إن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الأعمال وأفضل القربات التي يقوم بها المسلم في حياته والتي لها عظيم الأجر في آخرته فالله تبارك وتعالى يقول {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيء).
والمملكة العربية السعودية انطلاقاً من رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين منذ نشأتها على يد الإمام الملك عبد العزيز - رحمه الله وغفر له - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أولت هذا الجانب جل اهتمامها ولم تدخر وسعاً في سبيل الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. ومن شواهد ذلك إنشاء كليات متخصصة في الدعوة وأصول الدين وإقامة دبلومات ودورات متخصصة في الدعوة وكذا توزيع الكتب والمطويات والأشرطة الدعوية.
ولا شك أن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة شاهد ظاهر على اهتمام المملكة بالدعوة والدعاة، فهي هبة كريمة قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية من أجل دعم تعليم أبناء المسلمين وإعداد الدعاة والعلماء من مختلف الجنسيات حتى تجاوز عدد خريجيها من مختلف الجهات ألف طالب يمثلون أكثر من مائة وستين جنسية عادوا إلى أوطانهم علماء ودعاة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وما إقامة معرض (كن داعياً) في مختلف مناطق المملكة إلا شاهد آخر على الاهتمام بالدعوة ووسائلها.
وهذا المعرض المبارك له دور بارز في تعريف الناس بأهمية الدعوة ووسائلها المختلفة والإفادة من تطورات العصر الحديث في خدمة الدعوة، وكذلك إبراز جهود المملكة في هذا الجانب على مختلف الأصعدة؛ فللقائمين عليه خالص الشكر والتقدير، وعلى رأسهم معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وندعو الله تعالى أن يبارك في جهودهم.
والشكر نرفعه لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة على اهتمامه ودعمه من أجل إقامة معرض (كن داعياً) الخامس في المدينة المنورة، وندعو الله تعالى أن يجعل هذا في ميزان حسناته إنه سميع مجيب الدعاء.
( * ) مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة |