بالدعاء ورد كل خاطر يَرِدُ إليك من الخارج، ولتدرك أن تربيتك السابقة لها دور في هذا, وهذا يساعدك لتطرد الشك شيئاً فشيئاً، حاول جاهداً ذلك مع شيء من النباهة والعبر والتقوى والخوف من الله تعالى. وهذا لا بد منه، ولست بحاجة أبداً إلى علاج نفسي ينبني على صرف علاج ما؛ فأنت بإذن الله تعالى علاجك بيدك. فقط تبصَّر جيداً, والكآبة (ضيق الصدر) هذه تزول بما ذكرته لك، ولعلها وَلَّدت لديك الانزواء وكراهة ثقل العمل؛ فالكآبة شعور بالانقباض وثقل الحياة وهم يصاحبه قلق مختلط من هنا وهناك، وتزول الكآبة بإذن الله تعالى بما ذكرتُ لك من الكتب, وقد جُرِّب هذا ونجح، فآمل منك ذلك.
وحاول إن كنتَ قد ظلمتَ أحداً ما أن تطلب عفوه ورضاه.
أما الاستشارة الطبية للأمراض الوراثية فكما يلي:
1- صرح وزير الصحة د. حمد المانع بتجديد 70 مستشفى لإجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج، وذلك تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء المنعقد في يوم 6-11- 1424هـ والذي ينص على تطبيق الضوابط الصحية للزواج على جميع السعوديين قبل الزواج.
2- بيَّن معالي وزير الصحة أن هناك تجهيزاً لعيادة (المشورة الطبية), والتي تُحال إليها نتائج الفحوصات الطبية قبل الزواج.
3- إن عيادة (المشورة الطبية) تتولى الرد على استفسارات طبية في هذا الشأن.
4- قد تم تعيين (المدن) التي يكون فيها (المختبرات) التي تم اعتمادها لتقديم نظر حال كل من الزوجين قبل الزواج.
ولعل في هذا ما يكفي عن الكتابة لوزارة الصحة؛ فقد كفانا معاليه ما كنتَ في سبيل طلبه.
آمل منك إعادة قراءة هذه الإجابة بين كل فترة وفترة.
وأما كون (مرض الكآبة) يُوَرَّث؛ ففي مثل حالتك لست أظن ذلك؛ لأن حالتك مكتسبة، لكن يمكن أن تؤثر أنت في ولدك إذا نقلت إليهم ما عشتَه من شدة وقسوة وارتجال، فلعل ما مرَّ بك يكون دافعاً لك لتستفيد أن قسوة التربية وشدتها يولدان سوء الشخصية, وأنت بقراءة ما ذكرتُ لك من كتب تستفيد وتغير.
وأما جعل (مراكز استشارية طبية) دون اللجوء إلى الكشف الطبي، فهذا لم أفهمه بعد من تصريح الوزير، لكن لعل في الأمر متَّسعاً فيما بعد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved