* الرياض - سلطان المواش:
أحدثت الزلازل التي حدثت مؤخرا في كل من إيران والمغرب والجزائر، دماراً كبيراً وخلفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. تلك الخسائر استدعت الاهتمام أكثر بضرورة إنشاء المراصد الزلزالية التي ترصد حركات الزلازل وتبين مواقعها وذلك للحد أو التقليل من آثاره المدمرة.
وعن أسباب حدوث الزلازل والمناطق الجغرافية الأكثر عرضة لحدوثه وطريقة رصده التقت الجزيرة مسؤول الرصد والتحليل الزلزالي بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأستاذ عبدالعزيز عبدالله الفايز.. فماذا يقول عن هذه الظاهرة المدمرة.
* في البدء أرجو أن تشرحوا لنا كيفية حدوث الزلازل؟
- تحدث الزلازل عندما تحدث حالة انكسار مفاجئة في الطبقات الأرضية نتيجة للضغوط التي تتعرض لها هذه الطبقات من خلال تباعد وتصادم للصفائح الأرضية.
* ما هي المناطق المعرضة لحدوث الزلازل في المملكة والدول المجاورة؟
- تعتبر شبه الجزيرة العربية جزءا من الصفيحة العربية التي تتحرك نحو الشمال الشرقي، وهذه الصفيحة يحدها ثلاثة حدود حركية نشطة هي كما يلي:
1- منطقة جبال زاجروس الإيرانية، وهذا مثال على تصادم الصفائح الأرضية، حيث تحدث معظم الزلازل المدمرة في إيران ومنها زلزال مدينة بام الأخير نتيجة تصادم بين الصفيحة العربية والصفيحة الإيرانية، ولا تشكل هذه الحركة أي خطورة على منطقة الخليج العربي لأن حدود التصادم هي منطقة جبال زاجروس الإيرانية الواقعة جنوب غرب دولة إيران وليست منطقة الخليج العربي.
2 - منطقة خليج العقبة: وهذه نشطة نسبيا وذلك لوجود عدة صدوع نشطة داخل الخليج.
3 - منطقة جنوب البحر الأحمر، وهذا مثال على تباعد الصفائح الأرضية، وهي اقل نشاطا مقارنة بالمنطقتين المذكورتين أعلاه.
* ما الأسباب التي دعت لإقامة شبكة رصد زلزالي في المملكة وأهداف هذه الشبكة؟
- نظراً لوقوع العديد من الأحداث الزلزالية في العديد من البلدان المجاورة للمملكة كان من الضرورة إنشاء مرصد للزلازل تناط به مهمة رصد الزلازل على مستوى المملكة. وقد اسندت هذه المهمة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وقد تم تركيب 38 محطة ثابتة تابعة لمدينة الملك عبدالعزيز في جميع أجزاء المملكة، منها 31 محطة تحت الإشراف الفعلي لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، و7 محطات تحت إشراف جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة، كذلك تم تركيب 9 محطات رصد زلزالي متنقلة (غير ثابتة) في المنطقة الوسطى وحول مدينة الرياض. وجميع هذه المحطات تستخدم الرصد والتسجيل الرقمي المتبع حديثاً في مجال الرصد الزلزالي. وتعتبر الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واحدة من أفضل شبكات الرصد الموجودة على المستوى العالمي من ناحية دقة الرصد وكذلك لاستخدامها أحدث البرامج الحاسوبية في نظام التحليل الزلزالي.
وأهداف هذه الشبكة هي:
- تسجيل النشاط الزلزالي المحلي والإقليمي والتبليغ عنها للجهات المعنية، وإصدار نشرات دورية عن الزلازل التي تم رصدها.
- تصنيف المناطق طبقاً لمستوى الشدة الزلزالية فيها ومدى تكرارها لتحديد الاخطار الزلزالية.
- إعداد البرامج الخاصة لتخفيف آثار الخطر الزلزالي. والتعاون مع الجامعات والجهات الحكومية ومراكز البحث العلمي العالمية ذات العلاقة وذلك لدراسة التركيب الجيولوجي والقشري للمملكة والقيام بأبحاث علمية في مجال علم الزلازل.
* كيف يتم اختيار أماكن محطات الزلازل؟
- بطريقة مبسطة جدا فاختيارها يتم في مكان مناسب لإنشاء المحطة الزلزالية، وذلك بالابتعاد عن أماكن النشاط السكاني والعمراني لكي لا تحدث ضوضاء غير مناسبة مثل حركة السيارات في الطرق السريعة، وأماكن الصدوع النشطة.
كما لابد من اختيار أرضية صلبة لوضع جهاز اللاقط الموجي عليها، ويفضل في هذه الحالة الصخور القاعدية. وإن لم توجد مثل هذه الصخور كما هو الحال في وسط وشرق المملكة حيث توجد صخور رسوبية غير صلبة مقارنة بالصخور القاعدية، فإنه يتطلب الحفر لعمق ما بين 10 إلى 30 متراً لحفظ جهاز اللاقط الموجي فيها وذلك لتخفيف الضوضاء.
* وكيف تتم طريقة الرصد الزلزالي؟
- عندما تحدث الهزة الأرضية فإن جهاز اللاقط الموجي يقوم بتسجيلها وإرسالها إلى جهاز المرقم الذي يقوم بقراءة هذه الهزة وإرسالها إلى المبنى الذي يوجد فيه جهاز الاستقبال عن طريق إشارات لاسلكية، بعدها يقوم جهاز الاستقبال بإرسال هذه الموجة الزلزالية إلى مركز الاستقبال الرئيسي في مدينة الرياض وذلك عن طريق خطوط هاتفية رقمية خاصة، وتستغرق عملية التسجيل ونقل المعلومات لمركز الرياض ما بين النصف دقيقة والدقيقة.
* هل هناك إمكانية التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه، وهل الحيوانات والطيور مثال جيد لذلك؟
- لم تتوصل الدراسات العلمية التي قام بها علماء الزلازل إلى أي قواعد ثابتة يمكن اتباعها للتنبؤ بقرب حدوث الزلزال، وأقصى ما توصل له هو تحديد أماكن النشاط الزلزالي وأماكن الصدوع النشطة المسببة للزلازل.
أما بالنسبة لبعض الحيوانات والطيور، فإن السلوك الشاذ لها يعد من مؤشرات حدوث الزلزال، ولكن ليس هناك دليل علمي على ذلك. ويعد انطلاق غاز الرادون من الآبار الموجودة على امتداد الصدوع النشطة من المؤشرات التي توحي بقرب حدوث الزلزال. مع العلم بأنه قد حدثت زلازل عديدة من دون شعور الناس بغاز الرادون.
* كم عدد الزلازل التي يتم رصدها عن طريق المرصد بشكل يومي؟
- إذا أخذنا المتوسط، فإنه يتم رصد ما بين 15 إلى 20 زلزال بشكل يومي عن طريق محطات الرصد التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية معظمها إقليمي وعالمي. ويتم رصد بعض الهزات الخفيفة غير المحسوسة في شمال غرب المملكة يتراوح قدرها الزلزالي ما بين 1 إلى 3 على مقياس ريختر.
* ما أثر نوعية البناء في تخفيف آثار الزلازل؟.
- أثر ذلك يتضح في الزلزال الذي حدث مؤخراً في جمهورية إيران وذهب ضحيته ما يعادل 30 ألف شخص فإن مقدار هذا الزلزال حدث مؤخراً في ولاية كاليفورنيا بأمريكا ولم يذهب ضحيته سوى بضعة أفراد نتيجة استخدامهم لأنظمة بناء مقاومة للزلازل وابتعادهم عن استخدام الطوب الطيني والصخري المستخدم في مدينة بام الإيرانية.
* هل يوجد تنسيق بين المدينة والجهات ذات الشأن حالة حدوث أي زلزال لا سمح الله؟
- يوجد تنسيق بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وإدارة الدفاع المدني حيث يتم تبليغهم مباشرة عند حدوث أي زلزال.
| 
